مرصد الأزهر: استمرار اقتحامات اليهود للقدس الشريف لليوم الثاني على التوالي استفزازًا لمشاعر المسلمين في شهر رمضان الكريم

     انطلاقًا من حرص مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف على متابعة الشأن الفلسطيني وما يجري على الساحة ‏المقدسية، لما لذلك من أهمية بالغة في نفوس المسلمين في جميع أنحاء العالم؛ تابعت وحدة الرصد باللغة العبرية ما ‏أفادته بعض المصادر الناطقة باللغة العبرية، من قيام أكثرَ من مائة يهودي باستفزاز مشاعر المسلمين وإثارتها في شهر ‏رمضان الكريم، لليوم الثاني على التوالي؛ حيث اقتحم اليومَ "الخميس"، 92 يهوديًّا باحاتِ المسجد الأقصى الشريف، وسط حراسة أمنية ‏مشددة من قِبَل شرطة الكِيان الصهيوني.
وعلى الرغم من حضور المسلمين المُكَثَّف في الحرم الشريف خلال شهر رمضان، لا سيما العشر الأواخر منه؛ إلا أن ‏شرطة الكِيان الصهيوني سمحت باقتحام باحات الحرم الشريف، من قِبَل أكثرَ من مائة يهودي، أمسِ واليومَ، كما ‏سمحت أيضًا بتَجَوُّل السُّيّاح بحرية في جميع أنحاء الحرم، وركّزت الشرطة حضورها عند ساحة المسجد الأقصى.
وكان حوالَي 116 يهوديًّا قد اقتحموا أمسِ "الأربعاء" باحاتِ الحرم الشريف، على رأسهم: الحاخام "يسرائيل أريئيل"، ‏والحاخام "إلياهو ويبر"، ورئيس مجلس جوش عتصيون "شلومو نئمان"، حيث كانت هناك دعواتٌ لتكثيف الاقتحامات ‏اليوم.
وقامت الشرطة الإسرائيلية بتأمينهم عن طريق العديد من السلاسل الأمنية، وكان هذا التأمين بسبب حضور المسلمين ‏في الحرم القدسي الشريف خلال ساعات الليل، كما اعتادوا في العشر الأواخر من شهر رمضان.‏‎
وبسبب تلك الاستفزازات التي ينتهجها اليهود، قام بعض الأشخاص برشقهم بالحجارة والكراسيّ؛ ممّا أدّى إلى إصابة ‏شرطي وسائح، وذكر المقتحمون أنهم سمعوا هتافاتِ "الله أكبر"، داخل المسجد الأقصى.
‏يُذكر؛ أن "منظماتِ الهيكل" قد دعت أمسِ إلى بذل المزيد من الجهود لاقتحام الحرم الشريف، اليومَ "الخميس"؛ لأداء طقوسٍ كهنوتية، ويُشار إلى أن "منظماتِ الهيكل" استعدت لاقتحامات اليوم، كما طالبت رئيسَ الوزراء، بنيامين نتنياهو، بعدم غلق الحرم ‏القدسي أمامهم في نهاية شهر رمضان، مثلما حدث في السنوات الأخيرة. ‏
وجديرٌ بالذكر؛ أن هذا الأسبوع قد شهد عددًا من الاقتحامات المتتالية، كانت بدايتها يوم الثلاثاء الماضي؛ حيث اقتحمت ‏مجموعةٌ من المستوطنين اليهود ساحاتِ المسجد الأقصى صباح ذلك اليوم، برفقة قوات الاحتلال، وذلك على خلفية ‏اجتماعٍ لـ "منظمات الهيكل" (المزعوم) المتطرفة، في بداية الأسبوع، دعت فيه إلى اقتحامٍ واسع للمسجد يوم الثلاثاء الماضي، ‏الموافق 20 رمضان؛ "لكسر فكرة إغلاق ساحات الأقصى في وجه المستوطنين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان". ‏
وتسبّب هذا الاقتحام في اعتقال سبعةَ عشرَ مسلمًا يوم الثلاثاء الماضي، كانوا قد تَجَمّعوا في الساحة القريبة من الحرم ‏القدسي الشريف، حيث زعمت المصادر الناطقة باللغة العبرية؛ أن هؤلاء المسلمين قد أحدثوا فوضى، وصاحوا في وجه ‏المقتحمين للحرم الشريف. ‏
وقد أفادت صحيفةٌ عبرية؛ أن السبعةَ عشرَ مسلمًا اعتُقلوا من داخل ساحات المسجد الأقصى، وتمّ اقتيادهم إلى ‏مركز الشرطة الإسرائيلية بالقدس لاستكمال التحقيق، بينما أفاد مصدرٌ آخَرُ؛ أن هؤلاء المسلمين كانوا قد ‏تَجَمّعوا داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، يَتْلون القرآن لحظةَ اقتحام مجموعةٍ من المستوطنين، يصل ‏عددهم إلى أكثرَ من 66 مستوطنًا. ‏
ويستنكر مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف هذه الممارساتِ الاستفزازيةَ المتطرفة، التي تقوم بها مجموعاتٌ يهودية في باحات الحرم الشريف؛ لإثارة مشاعر ‏المسلمين في هذا الشهر الكريم، الذي يستقبله المسلمون كلَّ عامٍ بطاعة الله والأعمال الصالحة، والبُعْد عمّا حرّمه الله. ‏
كما يُدين "المرصد" ما تقوم به شرطة الكِيان الصهيوني من أفعالٍ بغيضة تُعَدّ انتهاكًا خطيرًا لحرية العبادة، وتقييدًا للحق في ممارسة ‏الشعائر الدينية، ومساسًا بمشاعر المسلمين في العالم.
ويُحَذِّر "مرصد الأزهر" في الوقت ذاتِه من التداعيات الخطيرة ‏لهذه الانتهاكات الصارخة، التي من شأنها أن تُغَذّيَ التطرف، وتُهدِّدَ بإشعال صراعٍ ديني.‎