في لقاء حواري مفتوح، التقي فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، المجلس الوطني للثقافة وكبار المثقفين والأدباء بدولة الكويت الشقيقة، حيث أكد فضيلته أن الأزهر الشريف يولي شباب الأمة مزيدًا من الاهتمام والرعاية باعتبارهم مستقبلها وعماد نهضتها وتقدمها، ويتبع الأزهر في ذلك الحكمة التي تقول "الوقاية خير من العلاج"، وبالتالي فإننا نحرص على تحصين هذه الفئة المهمة في المجتمع من الأفكار الهدامة، وعلى تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، ويتم ذلك عبر مبعوثيه إلى مختلف دول العالم، وقوافله الدعوية التي تلتقي بالشباب في النوادي ومراكز الشباب والمساجد بل تجاوزت هذه القوافل حدود مصر تحت اسم "قوافل السلام" إلى آسيا وأوربا وأمريكا وإفريقيا، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين.
وأشار فضيلته إلى ضرورة محاصرة القواعد العقدية التي تنطلق منها الجماعات الإرهابية، وبخاصة: قاعدة التكفير، التي ضللوا بها قطاعًا عريضًا من الشباب المسلم في الشـرق والغرب، حيث نرى جماعات الإرهاب المسلح اليوم تستند إلى أحكام تنص على أن النطق بالشهادتين لا يكفي للحكم بإسلام الشخص، بل لابد من اقتران العمل بهما والخضوع الكامل لأحكام الإسلام، فإذا خرج المسلم أو المسلمون عن هذه الشـروط فهم كفار يجب قتالهم، وحقيقة الأمر أن هذا فهم مغلوط، لأن العقيدة الصحيحة -والتي ندرسها لطلابنا في الأزهر- لا تكفر أحدًا من المسلمين بذنبٍ حتى لو كان من الكبائر، وإلا وقعنا فيما وقعت فيه "داعش" الإرهابية وأخواتها من تكفير المجتمع حكامًا ومحكومين، وذلك أن الإيمان يقوم على أركان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ولا يرتفع عن صاحبه إلا بإنكاره ركنًا من هذه الأركان، فإذا لم ينكر المؤمن بها واحدًا منها، فهو لا يزال في دائرة الإيمان، حتى لو ارتكب الكبائر، ولا يخرجه من هذه الدائرة إلا جحد ما أدخله فيها، ويكون هنا مسلماً عاصياً أو مسلماً آثمًا.
وفي ختام اللقاء قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتفقد المكتبة الوطنية بدولة الكويت.