| 20 أبريل 2024 م

100 عام علي جريمة بلفور

دبلوماسيون: "بلفور".. تسبب فى فوضى عارمة بالمنطقة

  • | الجمعة, 3 نوفمبر, 2017
دبلوماسيون: "بلفور".. تسبب فى فوضى عارمة بالمنطقة

لا يخفى على أحد ما أحدثه الوعد المشئوم الذى أعطته بريطانيا لليهود عام 1917 بمنحهم أرض فلسطين لإقامة وطن قومى عليها والذى لا تزال الأمة العربية والإسلامية تعانى من ويلاته وآثاره حتى اليوم بسبب زرع هذه الدويلة فى قلب الأمة العربية لتكون شوكة فى خاصرة الأمة ولتبسط سيطرتها على المقدسات الإسلامية فى فلسطين وتحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى بهدف إسقاطه لإقامة الهيكل المزعوم وإمعانا فى بجاحتها احتفلت بريطانيا بمرور 100 عام على وعدها المشئوم لتثير حفيظة المسلمين وتقدم لإسرائيل فروض النفاق السياسى.. «صوت الأزهر» استطلعت آراء عدد من المفكرين والدبلوماسيين حول هذا الاحتفال وأسبابه والهدف من ورائه فى التحقيق التالى..

قال السفير أشرف عقل سفير مصر بفلسطين السابق، إن وعد بلفور جاء فى غير محله، وسطر قاعدة مشهورة لدى الجميع وهى أنه «أعطى من لا يملك لمن لا يستحق»، حيث تسبب فى ضياع حقوق الشعب الفلسطينى، وله آثار سلبية، حيث جعل من إسرائيل دولة استطاعت أن تكون شوكة فى ظهر العرب جميعا وباتت تهدد جميع الدول، وتسببت فى حدوث الفوضى العارمة فى دول المنطقة.

وأكد أن إسرائيل الآن بسبب هذا الوعد المشئوم أصبحت وراء كل المشاكل التى تصيب الأمة العربية والإسلامية، فهى سبب مشكلة المياه وأزمة سد النهضة مع مصر ودول حوض النيل، ووراء مشروع تقسيم الدول، إيمانا بمشروع شيمون بريز الذى تحدث عنه والذى يعرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وتقسيم الدولة إلى دويلات كما حدث فى السودان وتقسيمها إلى دولتين ووقوفها بقوة خلف تقسيم العراق وانفصال كردستان العراق ودورها فى سوريا ولبنان وغيرها من الدول.

وأوضح أن إسرائيل أصبحت شرطى منطقة الشرق الأوسط كما كانت إيران أيضاً شرطى منطقة الخليج، وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث تمر الدول العربية بنفس السيناريو الذى تم من قبل وهو ما يظهر جليا فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول، لكن بزعامة دول أخرى غير بريطانيا التى كانت تعيث فى الأرض فسادا ودمارا وخرابا، الدور الآن أصبح فى يد أمريكا وروسيا اللتين تقودان المعركة من أجل دعم وتقوية الشوكة الإسرائيلية فى ظهر دول المنطقة العربية.

 ولفت إلى أن جميع الدول الآن تتبع سياسة «فرق تسد»، وترفع شعار «مصلحتى أولا» مضيفا أن إصرار بريطانيا على الاحتفال بمرور 100 عام على وعد بلفور يعد نفاقا سياسيا من الطراز الأول، بل إنها تمارس ديمقراطية زائفة، وتعد النموذج السيئ للسياسة الخارجية فى العالم، لأنها تعتمد فقط على السياسة الخارجية، بخلاف إسرائيل التى تعتمد على السياسة الخارجية كونها دولة تعيش على التبرعات من اللوبى اليهودى المنتشر فى دول العالم، بهدف تفتيت الدول.

وشدد على أن مصر دخلت ضمن هذا المشروع منذ عدة سنوات، إلا أن القوات المسلحة وقوات الشرطة الباسلة تصدت بقوة لمثل هذه المخططات ولا تزال وستظل حائط الصد الأول لمثل هذه المشاريع الواهية، لافتا إلى أن العيون الساهرة تحمى حدودها من جميع الأعمال والتهديدات التى تهدد أمننا القومى وما يحدث فى سيناء وغيرها من المناطق ونجاح الضربات الاستباقية خير دليل على استبعاد إدراج مصر ضمن هذه المخططات الفاشلة.

من جهته، أكد القاضى الفلسطينى الدكتور ماهر خضير، عضو المحكمة العليا الشرعية وعضو هيئة العلماء والدعاة بالقدس الشريف، أن رفض بريطانيا الاعتذار عن وعد بلفور بحجة أنه «موضوع تاريخى» بعد مرور مائة عام على صدوره، يدلل على أن اللوبى الصهيونى يسيطر على السياسة البريطانية ومازالت بريطانيا تفكر بالعقلية الاستعمارية التى كانت تفكر بها وتخطط بها وتستخدمها فى المنطقة العربية خاصة فى فلسطين.

 وأوضح أن بريطانيا مازالت تفتخر بأنها أسست وطناً قومياً لليهود فى فلسطين، واعتبرت أن منح وطن قومى لليهود هو فعل أخلاقى صائب بل زادت فى تبجحها وافترائها بأن لمحت إلى وجود روابط دينية وتاريخية مع فلسطين، كما أكدت على الاضطهاد الذى تعرض له اليهود فى المحرقه، ولم تؤكد على الاضطهاد الذى تعرض له الشعب الفلسطينى نتيجة وعد بلفور المشئوم.

 ولفت إلى أن هذا التمسك والتعنت يؤكد أن بريطانيا هى شريك أساسى بل العقل المدبر لدعم مبدأ وجود وطن بديل لليهود وإقامة دولة لهم فى فلسطين، لافتا إلى أن بريطانيا هى من سهلت دخول العصابات الصهيونية إلى فلسطين تنفيذا لوعدها بإقامة وطن قومى لليهود حيث ارتكبت هذه العصابات الجرائم بحق الشعب الفلسطينى وتهجيرهم من قراهم ومدنهم، وكما يبدو أن ذات العقلية وذات التأثير الصهيونى تم توريثه ولايزال موجودا حتى الآن.

 وتساءل القاضى الفلسطينى.. ماذا بقى من وعد بلفور بعد مائة عام من إصدار بريطانيا له؟، موضحاً: «لقد تم تنفيذ وعد بلفور وما ترتب من آثار نتيجة تنفيذه لايزال باقيا حيث إن الوعد تحقق ونفذ وأقاموا وطنا بديلا لليهود فى فلسطين كما وعدوا، وبريطانيا كانت وفيّة مع اليهود بأن جعلت لليهود وطنا ودولة وسهلت لهم دخولها، وأغمضت عينيها عن كل الجرائم التى كانت ترتكب من قبل العصابات الصهيونية بحق القرى والمدن الفلسطينية مما نتج عنه تهجيرهم ومازالوا ينتظرون العودة إلى اليوم».

وطالب بضرورة إقامة دعوى أمام المحاكم الدولية لإلزام بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطينى وما ينتج عن هذا الاعتذار من آثار قانونية، موضحاً أنه يوجد مسوغات وبيّنات للدفاع لكسب هذه القضية بسهولة، ومن ثم التصدى للاحتفالات التى تقام بهذه المناسبة سواء فى إسرائيل أو بمشاركة بريطانيا وذلك بإقامة مهرجانات خطابية تبين حقيقة الوعد المشئوم وتبين التاريخ المزور التى تبنته بريطانيا وإسرائيل، وعلينا استغلال وسائل الإعلام بجميع أنواعها لإظهار الحقيقة، وأن إسرائيل هى دولة احتلال وأن وعد بلفور نتج عنه تهجير ما يفوق 570 قرية فلسطينية خلافا لارتكاب مجازر بحق قرى كاملة من العصابات الصهيونية، ولايمكن اعتبار وعد بلفور بيانا تاريخيا لأنه نفذ على الأراضى الفلسطينية بالقوة ومازالت آثاره باقية وحل القضية الفلسطينية يراوح مكانه.

من جانبه، قال أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبدالرحيم، إن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، عن احتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لصدور «وعد بلفور»، ينم عن جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسية، وإصرار على تأييد الجريمة التى وقعت بحق شعبنا الفلسطينى.

 وأضاف عبدالرحيم، أن إصرار رئيسة الحكومة البريطانية على الاحتفال بمرور مائة عام على الوعد المشئوم، إنما يمثل أيضاً تأييداً للسياسات العنصرية والقمعية التى يمارسها الاحتلال، ويؤكد بصورة لا نقاش فيها، أن بريطانيا تقف إلى جانب استمرار التوتر فى منطقة الشرق الأوسط بتدمير حل الدولتين الذى يكفل لشعبنا الحصول على دولته فى حدود عام 1967م، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: «إن هذا الفخر الذى تحدثت عنه رئيسة الوزراء البريطانية بإقامة الكيان العنصرى فوق أرضنا وعلى أنقاض الشعب الفلسطينى هو العار بحد عينه وهى السياسة التى لم تتغير لبريطانيا طوال احتلالها أو ما يسمى انتدابها على فلسطين، وبذلك فهى تتحمل مسئولية سفك دماء شعبنا ومعاناته مع الشعوب العربية جميعها، لكن الشعب البريطانى بدأ يدرك الآن حجم المأساة والجريمة التى صنعتها بريطانيا عن عمد وسابق إصرار وها هو يشارك شعبنا فى وطنه تضامنه ووقفته ضد تلك السياسة الاستعمارية ورموزها الذين يستحقون المحاكمة والعزلة لكل من يؤيدها».

وقال إن شعبنا بهذه المناسبة يطالب بالاعتذار عن ذلك الوعد المشئوم بدل الاحتفال به، والذى طالب به رئيس دولة فلسطين محمود عباس من على منبر الأمم المتحدة، كما فعلت الكثير من الدول الاستعمارية السابقة، ويصر على أن تعترف بريطانيا بحق شعبنا فى إقامة دولته المستقلة على أرضه، وإلا سيظل تاريخها فى أذهان شعبنا وجماهير أمتنا والعالم بأسره ملطخاً بالسواد، يثير الاشمئزاز والكراهية عند كل الأجيال المتعاقبة.

من جانبه، طالب جمال الشوبكى سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، بضرورة وجود دعم عربى قوى فى جمع الوثائق الخاصة ببلاده وأرشفتها.

وشدد الشوبكى على أهمية احتفال جامعة الدول العربية بيوم الوثيقة، الذى يتواكب مع مرور 100 عام على وعد بلفور المشئوم، وهى الوثيقة الأكثر سوءا فى التاريخ البشرى «الذى منح من لا يملك لمن لا يستحق»، مطالباً بريطانيا بتقديم اعتذار فورى لفلسطين والاعتراف بها دوليا من قبل المملكة المتحدة.

وأوضح السفير الفلسطينى، أن الاعتذار البريطانى يجب أن يكون مقدمة لتعويض الفلسطينيين عما حدث لهم من الأضرار نتيجة وثيقة وعد بلفور، مطالبا باعترافها أيضاً بدولة فلسطين على حدود السابع من يونيو 1967، مؤكدا ضرورة مواجهة آثار وعد بلفور بالدبلوماسية والنضال الوطنى والسياسى والعلمى والسعى بدعم عربى لإزالة هذا الظلم.

وقال المستشار فوزى الغويل مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، إن الوثيقة العربية التى أصدرتها جامعة الدول العربية خبراً يقيناً وليست مبتدأ للدفاع عن الحقوق، مضيفا أن الوثيقة احتفت بالكثير من المحطات المهمة على رأسها القضية الفلسطينية، مشددا على حرص جامعة الدول العربية بالعمل على تجميع أرشيف كامل ومرقم لكل ما يتعلق بقضية فلسطين لعرضه على العالم.

وطالب الغويل الدول العربية والمؤسسات بالمبادرة بأرشفة تاريخها العربى كما فعلت ليبيا وتقديمها للجامعة، مشددا على أهمية ذلك فى الدفاع عن الحقوق التاريخية العربية وتعريف الأجيال المقبلة بها.

أحمد نبيوة

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg