| 23 أبريل 2024 م

100 عام علي جريمة بلفور

100 عام على جريمة بلفور

  • | الجمعة, 3 نوفمبر, 2017
100 عام على جريمة بلفور

يواكب الثانى من نوفمبر من كل عام، الذكرى السنوية لإطلاق رئيس الوزراء البريطانى الأسبق «آرثر جيمس بلفور» وعده المشئوم، الذى منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، بناء على المقولة المزيفة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».

ووعد بلفور - هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التى أرسلها آرثر جيمس بلفور فى 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد «ليونيل وولتر دى روتشيلد» يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود فى فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان.

وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين، ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة «وعد من لا يملك لمن لا يستحق» لوصفهم الوعد، حيث يعدُّ وعد بلفور الدعامة الأولى للكيان الصهيونى الغاصب ما يسمى إسرائيل، وبعدها تتابعت الهجرة اليهودية من شتى أقطار العالم، وانصهرت فى بوتقة اليهودية أكثر من سبعين جنسية من مصر، واليمن، والحبشة، والعراق، والهند، وأوروبا، وروسيا، وأمريكا، وغيرها.

 وفى عام 1948 م، ارتفع عدد اليهود من 50 ألف مهاجر إلى 650 ألفاً، ثم تتابعت الهجرات من كل أنحاء العالم، ويعتبر وعد بلفور بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر فى هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وعرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكى ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918 م، ثم تبعها الرئيس الأمريكى ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919 م، وكذلك اليابان، وفى 25 نيسان سنة 1920 م، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء فى مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد فى المادة الثانية من صك الانتداب، وفى 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذى دخل حيز التنفيذ فى 29 أيلول 1923، وبذلك يمكننا القول إن وعد بلفور كان وعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب.

ورغم ذلك لم يستسلم الشعب الفلسطينى للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التى بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929 م، ثم تلتها ثورة 1936 م.

من جهتها اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، فى إقامة الدولة اليهودية فى فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومى لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ فى أعقاب المؤتمر الصهيونى الأول، الذى عقد فى مدينة بازل بسويسرا عام 1897 م، والذى أقرّ البرنامج الصهيونى، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودى فى فلسطين.

جدير بالذكر أن للأزهر الشريف وعلمائه وشيوخه دوراً بارزاً فى دعم ومساندة حركات التحرر الفلسطينية منذ صدور وعد بلفور وحتى الآن، والتى سيتم رصدها خلال السطور التالية.

أحمد نبيوة

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg