القضية الفلسطينية

 

12 يونيو, 2023

حصاد الأقصى في شهر مايو 2023م.. حملات صهيونية شرسة لفرض واقع جديد بالقوة الجبرية

     واجه الأقصى المبارك خلال مايو الماضي، حملات شرسة من الكيان الصهيوني، ومنظمات الهيكل في إطار المحاولات التي تستهدف فرض واقع جديد بالقوة الجبرية، من خلال تحريض المستوطنين المتطرفين على اقتحام الأقصى بشكل متكرر تحت حماية شرطة الاحتلال، كان من نتائجها اقتحام نحو (5,569) مستوطنًا للمسجد على مدار الشهر، وترديد النشيد الوطني الصهيوني "هتيكفا" بشكلٍ جماعي في قلب الأقصى.

ووفق متابعات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فقد بدأت هذه الحملة بتحريض منظمات الهيكل، على تنفيذ عملية اقتحام جماعي موسع لساحات الأقصى المبارك تحت عنوان (تعال وكن جزءًا من التاريخ) تزامنًا مع الذكرى الصهيونية باحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، ووقوع المدينة بأكملها تحت الاحتلال الصهيوني، بهدف حشد (5,000) مستوطن وتسجيل رقم قياسي جديد في الاقتحامات خلال هذه الذكرى منذ عام 1967م. كما تقدمت منظمات الهيكل (في سابقة من نوعها) بطلب رسمي لحكومة الاحتلال بشأن السماح لعدد (7500) متطرف بالدخول إلى الأقصى، وقرع الطبول والتلويح بعلم الكيان المحتل البغيض؛ في محاولة معتادة لاستعراض القوى ومحاولة إظهار سيادة مزعومة على مدينة القدس. كما دعت منظمات صهيونية متطرفة للقيام مسيرة تجوب شوارع البلدة القديمة، والمعروفة إعلاميًا باسم "مسيرة الأعلام".

ورغم هذه الجهود التي استمرت على مدى (18) يومًا، لم تتجاوز أعداد المقتحمين (1.286) وهو ما يؤشر إلى تراجع كبير مقارنة بالعام الماضي. كذلك فشلت المنظمات الصهيونية المتطرفة في إدخال المشاركين في إدخال "مسيرة الأعلام" إلى الأقصى المبارك رغم المطالبات، والضغوطات التي مارستها على سلطات الاحتلال. علمًا أن الكيان الصهيوني يعتبر ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، واحدة من أهم المناسبات منذ احتلال الأراضي الفلسطينية؛ لذلك لم يكن من المستغرب أن تحشد المنظمات المتطرفة كل إمكانياتها وقدارتها للقيام بعملية اقتحام موسعة للمسجد الأقصى المبارك، كتعويض عن الفشل الذريع في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي؛ حينما أجبر الصمود الفلسطيني داخل الأقصى سلطات الاحتلال على إغلاق الأقصى أمام تدنيس المستوطنين الذين كانوا يتمنون أن تستمر اقتحاماتهم الإرهابية للأقصى حتى في تلك الأيام المباركة.

ويسلط المرصد الضوء على التداخل بين سلطات الاحتلال، والمنظمات المتطرفة، ومدى خطره على مستقبل الأقصى المبارك، ومن صور ذلك خلال شهر مايو ٢٠٢٣م: مشاركة عدد من أعضاء الكنيست، والمسئولين البارزين داخل الكيان الصهيوني في اقتحامات الأقصى، وكان أبرزهم وزير الأمن الصهيوني، المتطرف "إيتمار بن جفير"، وذلك للمرة الثانية بعد توليه الحقيبة الوزارية قبل أقل من خمسة أشهر. ولم يكتف الوزير الصهيوني بالاقتحام، وإنما زعم أن الكيان الصهيوني هو صاحب السيادة على المسجد الأقصى، وليس أي جهة أخرى. وهي تصريحات من شأنها تشجيع المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم، والاعتداءات بحق الأقصى تحت الزعم "الكاذب" الذي يروجه الوزير المتطرف، والمنظمات المتطرفة التابع لها.

ومن بين الانتهاكات اللافتة التي وثقها مرصد الأزهر خلال الشهر المُنصرم قيام حكومة الاحتلال الصهيونية، في 21 مايو ٢٠٢٣م، بعقد اجتماعها الأسبوعي داخل أنفاق ساحة البراق في مدينة القدس المحتلة، وذلك كجزء الاحتفال بذكرى احتلال القدس، وكان من أبرز قراراتها تخصيص نحو 17 مليون دولار لتعزيز الاستيطان في القدس من خلال تطوير الأنفاق، وتهويد محيط الأقصى، والعمل على تقديم مدينة القدس للعالم باعتبارها "عاصمة الشعب اليهودي".

ويلفت المرصد إلى هذا الاجتماع قد حضره أعضاء "اتحاد منظمات الهيكل"، برئاسة رئيس الاتحاد، الحاخام المتطرف "شمشون إلباوم"، والذي قال إن مشاركة "منظمات الهيكل" في مثل هذا الاجتماع يعني اهتمام الكيان الصهيوني بالعودة إلى "جبل الهيكل – يقصد الأقصى"، كما ثمن الدعم الحكومي لمنظمات الهيكل، وتوفير شرطة الاحتلال الحماية الكاملة للمُقتحمين؛ الأمر الذي يؤكد تعزيز التنسيق والتكامل بين منظمات الهيكل، وحكومة الاحتلال في إطار تهويد الأقصى، وتغيير هويته.

كما قال رئيس الكنيست الصهيونية، في نفس الجلسة، إن من يسيطر على الأقصى يُسيطر على القدس، ومن يسيطر على القدس يُسيطر على "أرض إسرائيل" –يقصد فلسطين المُحتلة-، ووجه حديثه إلى الحاخام "شمشون إلباوم" قائلًا: "أنت تقوم بعمل مقدس ويسعدني دعمه دائمًا".

وفي ختام التقرير، يؤكد مرصد الأزهر أن الرباط المُقدس داخل الأقصى المبارك، ونضال الفلسطينيين، وصمودهم دفاعًا عن الأقصى، هو الصخرة التي تتحطم عليها أوهام الصهاينة، وأطماعهم، وأن الاحتلال ومنظماته المُتطرفة قد مُنيا بهزيمة كبيرة خلال مايو الماضي؛ عندما فشلت جميع مخططاته في فرض واقع جديد في الأقصى يخدم أهدافهم الخبيثة، عبر استغلال المناسبات الصهيونية، وما يحدث بها من تحريض، وحشد للمستوطنين المتطرفين.

ويرسل مرصد الأزهر لأبناء الشعب الفلسطيني تحية إجلال وتقدير على ما يبذلونه من تضحيات دفاعًا عن الأقصى المبارك، مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتيْن الشريفتيْن، ويدعو الله أن يأذن بنصر من عنده تنقشع به غمامة الاحتلال السوداء عن الأقصى، وعن الوطن الفلسطيني المحتل.

وحدة اللغة العبرية

 


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.