| 26 أبريل 2024 م

د.سامى الشريف: تجديد الخطاب الدينى.. "شماعة" كارهى الأزهر

  • | الثلاثاء, 2 فبراير, 2016
د.سامى الشريف:  تجديد الخطاب الدينى.. "شماعة" كارهى الأزهر

ـ إعلامنا يشهد حالة من الانفلات والتردى
الأزهر .. المعني بالتجديدودورنا تقديم المقترحات
ندوات الأزهر ومؤتمراته يجب أن تبرز فى وسائل الإعلام



هبة نبيل:
أكد الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أنه إذا تراجع دور الأزهر الشريف سيتراجع دور مصر والأمة الإسلامية، وأشار إلى أن الإعلام المصرى يشهد حالة من الانفلات غير المسبوق لعدم وجود قوانين تحكم أداءه فهو أصبح مهنة من لا مهنة له هدفه الحقيقى تحقيق الربح والإثارة، وأضاف أن الدعوة أيضا اختُرقت من كثير من الناس وهى مسئولية الإعلام والأزهر معا، ويرى الدكتور سامى أن الهجوم المستمر على الأزهر الشريف يدل على أن هذه خطة ممنهجة لأن الضرب فى ثوابت الدين وكتب التراث وأئمة المسلمين هو تمهيد للضرب فى الدين نفسه، ونوه الى أن دعوة الإمام الأكبر لعدد من فئات المجتمع للمشاركة فى تجديد الخطاب الدينى جعلتهم يظنون أنهم بديل عن علماء الأزهر ويستطيعون تجديده، كما تصور الكارهون للأزهر أن هذه هى فرصتهم الذهبية للانقضاض على الدين من أصله ونسفه من أوله..

ما رأيك فى تطاول بعض وسائل الإعلام على كعبة العلم رغم دورها المشهود له فى التنوير ومحاربة العنف والتطرف؟
عندما نتحدث عن الأزهر والإعلام ودورهما فى مكافحة الإرهاب والتصدى للعنف والتطرف نجد أن الأمر شديد الصعوبة ومتشعب لأن الإعلام متهم بأنه يشايع التطرف ويشجع الإرهابيين ويؤدى إلى ازدراء الأديان وينال من قيمة العلماء والشيوخ، والأزهر نفسه يتهم أيضاً بأنه يساند الإرهاب ويشجع على التطرف، تلك المعركة غير المتكافئة تبين أن الأزهر فى جانب والإعلام فى جانب، فالأزهر منارة العلم إذا تراجع دوره تراجع دور مصر والأمة الإسلامية، ويخطئ من يظن أن الهجوم على الأزهر والنيل من علمائه هو فى صالحنا فهو رهان خاسر، فالأزهر هو مصر وهو علامة مصر والإسلام والوسطية، وأظن أن هذه المحنة التى يتعرض لها الأزهر الشريف فى الداخل والخارج تحمل فى طياتها منحة إلهية لأنه سوف يعود بإذن الله منبراً عالياً ومنارةً عليا للوسطية التى ينشدها العالم أجمع، أما عندما نتحدث عنالخلاف أو سوء الفهم فنجد هناك أخطاء فى الجانبين، فالإعلام المصرى يشهد حالة من الانفلات غير المسبوق وحالة من التردى لأنه ليس هناك منظومة أو قوانين أو تشريعات تحكم الأداء الإعلامى وأصبح الإعلام وفجأة مهنة من لا مهنة له وأصبح الكل يفتى فى الإعلام، وأصبحت المشكلة أن الدعوة أيضاً فيها هذا الاختراق فيستطيع أى شخص أن يصعد المنبر ويفتى الناس ويقول قال الله وقال الرسول، إذاً هناك خطأ كبير فى هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام التى أصبح هدفها تحقيق الأرباح والإثارة وهى لا تأتى إلا من خلال الصوت العالى والصراعات كالتى نشاهدها فى برامج التوك شو كثيراً، للأسف أقولها صراحةً فى معقل الأزهر أن بعض الدعاة وبعض أساتذة الأزهر تستهويهم هذه الأجواء فيتسابقون على شاشات الفضائيات لينطلقوا، فأنا أعلم أن هناك حديث يقول "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " فكيف يفتى أى شخص فى أى شيء ،وقد كانت ظاهرة الدعاة الجدد التى روج لها الإعلام وروجت لها القنوات الفضائية بأنهم شيوخ الفضائيات وشيوخ التجديد وشيوخ الشباب إحدى آفات الدعوة الإسلامية لأنهم أصبحوا فجأة شيوخاتتهافت عليهم القنوات ليعطوا الفتوى التى تريدها، فالإعلام يسعى حالياً للربح وليس هناك ضوابط عليه وليس هناك قانون يحكمه ولكن الذين يظهرون فى البرامج ويقال أنهم أساتذة من الأزهر ويصدرون كما ضخما من الفتاوى ،فهذا الأمر مسئولية مشتركة بين وسائل الإعلام وبين الأزهر.

خطة ممنهجة
وما رأيك فى هذا الهجوم المستمر على الأزهر الشريف؟
أرى أن هناك خطة ممنهجة للهجوم على الأزهر فليس هذا شيئاً عفوياً لأن الضرب فى ثوابت الدين وفى كتب التراث وفى أئمة المسلمين هو تمهيد للضرب فى الدين نفسه فهذا أمر خطير جداً ولكن لا أتهم الإعلام بذلك فيجب أن تعرض وسائل الإعلام ما يقال على لسان الأزهر فى ندواته ومؤتمراته للناس ولا يقتصر الأمر على الحاضرين خلال هذه الندوات، ففى ندوة "الأزهر والإعلام.. الرسالة والمسئولية" خرج الأزهر فيها ببيان بأن الثابت لدينا فقط القرآن والسنة وفيما عدا ذلك انتقدوا كما تشاءون فالكلام الذى قاله د. عباس شومان وكيل الأزهر كلام شديد المنطقية وشديد العقلانية ولكن ينبغى أن يصل إلى الناس.
ترى فئات كثيرة فى المجتمع كالفنانين والمثقفين أن من حقهم تجديد الخطاب الدينى من خلال أعمالهم الفنية وليس الأزهر وحده.. ما تعليقك؟
تجديد الخطاب الدينى هى القضية التى أصبحت حديث الساعة بعد دعوة الإمام الأكبر لحث الجهود لتجديده، ثم أخذت زخماً أكبر عندما دعاالرئيس السيسى إلى تجديد الخطاب الدينى، تصور الناس أو الكارهون للأزهر أو غير الملتزمين بالدين أن كلمة تجديد الخطاب الدينى هى فرصتهم الذهبية للانقضاض على الدين من أصله ونسفه من أوله، فالتجديد مطلوب لانه سنة الحياة ولأن الجمود الفكرى يؤدى إلى ذبول الفكرة نفسها وضياعها، ولكن التجديد لا يعنى هدم الدين ولا هدم ثوابته فقد ظن بعض المثقفين والمفكرين أن دعوة الإمام الأكبر لمشاركة المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنية فى تجديد الخطاب الدينى -وكانت دعوة قيمة وشريفة جداً لأن تجديد الخطاب الدينى لا يقتصر فقط على علماء الدين لأنه لا كهنوت فى الإسلام ولا احتكار للمعرفة - ولكن ظن هؤلاء عن سوء قصد أنهم بديل للعلماء وأن هذه الدعوةتعنى أنى مثلاً كأستاذ إعلام أتساوى مع عالم الدين الأزهرى فهو يرى كذا وأنا أرى شيئا آخر والفنان ظن نفسه كذلك فنصبوا أنفسهم بديلاً عن علماء الأزهر وهذا خطأ، فأنا دوري أن أقترح كيف يتم تجديد الخطاب الدينى ليكون أكثر قبولاً لدى الشباب وما هى وسائله ولكن لا أكون بديلاً عن علماء الأزهر فهم الذين يفقهون فى الدين وهم الذين يعرفون الفقه والسنة وعلومهما.. ولكن الآن الفنانون يرون أن من حقهم أن يجددوا الخطاب الدينى وطالبوا بهذا بالفعل وهم يتصورون أن معنى التجديد أن ننسف الكلام القديم كله فأتصور أن دعوة الإمام الأكبر كان المقصود منها أن نستفيد من خبرات هؤلاء ونعطيها لعلماء الأزهر الشريف ليجددوا الخطاب الدينى هم بمعرفتهم ،فمن يتعرض للفتوى لابد أن يكون دارسا ومن يتعرض للتجديد لابد أن يكون فاهما ،فنحن نقول ان التجديد يجب أن تشارك فيه المؤسسات الإعلامية والثقافية والفنية ولكن يجب أن يكون عن فهم وليس أى شخص يتعرض لذلك، فلا يقف التجديد عند حد معرفة كتب التراث واستعراضها دون أن يكون لديه مرجعية دينية وعلمية لكى أنتقد ويكون نقدى مقبولا ولكن البعض يستعرض كتابا ويقول أن هناك أخطاء فيه لذلك دافعت جماعة المثقفين عن بعض أدعياء العلم وفى تصورى أن تعرض الأزهر لهم أعطاهم مكانة أكبر وقيمة أعلى وما كان ينبغى أن يلتفت لهم لأنهم لا يفهمون شيئاً ،ولكن الإعلام الخاص الذى يسعى إلى الإثارة وكسب المزيد من الإعلانات أفسح المجال لهذه النوعية من أدعياء العلم والمهاجمين للأزهر الشريف والذين يبغون أن ينالوا منه لأنهم فى الأساس لا يوجد لديهم دين، والأزهر فى تصورى عليه دور كبير فى المرحلة القادمة لأن العالم الغربى الذى راهن على جماعات الإسلام السياسى بأنها سوف تحل المشكلة فى منطقة الشرق الأوسط عندما تتولى الحكم وترتبط بالسياسات الغربية وتقدم حلولاً يريدها الغرب فشلت وأدرك الغرب أنه بالفعل الرهان على الجماعات المتطرفة فشل فبدأ يدرك أن الوسطية التى يمثلها الأزهر الشريف هى الأمل فى استقرار منطقة الشرق الأوسط لذلك الدور القادم للأزهر أخطر بكثير جداً ،فالآن هو دور الأئمة والدعاة الذين يتقنون التعامل مع تكنولوجيا الإتصال ويتقنون اللغات الأجنبية ويستطيعون التواصل مع العالم كله فهذا أمر مطلوب.

ذريعة للهجوم
هل ترى أن وسائل الإعلام تنقل صورة خاطئة عن علماء الدين أو تصنع صورة ذهنية سلبية عنهم مما يؤثر بالتالي على الصورة الذهنية لنا لدى الغرب؟
لا أريد أن أقول أن جميع وسائل الإعلام تهاجم الأزهر أو تنقل صورة خاطئة عنه فهذا غير صحيح لأن هناك وسائل إعلام منضبطة ووسائل إعلام قيمة تدافع عن الأزهر وتقدم صورة حقيقية ولكن هناك حالات منفلتة من الإعلام والإعلام الخاص تحديداً سواء فى الصحافة أو فى الفضائيات تسعى إلى الإثارة والخلاف فى الرأى وتتخذ من قضايا الأزهر وبعض الجمود الموجود لدى بعض علمائه ذريعة للهجوم عليه. كما أن الإعلام لا يصنع صورة ولكنه يعكس صورة موجودة ويركز على جزء منها فإذا أخطأ أحد شيوخ الأزهر يعرضون هذا الخطأ ويركزون عليه وبالتالى يعطون هذه الصورة السلبية ولكن لا يصنع صورة من فراغ، كما أن صورة العرب والمسلمين فى الغرب سلبية فهم أخذوا هذه الصورة مما ينقل عنا من تصرفاتنا ومما نقوله ونسلكه.
هل ترى أن الإعلام مسئول عن تفشى ظاهرة الإرهاب فى المجتمعات؟
العلاقة جدلية بين الإعلام والإرهاب فلا يستغنى الإعلام عن الإرهاب ويركض وراءه لأن أخباره جميعها إثارة وعمل فليس بالشرط أن يدعم الإرهاب ولكنه يحاول أن يستقطب مشاهدين أكثر والإرهاب يسعى ويركض وراء وسائل الإعلام لأنه الوسيلة الوحيدة لكى يعرض أفكاره ولكى يقدم نموذجا يرهب به خصومه، فأحد علماء الاتصال قال أن الإعلامى أفضل صديق للإرهابى وقالت أخرى ان الإعلام هو الأكسجين الذى يتنفس منه الإرهابيون فنحن لا نرى الأحداث التى تقع فلا يوجد أحد رأى بعينيه انفجارا حدث فى أفغانستان أو فى إيطاليا ولكننا جميعا نعرف بها فنحن لا نرى الأحداث ولكننا نرى ما تقوله وسائل الإعلام عن الأحداث ووسائل الإعلام تنقلها من وجهة نظرها فنحن نرى ما يريد الإعلاميون أن نراه لأننا ليس لدينا وسيلة أخرى لكى نرى وهذا يروج للفكر الإرهابى.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg