| 25 أبريل 2024 م

100 عام علي جريمة بلفور

علماء الأزهر يستنكرون الاحتفال بـ "وعد بلفور"

  • | الجمعة, 3 نوفمبر, 2017
علماء الأزهر يستنكرون الاحتفال بـ "وعد بلفور"

استنكر علماء الأزهر الشريف ما صرحت به رئيسة وزراء بريطانيا بأن بلادها ستحتفل بـ«بفخر» بمرور مائة عام على وعد بلفور، متناسية ومتجاهلة كل القيم والأعراف الدبلوماسية والقانون الدولى، ضاربة بتصريحها كل الادعاءات والتصريحات الكاذبة التى صدعونا بها ليل نهار عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدة أن بلادها تدعم الاحتلال وأن اللوبى اليهودى مازال مسيطرا على قرارات بلادها وسياساتها.. كما أكد علماء الأزهر أن الاحتفاء بوعد بلفور لن يتوقف إلا حين تعود وحدة الصف بيننا كمسلمين وعرب.

من جانبه أكد الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الدراسات الإنسانية الأسبق بالقاهرة جامعة الأزهر، أن قضية وعد بلفور قضية مخططة، والاستعمار والامبريالية بشكل عام لا يسيران فى أى اتجاه عشوائى، لكنهما وفق خطط مسبقة، وكان المخطط المعد سابقا هو زرع إسرائيل فى قلب الوطن العربى لتمزيقه وتفتيته، وهذا المخطط يتجدد كل فترة وتتسلم أجيال يهودية الراية من الأجيال السابقة بشكل منظم ومحكم ولا يخرجون عنه قيد أنملة، ويصرون عليه وينظرون إلى مستقبلهم ويخططون له لمئات السنين المقبلة، ولا أدل على ذلك من التخطيط المحكم منذ مؤتمر بال بسويسرا مرورا باتفاقية سايكس بيكو وبعدها وعد بلفور، وظهور «برنارد لويس» المستشرق الأمريكى الجنسية، البريطانى الأصل، اليهودى الديانة، الصهيونى الانتماء الذى وصل إلى واشنطن ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط، وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية من أجل دولة إسرائيل الكبرى، ومازالت إسرائيل تحتفظ بخريطة إسرائيل الكبرى على مدخل الكنيست «من النيل إلى الفرات هذا ملكك يا إسرائيل».

وأضاف السمالوطى أن الصهيونية العالمية لا تطيق ويقلقها ويؤرقها وجود مشروع إسلامى، لأن المشروع الإسلامى هو فى الحقيقة الإخاء الإنسانى والعدالة الاجتماعية ومشروع حقوق الإنسان الحقيقية وليست الوهمية كما نراها فى الغرب، هذه الحقوق التى أرساها رسولنا الكريم فى المدينة المنورة منذ أكثر من 1400 عام قبل أن ترسيها الثورة الفرنسية والأمم المتحدة، وفى أمريكا منظمة اسمها «الاباك» وهى منظمة يهودية لا يؤخذ أى قرار خاص بالشرق الأوسط إلا بعد المرور على هذه المنظمة، وأى قرار يؤخذ بعيدا عنها لا يؤبه له، هذه المنظمة تصنع السياسة الأمريكية الخارجية لخدمة مصالح الكيان الصهيونى ويهود العالم، مشيراً إلى أن العالم الغربى يسير وراء إسرائيل خطوة بخطوة، والاحتفال بوعد بلفور كان متوقعا لأن اليهود يتسيدون العالم، والكل يرغب ود إسرائيل.

ووجه السمالوطى كلمة لكل مسئول عربى بالنظر إلى سوريا واليمن والعراق وليبيا كيف أنها مزقت وذهبت قواها وتشرذمت شعوبها رغم وجود كل مقومات الاتحاد والتجمع، وأوروبا لم يكن لها هذا الثقل وهذه القوة إلا بعد توحدها رغم عدم وجود قواسم مشتركة بينها من اللغة أو الدين، فوعد بلفور سيستمر الاحتفال به ما بقيت الحياة ما لم نكن على قلب رجل واحد.

وفى ذات السياق قالت الدكتورة هدى درويش عميدة معهد الدراسات الآسيوية الأسبق ورئيس قسم الأديان المقارنة بجامعة الزقازيق، إن الهدف من الاحتفال بوعد بلفور الغاشم هو توصيل رسالة من الصهيونية العالمية للعالم أجمع بصفة عامة والعرب والمسلمين بصفة خاصة بأن اليهود أصحاب حق وهذا الوعد أنجز لهم حقوقا كثيرة لم يكونوا يحلمون بها فى يوم من الأيام، وأنا أرى أن هذا الاحتفال يعد مصلحة لنا كعرب ومسلمين، لأنه يذكرنا بحقنا المنهوب من قبل العصابة الصهيونية التى وللأسف تتحكم فى كثير من المقدرات العالمية سواء من النواحى الاقتصادية أو الإعلامية أو السياسية، موضحة أن الاحتفال ظاهريا من قبل بريطانيا وفى الخفاء من قبل اليهود بمثابة تذكير لنا كى نفيق، ونتحد على قلب رجل واحد، للعمل سويا على إعادة ما اغتصب منا ظلما وعدوانا، وعودة القدس الشريف ثالث الحرمين ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى حضن الأمتين العربية والإسلامية مرة ثانية.

وأضافت درويش أن هذا الاحتفال يعد وصمة عار فى جبين بريطانيا مدى الحياة لأنها أعطت ما لا تملكه لمن لا يستحق، مشيرة إلى أن هذا يمثل تحديا كبيرا لرأى الشعب البريطانى والمجتمع الدولى ودولة فلسطين حيال هذا الموضوع ويعكس لامبالاة حقيقية للمسئولية التاريخية والجريمة التى ارتكبتها بريطانيا قبل مائة عام، وكان الأجدر بها الاعتذار عما صدر من أسلافها فى حق الفلسطينيين، وليعلم الجميع سواء الحكومة البريطانية أو اليهود بأننا لم ننس القدس فى يوم من الأيام، ومهما طالت المدة أو قصرت ستعود القدس فى يوم من الأيام إلى سابق عهدها وأظنه قريبا إن شاء الله.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالغنى زهرة أستاذ التاريخ بكلية اللغة العربية بالزقازيق جامعة الأزهر: أرى فى الاحتفال بوعد بلفور ثلاث رسائل موجهة لنا، الرسالة الأولى هى: تذكير العرب بغدر بريطانيا بهذا الوعد المحرم، والانحياز المطلق لفكرة الاحتلال، ودعم التمييز العنصرى، والاعتزاز بالإرث الاستعمارى البريطانى، كما يعد تكرارا للجريمة السياسية الكبرى فى تاريخ بريطانيا وبعدها عن كل التقاليد والأعراف الدبلوماسية.

ويكمل: أما الرسالة الثانية فهى: أن اليهود ما زالوا يستخدمون نفوذهم فى إحياء وتذكير العالم بكل ما يرونه حقا لهم، لكن هيهات أن يثبتوا ذلك، أما الرسالة الثالثة فهى أنه رغم أن لبريطانيا علاقات وطيدة مع كل الدول العربية والإسلامية فإنها لم تراع مشاعرهم عندما قررت الاحتفال بهذا الوعد المشئوم، ومن هنا يجب على العرب والمسلمين أن يكون لهم موقف جاد وفعال تجاه بريطانيا، كى لا نكون لقمة سائغة لهم، وكفانا هوانا على أنفسنا حتى هنّا على غيرنا، فإلى متى سنظل مكتوفى الأيدى ولا نحرك ساكنا إزاء ما يجرى من حولنا من أحداث؟

وطالب زهرة المؤسسات المدنية خاصة الاجتماعية والعلمية والدينية بأن تعقد ندوات جماهيرية وبرامج إعلامية لإظهار الزيف اليهودى وأن بريطانيا ليس من حقها إعطاء هذا الوعد لليهود، كما على هذه المؤسسات المدنية مخاطبة نظيراتها من المؤسسات الأخرى فى بريطانيا وكل دول العالم والتواصل معها لإثبات كذب هذا الوعد، موضحاً أن هناك دورا آخر على كل فرد عربى ومسلم وهو أن يدلى بدلوه فى مقاطعة كل ما هو بريطانى كى تعلم بريطانيا أننا غير راضين عما تقوم به تجاه الاحتفاء والعناية بكل ما هو صهيونى، واننا رقم فى المعادلة العالمية، مطالبا كل إعلامى أو صاحب منبر إعلامى بالا يتكاسل أو يتوانى فى إثبات زيف وتدليس هذه الادعاءات الكاذبة.

لطفي عطية

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg