الروهينجا

تراجع ترامب عن تصريحاته بين الحقيقة والوهم

تراجع ترامب عن تصريحاته بين الحقيقة والوهم

لا تزال أخبار مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب تحتل مساحة كبيرة من الأخبار العالمية نظرًا لتطرفها بل ومخالفتها لما تدعيه الولايات المتحدة من قيم ومثل، لكن المثير هذا الأسبوع كان ظهور تصريحات منسوبة لترامب حول تراجعه عن موقفه من المسلمين؛ فقد نشر موقع CNN خبرًا بعنوان "دونالد ترامب يعيد النظر في حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة" جاء فيه: يُعَدّ مقترح حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية من أهم المحاور الرئيسية التي تعتمد عليها حملة دونالد ترامب الانتخابية، بيد أن الرجل قد بدأ يعيد النظر في كيفية حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية خاصة في أعقاب هجوم أورلاندو الذي وقع مؤخرًا؛ حيث أوضحت المتحدثة باسم دونالد ترامب أنه ينوي حظر دخول المسلمين القادمين من دول إرهابية أو داعمة للإرهاب وليس المسلمين بصفة عامة في محاولة منه لتقويض الفكر الإرهابي من التوغل في الولايات المتحدة، كما أكد ترامب على وجود إجراءات أمنية مشددة على هؤلاء القادمين من الدول الإرهابية المعروفة، إلا أنه لم يذكر أسماء تلك الدول، وفي السياق ذاته، أوضح أنه لم يقصد على الإطلاق حظر جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بل فقط من يتبنى الفكر الإرهابي منهم، مضيفًا ومؤكدًا على أن حملته الانتخابية تستهدف الإرهاب وليس الدين.
أما موقع telegraph فقد نشر خبرًا بعنوان "هل يتراجع ترامب عن حظره للمسلمين بالكامل من دخول الولايات المتحدة؟" جاء فيه: يبدو أن دونالد ترامب قد تراجع عن قوله بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أن صرح المتحدث الرسمي على التلفاز بأن الحظر لم يكن ضد جميع المسلمين، هذا وقد أعلن ترامب في ديسمبر الماضي بأنه أراد حظر دخول جميع المسلمين للولايات المتحدة، إلا أن كاترينا بيرسون، المتحدث الرسمي باسم حملته، صرحت قائلة "أعلم أن وسائل الإعلام نقلت أنه كان يقصد حظر جميع المسلمين، ولكن في الحقيقة هذا ليس صحيحًا إذ إن الأمر يتعلق فقط بالمهاجرين المسلمين"، وجدير بالذكر أن أولى علامات التغيير في سياسته ظهرت الأسبوع الماضي عندما أعلن خلال زيارته إلى أسكتلندا بأن المسلمين الأسكتلنديين سيكونون معفيين من هذا القرار، مضيفًا أن دخولهم للولايات المتحدة لن يضيره في شيء.
لكن على الجانب الآخر نفت حملة ترامب هذه التصريحات وذلك حسب موقع الجارديان الذي نشر خبرًا بعنوان "إنكار دونالد ترامب كل التصريحات بشأن تراجعه عن حظر المسلمين" جاء فيه: في ظل انتشار أنباء عن تراجع دونالد ترامب عن حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة واقتصار الأمر على المسلمين القادمين من دول إرهابية أو ممولة للإرهاب، استنكرت حملة دونالد ترامب الانتخابية تلك الأنباء بشدة مؤكدة عدم مصداقيتها وموضحة أنه لا توجد أي تصريحات رسمية في هذا الصدد، وأوضح المستشار السياسي لدونالد ترامب أنه من السهل رفض جميع القادمين من دول إسلامية خشية وقوع أي عمليات إرهابية، كما أكد دونالد ترامب على مطلبه بشأن حظر جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على ضرورة تحديد واستيعاب المشكلة والانتباه لمدى الخطر الواقع على المجتمع الأمريكي مشيرًا إلى رفضه التام للاستسلام ووقوع المجتمع الأمريكي كضحية للهجمات الإرهابية من قِبَل الجهاديين.
وفي هذا الصدد من الجيد أن ننشر الرسالة التي بعث بها أستاذ جامعي إلى ترامب عبر موقع War on The Rocks والتي جاءت بعنوان "خطاب من والد مسلم أمريكي إلى دونالد ترامب" حيث استهل الكاتب خطابه بالتنويه عن سبب إرساله الخطاب لدونالد ترامب، مؤكدًا على عدم رغبته في إلقاء الضوء على تصريحات ترامب بشأن حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة ومعربًا عن قلقه إزاء تصريحاته بشأن المسلمين الأمريكيين والمسلمين المقيمين بصورة قانونية بالولايات المتحدة الأمريكية، وعليه، يؤكد الكاتب، الذي يعمل أستاذًا جامعيًّا في إدارة الإستراتيجيات والمتخصص في دراسة الدولة الإسلامية المزعومة أن تصريحات ترامب تعد كارثة على المجتمع الأمريكي؛ نظرًا لأنها تؤصل للعنصرية والإرهاب وجرائم الكراهية خاصة في ظل مطالبته بالتصنيف على أساس الدين، وأضاف أن تصريحات دونالد ترامب تمثل عائقًا أمام اندماج المسلمين في المجتمع الأمريكي، والتي من شأنها التسبب في حدوث ما يخشاه ويزعمه ترامب. يأتي هذا في حين أوضح مركز "بيو" للأبحاث والدراسات أن تعداد المسلمين بالولايات المتحدة بلغ 3.3 مليون نسمة، واستكمل الكاتب حديثه موضحًا أن في حالة تطبيق نظام التصنيف بناء على الدين فما هي الخطوة التالية إذا لم ينجح الأمر؟ هل سيتم مطالبة المسلمين بإدانة ديانتهم باعتبارها تمثل الإرهاب من وجهة نظر ترامب؟ ومن ثم يجيب الكاتب مستنكرًا أن الخطوة التالية ستكون سقوط القوى العظمى من أمريكا باعتبارها دولة عنصرية لا تستطيع كفالة حقوق الحريات، ويسترسل موضحًا أن تصريحات ترامب هي جزء هام من مخططات الجماعات الجهادية المتطرفة، إذ إنهم يريدون أن يشعر المسلمون أنهم مضطهدون ومنبوذون وموضع شك دائم داخل المجتمع الأمريكي ومن ثم لا يجدون لهم بديلًا سوى اللجوء إلى الدولة الإسلامية المزعومة مما يقوي من شوكة الإرهاب، واختتم حديثه بدعوة دونالد ترامب إلى ضرورة إعادة النظر في تصريحاته بشأن المسلمين داخل الولايات المتحدة خاصة وخارجها بشكل عام.

 

الموضوع السابق كيف يتعامل الإعلام الأمريكي مع مسلمي الولايات المتحدة!
الموضوع التالي اندماج المسلمين في ألمانيا - إلى أين؟
طباعة
4141