القضية الفلسطينية

 

22 نوفمبر, 2023

"حتى لا ننسى.. قرى دمَّرها الإرهـاب الصـهيوني" .. قرية الطنطورة دمرت وقتل أهلها في ٢٣ مايو ١٩٤٨م

    بُنيت على تل رملي صغير يرتفع قليلًا عن شاطئ البحر، وتقع جنوب مدينة حيفا، وتبعد عنها نحو ٢٤ كم، وكان فيها محطة لقطار سكة الحديد توفر الخدمات للخط الساحلي.

والقرية لها جذور تاريخية تعود إلى القرن الـ١٣ قبل الميلاد. وقد احتُلت القرية غير مرة على مر التاريخ. وفي أغسطس سنة ١٧٩٩م عندما حاول نابليون بسط سيطرته على فلسطين، مر جنوده المنسحبون بالقرية وأحرقوها، وفي سنة ١٨٥٥م، ذكرت "ماري روجرز"-شقيقة القنصل البريطاني في حيفا- أن القرية كانت تشتمل على نحو (٣٠) أو (٤٠) منزلًا مبنيًّا بالحجارة والطين، أو الصلصال، وأن الأبقار والماعز كانت عماد ثروة الطنطورة.

وفي أواخر القرن الـ١٩ وصِفت الطنطورة بأنها قرية ساحلية تمتد من الشمال إلى الجنوب، واشتملت القرية على بناء حجري مربع الشكل، كان يُستعمل مَضْيَفةً للزائرين، وكان فيها (١٢٠٠) نسمة، يعتمدون في أرزاقهم على صيد الإسماك، والزراعة؛ إذ كانوا يزرعون (٢٥) فدانًا، كما كان للقرية تجارات محدودة مع "يافا". وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين -بُنيت عام ١٨٨٩م تقريبًا- وأخرى للبنات أُسست في عامي ١٩٣٧، و١٩٣٨م.

كانت القرية من أواخر ما سقط من قرى "حيفا"، هاجمها جنود لواء "إسكندروني" (الهاغاناه) من كل الجهات في ليل ٢٣ مايو ١٩٤٨م، لكن أهل القرية قاوموا الهجوم حتى نَفِدَتْ ذخائرهم، ومن ثم سقطت القرية بيد الصـهـاينة الإرهـابيين، ولأن الطناطرة قاوموا –رغم عدم استعدادهم وعدم تسليحهم بما يكفي- فإن الصـهـاينة لم يعجبهم ذلك، وأبادوا القرية، وارتكبوا مجزرة؛ إذ طلب (الهاغاناه) الإرهابية من أهل الطنطورة التجمع على شاطئ القرية، وفصلوا الرجال عن النساء والأطفال، فاقتادوا النساء وبعض الأطفال وبعض المسنين إلى قرية الفريديس المجاورة، أما الأطفال الذكور والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و50 عامًا فقد جلسوا على شاطئ القرية، حتى جاء ضابط صهيوني يُدعى "شمشون ماشفيتس"، وبدأ بانتقاء مجموعات من الرجال، اقتادوا قسمًا منهم إلى السجن، أما القسم الآخر فقد اختُير بعضهم لحفر حفرة كبيرة، في حين أطلق الصـهـاينة النيران على مَن تبقى من رجال القرية، بعد ذلك طلبوا من الرجال الذين حفروا الحفرة أن يدفنوا شهداء القرية الذين كانت جثثهم تملئ شوارع القرية، وبعد أن انتهوا من دفنهم، أَطلقوا النيران على هؤلاء الرجال.

والقرية اليوم لم يبقَ منها إلا مقامٌ، وقلعةٌ، وبئرّ قديمةٌ، وبضعةُ منازلَ، منها منزلُ آل اليحيى -بُني في سنة ١٨٨٢م-، وينتشر كثير من شجر النخيل، وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع الذي تحول إلى منتزه صـهيـوني يضم بعض المسابح.
 


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.