القضية الفلسطينية

 

16 مايو, 2023

التحريض الصهيوني يتصاعد.. القدس والأقصى في مرمى المستوطنين خلال شهر مايو ٢٠٢٣م

     تمر فلسطين هذه الأيام بأحلك منعطفاتها التاريخية وأكثرها قسوةً وبشاعةً بسبب إرهاب الكيان الصهيوني المتواصل ضد أهلها، وتزايد محاولات التهويد لطمس هويتها العربية والإسلامية، والتحريض المستمر لتنفيذ اقتحامات موسعة لساحات الأقصى المبارك، ضمن ما يُعرف بـ "مسيرة الأعلام الصهيونية" في الثامن عشر من الشهر الجاري؛ إحياءً لمناسبة "توحيد القدس" في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة.

وفي هذا الصدد، يُطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من تداعيات هذا التحريض الصهيوني الذي تدعو إليه منظمات الهيكل "المزعوم" أنصارها لتنفيذ اقتحام جماعي موسع لساحات الأقصى المبارك، إذ أطلقت حملات تحريضية تحت عنوان "تعال وكن جزءًا من التاريخ، لتحقيق رقم قياسي جديد على جبل الهيكل"، في محاولة لحشد (5 آلاف) مستوطن في تنفيذ مخططاتها واقتحاماتها.

يُشار إلى أن منظمات الهيكل وجماعاته المتطرفة تتعامل مع هذه الذكرى باعتبارها واحدة من أهم المناسبات الصهيونية التي تحشد فيها المستوطنين لتدنيس الأقصى المبارك، ولذا نجدها قد شرعت في الحشد والتحريض منذ بداية شهر مايو، كما دعت إلى أن تكون هذه الذكرى هي الأكبر في أعداد المُقتحمين منذ احتلال المدينة المُقدسة.

ولا يتوقف التحريض الصهيوني في هذه الذكرى عند تدنيس الأقصى، وإنما يستمر ليطال البلدة القديمة بمدينة القدس، إذ يتخذ اليمين الصهيوني المتطرف من ذكرى احتلال القدس مناسبة لاستعراض القوى واستعراض سيادة مزعومة على القدس عبر تنظيم مسيرة للمستوطنين تجوب شوارع البلدة القديمة، رافعين أعلام الاحتلال فيما يُطلقون عليه "مسيرة الأعلام".

وفي سابقة هي الأولي، قدمت منظمات الهيكل "المزعوم" طلبًا رسميًّا لسلطات الاحتلال الصهيوني للسماح بتمكين المتظاهرين المُشاركين في "مسيرة الأعلام"، بالدخول إلى الأقصى، في خطوة يرى مرصد الأزهر أنها الأكثر تطرفًا واستفزازًا منذ بداية العام الجاري، إذ تنذر بتصعيد داخل القدس، والأراضي الفلسطينية لم تشهده البلاد منذ فترة كبيرة، وهو تصعيد تتحمل مسئوليته حكومة الاحتلال بشكل كامل.

كما تابع المرصد في هذا الشأن تصريحات وزير الأمن الصهيوني، "إيتمار بن جفير"، والذي أكد من خلالها أن مسيرة الأعلام التي تنوي عصابات المستوطنين تنفيذها ستسير كما هو مخطط لها؛ حيث ستحرص شرطة الاحتلال على أن تسير المسيرة في طريقها، وستمر بالحي الإسلامي وتجوب أنحاء البلدة القديمة بالقدس ولن يتغير مسارها.

من جانبه، يلفت مرصد الأزهر أن المنظمات المتطرفة تهدف من خلال إصرارها الشديد على تنفيذ هذا الاقتحام الموسع إلى محاولة تعويض فشلها الذريع الذي مُنيت به في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي، حينما أجبر الصمود الفلسطيني داخل الأقصى سلطات الاحتلال على إغلاق الأقصى أمام تدنيس المستوطنين الذين كانوا يتمنون أن تستمر اقتحاماتهم الإرهابية للأقصى حتى في تلك الأيام المباركة.

ويدعو مرصد الأزهر العالم الإسلامي إلى الدفاع عن الأقصى والتصدي للإرهاب الصهيوني الذي لا يرعى حرمة لأولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، محذرًا من التصعيد الصهيوني خلال هذه الذكرى المشئومة، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تكرار ما حدث عام 2021م عندما اندلعت عملية "سيف القدس" للدفاع عن الأقصى، خاصة أنه يتزامن مع العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد (33) فلسطينيًّا حتى اليوم.

 

وحدة رصد اللغة العبرية

 


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.