| 05 مايو 2024 م

الإعجاز اللغوي والعلمي للقرآن.. في "رسالة وباحث" بدراسات الديدامون

  • | السبت, 12 نوفمبر, 2016
الإعجاز اللغوي والعلمي للقرآن.. في "رسالة وباحث" بدراسات الديدامون

عقدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالديدامون ندوة تحت عنوان : (التعانق الدلالي بين الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي في القرآن الكريم) للدكتور محمد عبدالسميع يونس المدرس بقسم أصول اللغة بالكلية، والتي تعد أولى سلسلة الندوات التي سوف تقيمها الكلية على مدار الأسابيع القادمة بعنوان: (رسالة وباحث) برعاية وحدات الجودة والأنشطة الطلابية، واللجنة الثقافية المنبثقة عن البرلمان الطلابي والتي تأتي سبيلاً لإثراء الحياتين الثقافية والفكرية بالتنسيق مع الأستاذ الدكتور حسام علم عميد الكلية، وبحضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، بالإضافة إلى حشد كبير من الطلاب.

وأوضح المحاضر أنّ هذا الموضوع يُعدُّ عاملاً من أَهمِّ عواملِ تجديدِ الخطابِ الديني في العصرِ الحديثِ ، ونحن في هذا العصرِ بأمسِ الحاجةِ للدراساتِ الأكاديميةِ المتخصصةِ التي تتصدي لكلِ ما يُثَارُ حولَ دِينِنا وثقافتِنا الإسلاميةِ، خاصةً المصدرينِ الأساسيينِ وهما الكتابُ والسنَّةُ المطهرةُ.

وأضاف أنّ فى لغةِ القرآنِ الكريمِ – الشريفةِ- ، لكلِ حركةٍ وحرفٍ وكلمةٍ وتعبيرٍ دِلالَةً وأَمَارةً، وأنّ السياقَ القرآنِىَّ فيها مِنْ السَّعَةِ والمرونةِ ما يَجْعَلُهُا تَقْبَلُ أَكْثَرَ مِنْ كَلمةٍ وغَيْرَ تَعْبِيرٍ، وعندَ إحاطتِنا بِدِلالاتِ الكلمةِ القرآنيةِ (الحقيقيةِ والمجازيةِ) واستعمالاتِ العربِ لها ، فإن وجدنا أنّ حقيقةً علميةً تُؤَيدُ إحدى هذه الدلالاتِ، لا بأسَ عندئذٍ أن نُرجِّحَ الدلالةَ التي أيدتهَا هذه الحقيقةُ على أن لا نحكمَ بالبطلانِ والفسادِ على الدلالةِ التي رجَّحَها بعضُ المفسرينَ القدماءِ.

وأكد الباحث  أنّ هذا الموضوعَ له دورٌ كبيرٌ في عصرِ التقدُّمِ العلميِّ، إذ يكشفُ عن سرِّ التعانُقِ الدلاليِّ بين الإعجازِ اللغويِّ والإعجازِ العلميِّ، ليردَّ كيدَ المشككينَ في لغةِ القرآنِ الكريمِ وآصالتِها. حيثُ إنّ دراسةَ تلكَ الحقائقَ التي أخبرَ عنها نبيٌ أميٌ - في زمنٍ ليس فيه تقدمٌ علميٌ - ، يُعدُّ مجالاً خصبًا لإقناعِ المنصفِينَ من العلماءِ بأنّ القرآنَ الكريمَ كلامُ الله حقًا، أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيًا.

وأشار إلى أنّ دراسةَ ألفاظِ الإعجازِ العلميِّ، تُعَدُ خَيرَ مُحرِّضٍ لهممِ المسلمينَ كي يتابعوا مسيرةَ البحثِ والتجريبِ والمقارنةِ، وغيرَ ذلك مِنْ وَسَائِلِ الكشوفِ العلميةِ والتقدُمِ المعرفيِّ ، كما أنَّ الإعجازَ العلميَّ، يعدُّ قناةً آمنةً تُعاونُ بقيةَ قنواتِ الدعوةِ إلى اللهِ. والذي يتتبعُ أسبابَ دخولِ كثيرٍ من الناسِ في الإسلامِ، يجدُ بحقٍ أنّ فريقًا منهم قد اهتدى إلى شهادةِ الحقِ من خلالِ معاينةِ لطائفِ الإعجازِ العلميِّ، ولا يتأتى ذلك إلا بفهمِ الدِلالةِ اللغويةِ للكلمةِ القرآنيةِ.

منوها بأنّ فكرةَ البحثِ في هذا الموضوعِ يدْعَمُها واقِعُ المسلمينَ اليومَ، وكأنهم بحاجةٍ ماسةً إلى آيةٍ، لا أقولُ ليؤمنوا بالقرآنِ، ولكن ليُعلِنوا هُمْ لأنفسِهمْ أنهمْ جادُّونَ في الأخذِ بما في هذا الكتابِ المبين، فمن إعجازِ القرآنِ أن يظلَّ مَشْغَلةَ الدارسينَ والعلماءِ جيلاً بعدَ جيلٍ ، ثم يبْقَى أبدًا، رحبَ المدى سَخِيَّ الموردِ، عاليًا يفوقُ طاقةَ الدارسينَ.

وعقَّب عميد الكلية مؤكدًا أهميةَ هذا الموضوعِ في إثباتِ وجْهٍ من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ ، وهو (الوجهُ العلميُّ)، لما لهذا الموضوعِ من أثرٍ في نفسِ وقلبِ كلِ سامعٍ وتالٍ للقرآن الكريمِ ، حتى من لا يَعْقِلَ اللغةَ العربيةَ، ولهذا نرى القرآنَ الكريمَ يُوالي هذا الجانبَ العِنَايةَ الفائِقةَ مِنْ خِلالِ آياتِه الكثيرةِ الداعيةِ للتَدَبُرِ في عظيمِ أثرِ القرآنِ الكريمِ في الحديثِ عن مراحلِ خلقِ الإنسانِ وصفاتِه، والحديثِ عن الكونِ وما فيه من أسرارٍ.. ليتضِحَ لنا في عصرِ الفضاءِ أنّ الإعجازَ العلميَّ في القرآنِ الذي نصلُ إلى تفسيرِهِ وفهمِهِ بجهودِنا الآن، كان يَفوقُ ما يُمْكِنُ أن يَصِلَ إليهِ التفكيرُ البشريُ في الأرْبَعةِ عَشَرَ قرنًا الماضيةِ.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg