| 19 مايو 2024 م

فى ورشة عمل على هامش المؤتمر.. أساتذة السكري والغدد الصماء: الفحص الدوري يغلق الطريق أمام تقرحات "القدم السكري"

  • | الأربعاء, 23 نوفمبر, 2016
فى ورشة عمل على هامش المؤتمر.. أساتذة السكري والغدد الصماء: الفحص الدوري يغلق الطريق أمام تقرحات "القدم السكري"

كتب  أحمد نبيوة:

أوصى المشاركون فى ورشة العمل التى جاءت بعنوان «النهج السريرى لعلاج القدم السكرى»، والتى عقدت على هامش المؤتمر الثامن عشر بكلية طب بنات الأزهر، بضرورة تركيز الجهود الراهنة على منع حدوث تقرحات القدم السكرى، من خلال التأكيد على أهمية الفحص الروتينى الشامل وتحديد المعرضين للخطر، وتعريف المرضى وعائلاتهم ومقدمى الرعاية الصحية والعلاج المبكر بعوامل الخطورة.

وشدد المشاركون فى الورشة على ضرورة تكاتف جميع التخصصات للحد من المعدلات الزائدة لعمليات البتر، وذلك من خلال عمل لقاءات متتالية لعمل فريق موحد لعلاج القدم السكرى، وضرورة عمل بحث لمعرفة نوع الميكروبات الأكثر انتشارًا والمتسببة فى الالتهاب الميكروبى لمرضى القدم السكرى المترددين على مستشفى الزهراء الجامعى لوضع بروتوكول للمضادات الحيوية، وذلك للحد من ظهور أنواع من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.

من جهتها أوضحت الدكتورة ألفت فوزى أستاذ الغدد الصماء والسكر بكلية طب بنات الأزهر، أن معدلات انتشار أمراض السكر والسمنة تزداد بنسب كبيرة فى العالم، لدرجة أنه من المتوقع أن تزيد أعداد مرضى السكر حول العالم إلى 400 مليون مريض فى عام 2025، مما يمثل عبئًا كبيرًا على المجتمع وعلى الموارد الصحية.

وخلال كلمتها بالمؤتمر أكدت الدكتورة ألفت أن معدلات الزيادة فى أعداد المرضى ليست متساوية حيث من المتوقع أن تزيد بنسبة 80% فى منطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن مصر تعد من أكثر شعوب المنطقة من حيث تعداد السكان فإنه من المتوقع أن يكون بها الملايين من مرضى السكر مما يمثل عبئًا كبيرًا على الموارد الصحية، موضحة أن القدم السكرى يعرف بأنه تقرح والتهاب ميكروبى باقدام مريض السكر ناتج عن التهاب الأعصاب الطرفية وقصور بالأوعية الدموية مصاحب بتدمير أنسجة القدم والساق؛ ما قد يؤدى إلى البتر مع تداعيات ذلك على إنتاجية المريض وحالته النفسية، إضافة إلى النزيف المادى على المريض وعلى الخدمة الصحية.

وأشارت أستاذ السكر والغدد الصماء، إلى أن 25% من مرضى السكر تقريبا يصابون بقرح القدم السكرى، والتى قد تؤدى إلى بتر بالأصابع أو بالقدم، وان كل عشرين ثانية يتم بتر قدم لمريض حول العالم، مشيرة إلى أنه تم مناقشة الأسباب المؤدية إلى ذلك ومنها فقدان الاإحساس نتيجة التهاب الأعصاب وكذلك تصلب وضيق شرايين الساق؛ ما يؤدى إلى قصور بالدورة الدموية، وقد تم التأكيد على أن ارتفاع معدلات السكر بالدم يخلق بيئة مناسبة جدا لنمو الميكروبات والفطريات بالقدم مما يؤدى إلى تفاقم المشكلة.

وشددت على ضرورة اتباع سبل الوقاية اللازمة ومن أهمها ضبط معدلات السكر والكشف الدورى وتحويل المريض للفريق المتكامل للعناية بالقدم عند بوادر أى إصابة بالقدم للتعامل معه بصورة جيدة تتناسب مع خطورة المرض.

من جهتها قدمت الدكتورة شروق عيسى المدرس المساعد بقسم الغدد الصماء والسكر بكلية طب بنات الأزهر، شرحًا مفصلا عن أهمية عمل الفحص للقدمين لمريض السكر، موضحة أن عدم وجود شكوى للمريض لا يعنى بالضرورة سلامة القدم، مؤكدة أن معظم الدراسات أكدت أن الفحص الذاتى اليومى للمريض وتثقيفه لكيفية العناية اليومية وتعيين عوامل الاخطار وعلاجها يؤدى إلى الحد من نسب البتر، إضافة إلى ضرورة التشخيص المبكر للقدم السكرى عن طريق الكشف الطبى الدورى والذى لا بد أن يشمل الكشف على الدورة الدموية الطرفية، عن طريق فحص النبض وعمل الأشعة اللازمة للتأكد من توصيل الدم بكفاءة إلى القدم، والكشف على الأعصاب الطرفية الحسية والحركية حيث يؤدى اعتلال الاعصاب الحسية إلى فقد إحساس المريض بالقدم.

وأوضحت الدكتورة شروق عيسى خلال كلمتها بالمؤتمر، أن اعتلال الأعصاب الحركية يؤدى إلى ضعف فى عضلات القدم الصغيرة ينتج عنه اعوجاج فى الأصابع وتشوهات فى المفاصل التى تربط عظام القدم ببعضها بحيث يختل شكل القدم فيؤدى إلى بروزات يمكن أن تتسبب فى تهتك الأنسجة التى تغطيها نتيجة الاحتكاك فى جدار الأحذية، ويؤدى أيضاً إلى اختلال فى توزيع الضغط على القدمين مؤديا إلى حدوث التقرحات.

وأشارت الدكتورة مايسة عبدالوهاب مدرس جراحة الأوعية بكلية طب بنات الأزهر، إلى العلاقة بين شدة الأعراض من حيث طبيعة الألم والقرح أو الغرغرينا ومدى انسداد الشرايين، مشيرة إلى أهمية التفرقة بين الألم الناتج عن قصور الدورة، والذى يحدث أثناء المشى فى صورة تقلص عضلى فى عضلة السمانة ويختفى بالتوقف عن المشى أو ألم يحدث أثناء النوم تقل حدته بانزال القدم أو المشى لبضع خطوات والألم الناتج عن التهاب الأعصاب.

وأضافت خلال كلمتها بالمؤتمر، أن عدم حدوث ألم لا يعنى سلامة الشرايين الطرفية على الالتئام وتحديد مستوى البتر، موضحة أن ذلك يرجع إلى وجود التهاب الأعصاب الطرفية؛ ولهذا جاءت أهمية الفحص الإكلينيكى وقياس الضغط الكاحلى العضدى، وعمل الأشعة اللازمة مثل الدوبلر والدوبلكس والأشعة المقطعية والرنين وخلافه، بخلاف الفحوص التى تدل على ارتواء الأنسجة مما يساعد على التقييم الجيد لمعرفة القدرة.

من جهتها قدمت الدكتورة مها الفواشطى أستاذ الميكروبيولوجى والمناعة بكلية طب بنات الأزهر، شرحًا تفصيليًا عن أسباب حدوث وانتشار الالتهابات فى قدم مريض السكر، وأرجعت ذلك إلى وجود خلل بالجهاز المناعى نتيجة لارتفاع مستوى السكر بالدم؛ مما يقلل قدرته على مهاجمة الميكروبات والتخلص منها، وأيضا إلى حدوث ضعف بالدورة الدموية؛ مما يؤدى إلى عدم وصول التغذية والأوكسجين وأيضا المضاد الحيوى إلى مكان القرحة.

وأكدت الدكتورة مها خلال كلمتها بالجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر، على كيفية تشخيص وجود التهابات القدم السكرى، والذى يتم إكلينيكيا عن طريق وجود الأعراض الموضعية للالتهاب متل الاحمرار والتورم وارتفاع الحرارة الموضعى، ووجود إفرازات صديدية مع احتمالية عدم ظهور الأعراض العامة للالتهاب وايضا الدلالات المعملية مثل زيادة سرعة الترسيب وعدد الكرات البيضاء.

وشددت أستاذ الميكروبيولوجى، على كيفية اخذ مزرعة من الجرح بطريقة صحيحةـ كما شرحت أنواع الميكروبات المسببة للقدم السكرى والأنواع المناسبة من المضادات الحيوية التى تتماشى مع الميكروب وشدة الالتهاب وطريقة أخذها والمدة المصرح بها.

فى سياق متصل، عرضت الدكتورة أسماء إبراهيم أستاذ مساعد بقسم الغدد الصماء، مقطع فيديو يوضح كيفية عمل فحص شامل للقدم بما فى ذلك فحص الأعصاب والجهاز العضلى الحركى والدورة الدموية، وكيفية استخدام جهاز الدوبلر لقياس مؤشر الضغط الكاحلى العضدى الذى يستخدم فى تشخيص القدم السكرى.

كما عرضت بعض الصور لعلامات الخطورة، والتى إذا وجدت لا بد من علاجها أو التعامل معها مثل وجود تشوهات بأصابع القدم أو القدم نفسها، والتى قد تحدث لمريض السكر نتيجة لاعتلال الأعصاب الذى يؤثر على عضلات القدم وإلى ارتفاع السكر بالدم مما يؤثر على ليونة البروتين الموجود فى العضلات والمفاصل، وفقد الإحساس بالألم لدى مريض السكر يؤدى إلى ظهور الكالو، والتغيرات التى تحدث فى أظافر القدم وأشكالها المختلفة.

وخلال الجلسة الثالثة كشفت الدكتورة شيماء عبدالكريم أستاذ مساعد الغدد الصماء، بالرسوم والنماذج الورقية عن ميكانيكية القدم ودورة المشى حيث يُعتبر ضمور عضلات القدم من أهم مضاعفات مرض السكر وبالتالى تغيير الوضع الإستاتيكى (الساكن) والوضع الديناميكى (المتحرك) لها، مما يترتب عليه تغيير فى مناطق الضغط، مشيرة إلى أن موضوع ضغوط أسفل القدم يعتبر من الموضوعات الحديثة فى القدم السكرى حيث إن قياس الضغط أسفل القدم يتيح فرصة كبيرة للطبيب لمعرفة نقاط الضغط الأعلى فى القدم وبالتالى توفير حذاء يقلل من هذه الضغوط وبالتالى يقلل من نسبة تعرض القدم للقرحة ويزيد من نسبة الالتئام.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg