| 29 مارس 2024 م

داعش : تراجع محلى أم انتشار عالمى؟!

  • | الأربعاء, 3 فبراير, 2016
داعش : تراجع محلى أم انتشار عالمى؟!

أشار تقرير صادر عن صحيفة (Daily Mail) إلى أن التنظيم الإرهابي ينحسر تدريجيًا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق إلا أنه استفاد من الهجمات التي وقعت في إندونيسيا
داعش : تراجع محلى أم انتشار عالمى؟!
منذ أن أعلن التنظيم الإرهابي "داعش" خلافته المزعومة وهو يحاول أن يركز على فكرة أنه سينطلق من سوريا والعراق ليشمل العالم بأسره. ونجد هذ الفكرة التي يحاول التنظيم ترسيخها في أذهان أفراده، في معظم منشوراته الدعائية تحمل عنوان " باقية وتتمدد" في إشارة منهم للخلافة. وقد استغل التنظيم إعلان بعض الأفراد ولاءهم له هنا وهناك من نشر فوضى خلاقة تصب في صالحه، وفي بعض الأحيان يحاول التنظيم إعطاء انطباعا بانتشاره عالميًا مستخدما عدة طرق لابد لنا من أخذها في الإعتبار وأهمها، إنشاء حسابات مزيفة تدعم التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى انتهاز فرصة الاهتمام الإعلامي بأخبار التنظيم حول العالم بنشر أخبار كاذبة أو إدعاء مسؤولية التنظيم عن بعض الأعمال التي لا علاقة له بها من قريب أو بعيد وهو ما أكده التقرير الصادر عن مؤسسة توني بلير للأديان الذي يحاول فهم الخطاب الصادر عن الجماعات المتطرفة.
وقد أشار تقرير صادر عن صحيفة (Daily Mail) إلى أن التنظيم الإرهابي ينحسر تدريجيًا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق إلا أنه استفاد من الهجمات التي وقعت في إندونيسيا هذا الشهر ليظهر أنه ينتشر عالميا. وقد أوضح التقرير أن التنظيم يحاول جمع الجماعات الأخرى تحت رايته بغض النظر عن اتصاله بها من عدمه حتى يستفيد من إعلان هذه الجماعات مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات إرهابية لتظهر إعلاميًا باسم "داعش". وقد ذكرت (Daily Mail)؛ "لقد تعهد التنظيم من البداية أن ينتشر عالميًا، ولكن حتى الآن يتركز فقط في العراق وسوريا، ومع استرداد الجيش العراقي لبعض الأراضي التي استولى عليها التنظيم، أعاد التنظيم تركيز اهتمامه أكثر على انتشاره عالميًا."
وهذا ما رأيناه واضحًا جليًا في تناول وسائل الإعلام للأحداث الإرهابية في جاكرتا، حيث نقل موقع (Sky News) على سبيل المثال الخبر قائلا؛ "أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة الإندونيسية، وأودت بحياة سبعة أشخاص. وقد نفذت داعش هجوما مسلحا يستهدف الرعايا الأجانب وقوات الأمن المكلفة بحمايتهم في العاصمة الإندونيسية". ولقي سبعة أشخاص مصرعهم، بينهم خمسة من المهاجمين المشتبه بهم، في تفجيرات انتحارية وهجمات بالرصاص في العاصمة الاندونيسية صباح اليوم. وقد استهدف المسلحون مركز سارينا للتسوق في العاصمة الإندونيسية الذي يضم ماكدونالدز وغيرها من العلامات التجارية متعددة الجنسيات." فنجد أن وسائل الإعلام تناقلت الخبر بأن داعش هو من نفذ الهجوم رغم أن قيادة الخلية الإرهابية في جاكرتا ليس بينها وبين قيادة التنظيم في العراق أي تواصل واضح غير أنهما يحملان نفس الفكر الإرهابى المتشدد.
ويعضد وجهة النظر التي تراها وحدة الرصد باللغة الإنجليزية الخبر التقرير الذي نشرته صحيفة (SUNDAY EXPRESS) تحت عنوان " داعش تستخدم حسابات مزيفة على موقع تويتر لإظهار شعبية عالمية "، وجاء فيه: "نظمت جماعة داعش الإرهابية جيشًا إليكترونيًا لنشر الفيدوهات وللزيادة من شعبية التنظيم خاصة في الدول الأوروبية. وفي سياق متصل حذر الخبراء بأن التنظيم يسعى للانتشار عالميا بكافة السبل خاصة بعد استعادة القوات العراقية للعديد من المناطق التي كانت تحت سيطرته. وجدير بالذكر أن " بارونيز شيلدز" وزيرة أمن وسلامة الانترنت ببريطانيا صرحت بأن الهاكرز التابعين لتنظيم داعش يقومون بتصوير الحياة في ظل الخلافة بأنها حياة طبيعية متجاهلين فيديوهات القتل والذبح والوحشية والاضطهاد. وأضافت بأن الهاكرز يعملون على جذب المزيد من المتابعين لتوصيل رسالة بأن عدد الداعمين للتنظيم ولأفكارهم في تزايد مستمر. وأضافت بأن التقارير توضح أن داعش تنشر 200 ألف تغريدة يوميًا كما أن هناك أحد فيديوهات القتل قد سجل حوالى 15 ألف مشاهدة في 48 ساعة. وقد طالبت الوزيرة الشركات المسؤولة عن إدارة وسائل التواصل الاجتماعي القضاء على الداعية الجهادية والتي تستقطب المقاتلين في الغرب للقيام بعمليات انتحارية في بلادهم."
وفي آخر اصدار - العدد الثالث عشر- من مجلة دابق التابعة لتنظيم داعش حاول التنظيم الاستفادة القصوى من أي شخص قد يكون مقتنعًا بنهجه رغم عدم التواصل المباشر بين التنظيم وهؤلاء الأشخاص، وذلك من خلال دعوة التنظيم الأزواج المسلمين في الغرب ليسيروا على خطى منفذي هجوم سان بيرناردينو في كاليفورنيا، الذي وقع في الثاني من شهر ديسمبر لعام 2015 والذي قام به زوجان قد يكونان من أتباع تنظيم داعش. كما وصفت المجلة ذاك الخبر على أنه فريد من نوعه منذ إعلان الخلافة الإسلامية وناشدت بضرب ومهاجمة الصليبيين ببلادهم أينما كانوا. ودعا كاتب المقال الأزواج لمزيد من الضربات مستدلاً ببعض الآيات القرآنية المقتبسة في غير موضعها لتدعيم موقفهم ولبيان أن الله حافظهم ومؤيدهم بالنصر.
وهكذا يروج التنظيم الإرهابي لفكره وفي نفس الوقت يستفيد من أي شخص يقوم بعملية إرهابية سواء أكان على اتصال بالتنظيم أو لا.
وتوضح الوثائق المسربة من التنظيم – والتي نشرتها سي إن إن- تراجع التنظيم محليًا مقابل القوات العراقية وقوات التحالف وأنه يمر بأزمات عسكرية واقتصادية كبيرة، حيث كشفت عن قيام التنظيم بتخفيض قيمة رواتب مقاتليه إلى النصف. كما يفيد تقرير لمركز أبحاث الكونجرس الأمريكي أن جنود التنظيم يتقاضون ما بين 400 و1200 دولار شهريًا بالإضافة إلى 50 دولارًا لأزواجهم و25 دولارًا لكل طفل. إلا أن إدارة الدولة في حالة الحرب تكلف التنظيم ثمنًا باهظًا إضافة إلى أن الانتصارات الأخيرة لقوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد التنظيم يعني أن الدولة الإسلامية لا يمكنها دفع رواتب الجنود كما اعتادت أن تفعل. وجدير بالذكر أن تنظيم داعش قال "إنه بناء على الظروف الاستثنائية التي يواجهها التنظيم، تقرر خفض رواتب المجاهدين إلى النصف ولن يُسمح بإعفاء أي أحد من هذا القرار مهما كان منصبه.
وتكافح العديد من الدول الغربية للقضاء على ظاهرة الدعم الداعشي داخل مجتمعاتها والتحاق بعض مواطنيها بالتنظيم، لكنها إذا أرادت أن تقضي على هذه الظاهرة حقًا فعليها أن تضع في الحسبان أمران؛ أولهما أن تناقل الأخبار غير الموثقة واعتبار داعش مسئولة عن الهجمات الإرهابية حول العالم يصب في مصلحة التنظيم ويؤدى إلى اعتقاد البعض بعالميته رغم أنه لا يملك سلطة فعليه على كشف ممن يقومون بأفعال إرهابية حول العالم، اللهم إلا توافق في الأفكار أو الأهداف. وثانيهما أن انتشار حسابات مزيفة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي ووقوف الحكومات الغربية مكتوفة الأيدى تجاه هذه الظاهرة يعضد من انتشار أفكاره أو إلهامه للمغفلين والمضطهدين حول العالم ليحذو حذوه ويستفيد هو في النهاية بما يفعلونه. هذه نقاط هامة يجب وضعها في الحسبان إذا كان لدى الحكومات الغربية إرادة حقيقية للقضاء على التنظيم وأذنابه حول العالم!
وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg