المنهج الصحيح لتطبيق الشريعة
دخل الإسلام إلى الكثير من أصقاع العالم وشَعّتْ أنواره وانتقلت هدايته إلى العالمين دونما حرب، ودون أن يدخلها جندي مسلم واحد، حتى صارت تلك البلدان أكثر البلدان الإسلامية من حيثُ عددُ السكان، وما جاء هذا إلا نتيجة طبيعية لتحلّي المسلمين بأخلاق الإسلام وآدابه عِلمًا وعملًا وقولًا وسلوكًا.
ومن ثَمّ نجد أن أفعال المسلم وسلوكه أبلغ تأثيرًا وبيانًا من مجرد إخبار غير المسلمين عن تعاليمَ وأخلاقٍ لا يجد لها تجسيدًا على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، رصدتْ وحدة رصد اللغة الإنجليزية، موقفًا ناصع البياض تناقلته وكالات الأخبار والصحف على مستوى العالم؛ حول رجلٍ مسلم عفا عن قاتل ابنه وعانقه في المحكمة، وقال: إنه فعل ذلك؛ لأن هذا ما يتفق ورُوحَ الإسلام.
وكان "تيري ريلفورد" قد حُكم عليه بالسجن 31 عامًا، بعد اعترافه بالاشتراك في السطو على صلاح الدين جيتموند وقتْله، وصلاحُ الدين الذي يبلغ 22 عامًا ويعمل عامل توصيل بيتزا في مدينة ليكسنجتون بولاية كينتاكي، كان في طريقه لتوصيل آخِرِ طلبٍ له في ذلك اليوم، حينما تمّ الهجوم عليه، وقد اعترف "ريلفورد"؛ أنه خَطّط للسرقة، ولكنه نفى ضلوعه في عملية القتل.
وفي قاعة المحكمة التي عقدت جلستها يوم الثلاثاء، أبكى "السيد جيتموند"، والدُ القتيل، الحاضرين جميعًا؛ حينما أعلن عفوه عن "ريلفورد"، وقد كانت المشاعر متأججة؛ لدرجةٍ دَعَت القاضيَ إلى إعلان وقتِ استراحة.
ووَفْقًا لما أفادت به شبكة سي إن إن الأمريكية؛ فقد قال والد الفتى القتيل: "يُعَلِّمنا الإسلام أن الله لن يعفوَ عن أحدٍ، طالما أن الشخص الذي تَعَرّض لظلمٍ على يديه لم يَعْفُ عنه"، وأضاف موجِّهًا كلامه إلى قاتل ابنه: "إنني لا ألومك، ولستُ غاضبًا منك، فكلُّ ما حدث هو قَدَر الله، والمؤمن يَثِق في الله"، وبعد أن أنهى الأبُ كلامه، نزل من فوق المنصة وعانق "ريلفورد"، الذي كانت عَيْناهُ مُغْرَوْرِقَتَيْنِ بالدموع، واعتذر "ريلفورد" ووالدتُه للسيد "جيتموند".
ويؤكّد "المرصد"، أن قيمة الصَّفْح من أرقى القيَم التي جاء الإسلام ليُرَسِّخَها في نفوس أتباعه، وأن الالتزام بتعاليم الإسلام هو الطريق الصحيح لتبليغ الإسلام إلى العالَمِين، والوجه السليم لتطبيق شريعة الله في الأرض، وليس السبيلُ إلى ذلك بحالٍ ما تقوم به تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تسعى في الأرض فسادًا وتُهلِك الحَرْث والنَّسْل، ثم تَدَّعي بعد هذا كلِّه أنها تُقيم شريعةَ الله في الأرض، والإسلامُ منهم ومن أفعالهم بَراء.
وحدة رصد اللغة الإنجليزىة
3233