| 16 مايو 2024 م

سفارة ماليزيا تحتفل بحصاد ثمار الوسطية التى غرسها "الطيب"

  • | الإثنين, 7 نوفمبر, 2016
سفارة ماليزيا تحتفل بحصاد ثمار الوسطية التى غرسها "الطيب"
  •  شومان: الأزهر يعول على أبنائه الوافدين نشر وسطية وسماحة الإسلام
  • العواري: كونوا نموذجًا يحتذى في نشر التسامح ومحاسن الشريعة
  • السفير الماليزي: أفيدوا وطنكم كما أفاد نهر النيل الناس أجمعين
  • راضي: خريجو الأزهر يبثون السكينة والاطمئنان للشعب الماليزي ويتميزون بالتواضع وترك الجدال

 

كتب مصطفى هنداوي:

أقامت السفارة الماليزية بالقاهرة حفلَ تكريمً لخريجي جامعة الأزهر الشريف من الطلاب الماليزيين بقاعة الإمام محمد عبده وسط حضور أهالي الطلاب الذين تكبدوا مشاق السفر لرؤية فلذات أكبادهم في هذا المشهد المُفرح؛ ليروا حصاد ما بذروه من تلقف العلم النافع في أروقة الأزهر الشريف قلعة الوسطية والأعتدال وأقدم جامعات العالم.  

في البداية تقدم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بخالص الشكر والتقدير لسفارة ماليزيا بالقاهرة؛ لما تبديه من اهتمام عظيم ورعاية خاصة للطلاب الماليزيين الذين يدرسون في الأزهر الشريف، وقال إن فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، من جانبه يولى رعاية خاصة لجميع الطلاب الوافدين، ويقدم لهم جميع أشكال العون، ويقوم فضيلته بالمتابعة المباشرة لشئونهم وقضاياهم، ودائما ما يوجه بتذليل كافة العقبات التي تواجههم؛ حتى يتسنى لهم مواصلة دراستهم وحصولهم على أعلى الشهادات العلمية من الجامعة؛ ليكونوا سفراء للأزهر الشريف حين يعودون إلى بلادهم محملين بسماحة الإسلام والفكر الوسطي الذي تعلموه داخل أروقة الأزهر الشريف الذي يعوّل على أبنائه الوافدين من دولة ماليزيا الشقيقة في نشر وسطية وسماحة الدين الإسلامي، ويشدُّ على سواعدهم ليبذلوا المستطاع من الطاقة والقوة والجهد والتناصح من أجل تحصيل علوم الأزهر، حفاظًا على وحدة وصيانة الأمة وصيانة عقائدها من تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وأن يعملوا على ترسيخ ما تعلموه من فقه التيسير، ويقاوموا فقه الغلو والتشدد والتطرف وثقافة التحلل والتغريب وتدمير هوية المسلمين وثوابتهم، وأن يحفظ بكم وطنكم.

وهنأ الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين وممثل رئيس الجامعة في الاحتفالية، أهالي الطلاب الذين ساندوهم حتى جنوا الثمرة المتمثلة في أبنائهم وبناتهم الطلاب، وتكبدوا مشاق السفر لكي يروهم في هذا الموقف الذي سيعلق فى الذاكرة سنين كثيرة وأن الأزهر الشريف يرحب بكل من له رغبة جادة في تعلم العلم الوسطي المعتدل الذي يدعو إلى سماحة الإسلام.

وأشار إلى أن فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مهتم بالطلاب الوافدين اهتماما يفوق الوصف لإيمانه بقدرتهم على نشر الإسلام الوسطي الذي يحارب الغلو والتشدد والتطرف، ويبين صحيح الدين الحنيف بسهولة ويسر وإقناع لما تعلمتموه في أزهركم الشريف، وبأنكم ستكونون خير سفراء للأزهر في وطنكم الذي درس فيه وزراء وعلماء كبار في بلدكم، فهناك أكثر من عشرة محافظين وكثير من الوزراء والسفراء من خريجي الأزهر الشريف نشروا الحضارة والتطور وساهموا في نهضة ماليزيا وجعلها في مصاف الدول المتقدمة وإنني في هذا الحفل الكريم أقول لكم: يا سفراء الأزهر كونوا نموذجًا يُحتذى في نشر التسامح والقيم ومحاسن الشريعة الإسلامية، كونوا على درجة عالية من القدوة وحسن ظن شعبكم الطيب حتى يتواصل العطاء، وأوصى أهاليكم بأن يراعوا هذا النبت الطيب وهذه الثمرة من الخلق والكواكب الجميلة، ساعدوهم لكي يقوموا بأداء رسالتهم ليكونوا سفراء للإسلام.

وتحدث السفير الماليزي داتو كو جعفر كو شعارى مطالبًا الجميع بالوقوف تقديرًا للوالدين ولفضيلة الإمام الأكبر، معربًا عن شكره لفضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، على أهتمامه ومساعدته للطلاب الماليزيين، ومعاملته لهم معاملة الأب لأبنائه، وشكر جامعة الأزهر وكل الذين ساعدوا طلابنا على تحصيل العلم النافع، وكذلك أشكر كل العاملين في سفارة ماليزيا بالقاهرة على تسهيل كل الأمور للطلاب وأهنئ الخريجين والخريجات على اجتيازهم المرحلة الجامعية مطالبًا إياهم أن يلعبوا دور السفراء للأزهر الشريف في ماليزيا وحمل راية الوسطية، فأنتم تخرجتم من أقدم جامعة في العالم، والتي تخرج منها كبار العلماء في جميع أنحاء العالم، ويجب عليكم أن تتمسكوا بالعلم والتحلي بالسلوك الكريم مثل علماء الأزهر الشريف، وأنصحكم بإفادة الناس بعلمكم وما تعلمتموه في أعرق الجامعات، كما أفاد نهر النيل الناس أجمعين حتى نمت الدلتا والأراضي من حولها، وأن تجعلوا العلم النافع الذي يشرح الصدور ويبين صحيح الدين الإسلامي في وسطية وسماحة الإسلام يتدفق من أفواهكم كما يتدفق الماء في النهر وكونوا قدوة صالحة لعشيرتكم وأهليكم الذين بذلوا الغالي والنفيس لكي يلحقوكم بأعظم الجامعات وتكبدوا مشاق السفر؛ لكي يشاركوكم فرحتكم بالتخرج، فلا تخذلوا وطنكم الذي ينتظر منكم أفكاركم النيرة وعلمكم الفياض بالاعتدال.

وقال الدكتور محمد راضي، الوزير المفوض لشئون التعليم في السفارة الماليزية، إن خريجي الأزهر من طلابنا يحملون منهج الإسلام الواضح ودورهم في نشره في أماكن كثيرة في المدارس والمعاهد وفي الإدارات المحلية والأهلية والجامعات ومع الأهل، وهؤلاء الخريجون سينشرون العلوم التي درسوها في الأزهر النهر الجاري للوسطية والاعتدال واحترام الأخرين، والتخلق بأخلاق الإسلام ستنشر بالأفعال والكلام، وهذا يعطي السكينة للناس والتعايش السلمي باحترام كافة أطياف الشعب الماليزي لأن عندنا أديانًا كثيرة لا يقدر على استيعابها إلا الدارسون في الأزهر الشريف؛ لكى نساعد بعضنا بعضا، وهذا من شأنه أن يحقق التقدم في البلاد، ولذلك فالمسئولية كبيرة على أبناء الأزهر ليسود المنهج الوسطي في ماليزيا لنشر الرحمة والاطمئنان، وهي من أهم العوامل في تقدم أي بلد في العالم.

وأشار راضي أن خريجي الأزهر أُعِدُّوا لسوق العمل عندما يرجعون إلى ماليزيا، فنحن نظمنا برامج تدريب للطلاب دخلوا على أثرها عدة مؤسسات أهلية وحكومية في ماليزيا وفي مصر؛ حتى يتعودوا ويروا بأنفسهم الإداريين وكيف تكون الإدارة، وفرصة لكىي يجلسوا معهم ويعطوا لهم تجربة مفيدة من ناحية إذا كان هناك تقصير، أو ما عليهم أن يكملوا ليتعلموا؛ حتى يكونوا جاهزين لسوق العمل في ماليزيا وينافسوا الخريجين من الجامعات الأخرى من الشرق الأوسط وأوربا ومن جامعات ماليزيا، فخريجو الأزهر يتميزون بالتواضع وأهتمامهم بالمضمون، علاوة على إجادتهم اللغة العربية والأخلاق والعلوم الإسلامية والاحترام، فأهم ما يميز خريج الأزهر أنه لا يحب أن يدخل في شجار أثناء الحوار لدراسته تعدد المذاهب التي تخلق حالة من النقاش الذي لا يفسد الحوار؛ لأن هذا يلعب دورًا مهمًا في تقدم ماليزيا.

وتحدث الخريج محمد ذو الخير بن عزمي، وكيل الطلاب الماليزيين، عن دور والديه وزوجته وتضحياتهم التي لا مثيل لها فيما حصل عليه من الفضل والنجاح بتقدير جيد جدًا بكلية العلوم الإسلامية، ووجه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على اهتمامه وتقديم كافة التسهيلات الدائمة للطلاب الوافدين عامة وأبناء كلية العلوم الإسلامية خاصة، كما أشكر جميع المعلمين الذين بذلوا جهودهم في سبيل نصحنا وتعليمنا العلم النافع الذي يدعو إلى التسامح وينشر الوسطية ويحث على احترام الآخر وآرائه، وإن كانت مخالفة، فهذا ما تعلمناه في أزهرنا الشريف لننقله إلى بلادنا.  

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg