| 15 مايو 2024 م

الإسلاموفوبيا والتطرف.. وجهان لعملة "رديئة"

  • | الجمعة, 9 ديسمبر, 2016
الإسلاموفوبيا والتطرف.. وجهان لعملة "رديئة"

«وحدة رصد اللغة الإنجليزية» تصفحت الصحف العالمية.. وخرجت بحقيقة مهمة:

                            

.. يتضح جلياً من تلك الأخبار أن التأثير بين الإسلاموفوبيا والتطرف متبادل وأن الخطاب المعادى للمسلمين ككل يصب فى مصلحة المتطرفين..

يعمل مرصد الأزهر باللغات على تحليل الأخبار التى تنتشر فى المواقع والصحف العالمية، محاولاً توضيح بعض الأمور التى قد تخفى على البعض من أجل تحصين الشباب ضد التطرف والإرهاب. ويحاول المرصد  من خلال هذا التقرير توضيح الارتباط الوثيق بين التطرف وارتفاع نسب مظاهر الإسلاموفوبيا ومدى تأثير كل منهما على الآخر.

من خلال متابعة الأخبار العالمية يتضح مدى خوف الحكومات والشعوب من الهجمات المحتملة من بعض الجماعات المتطرفة، وهذه التقارير التى تحذر فيها الحكومات شعوبها من هجمات محتملة من جماعات يصفون أنفسهم بأنهم يسعون لإقامة الإسلام تساهم بشكل كبير فى خوف العامة من كل ما هو إسلامى معتقدين أن تلك الجماعات هى الإسلام ومتغاضين عن أن ضحاياهم من المسلمين أكثر بكثير من ضحايا الإرهاب الذين يسقطون من غير المسلمين.

خلال الأيام القليلة الماضية نشرت صحيفة Telegraph Mirror تحذير الولايات المتحدة مواطنيها من هجوم محتمل فى أوروبا أثناء موسم الأعياد؛ حيث حذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من احتمالية حدوث هجمات إرهابية فى جميع أنحاء أوروبا، لا سيما خلال موسم الأعياد. وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها يوم الاثنين 21 نوفمبر: «ينبغى على مواطنينا توخى الحذر أثناء موسم الأعياد فهناك معلومات موثوقة تفيد أن داعش والقاعدة والجماعات الإرهابية التابعة لهم يواصلون التخطيط لشن هجمات إرهابية فى أوروبا». وأشارت وزارة الخارجية إلى أن المتطرفين قد شنوا هجمات إرهابية فى بلجيكا وفرنسا وألمانيا وتركيا فى العام الماضى، وهناك مخاوف من احتمالية شن هجمات مماثلة فى أوروبا. وتابعت وزارة الخارجية: يجب على مواطنينا توخى الحذر أثناء زيارة المواقع السياحية واستخدام وسائل النقل العامة وأثناء التردد على دور العبادة والمطاعم والفنادق وما إلى ذلك».

بالرغم من أن تحذير الحكومات مواطنيها من هذه الهجمات الإرهابية المحتملة يبدو طبيعياً، لكن تكمن المشكلة فى إلصاق وربط الإرهاب بالإسلام كدين وعدم قدرة البعض على التفرقة بين «الأصوليين الإسلاميين»، و«الراديكاليين الإسلاميين» و«تيار الإسلام السياسى» و«التيار المعتدل والسائد من المسلمين»، ومن ثم تحرض تصريحات بعض السياسيين وبعض الهجمات الإرهابية الرأى العام على المسلمين المعتدلين والمسالمين فى جميع أنحاء العالم باعتبار أن كل مظهر إسلامى يمثل التطرف.

وهذا ما أشارت إليه صحيفة the Guardian البريطانية من خلال نقلها بعض الدراسات التى توضح أنه بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية وقعت عدة جرائم كراهية ضد المسلمين على أصعدة مختلفة وقد ربط مرتكبى هذه الجرائم بين اسم الرئيس الأمريكى المنتخب وبين ما يقومون به، وهو ما أكد أن تصريحات بعض السياسيين ضد المتطرفين دون التفرقة بينهم وبين التيار الإسلامى المعتدل يؤثر بالسلب فى النهاية على ذلك التيار الذى يمثله معظم المسلمين حول العالم ويصب فى النهاية فى بحر الإسلاموفوبيا الذى لا يفرق بين متطرف ومعتدل.

وفى نفس الإطار نشرت نفس الصحيفة البريطانية تقريراً تحت عنوان «فشل سياسة مكافحة الإرهاب فى مواجهة تزايد الإسلاموفوبيا»، ذكرت فيه أن وزير الداخلية البريطانى السابق يحذر من الفراغ الذى يخيم على الحكومة البريطانية بسبب سياسة مكافحة التطرف والتى من شأنها تيئيس المسلمين البريطانيين من مواجهة تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا. ويتوقع السياسى البريطانى ليام بيرن عودة مقاتلى تنظيم داعش إلى أوروبا وبريطانيا لاستقطاب المزيد خاصة فى ظل حملة الجيش العراقى لاسترداد الموصل من أيدى تنظيم داعش.

ويوصلنا هذا التصريح الذى يخرج من رجل سياسة سابق، إلى نفس النقطة التى بدأنا منها؛ حيث يرى أن مظاهر الإسلاموفوبيا التى زادت بشكل ملحوظ مؤخراً تساهم بشكل أو بآخر فى استقطاب الجماعات الإرهابية لمزيد من المضطهدين.

وهو ما أكدت عليه المحللة السياسية والخبيرة الِإيطالية فى مجال الإرهاب  «لوريتا نابوليونى» عندما ذكرت أن الأوضاع المتردية التى يعانى منها بعض المسلمين اللاجئين وكراهية البعض لهم فى بعض الدول الأوروبية قد يدفعهم للتطرف حتى وإن كانوا معتدلين فى بادئ الأمر، طبقاً لما نقلت صحيفة Sunday Express. وذكرت الصحيفة تصريح «لوريتا نابوليونى» الذى تقول فيه: «إن جيلاً جديداً من جهاديى تنظيم داعش سيخرج من رحم مخيمات اللاجئين بسبب عدم تعامل الاتحاد الأوروبى مع أزمة اللاجئين بجدية، كما أن الظروف السيئة لمخيمات اللاجئين التابعة للاتحاد الأوروبى من الممكن أن تخلق موجة جديدة من الجهاديين التابعين للتنظيم».

يتضح جلياً من تلك الأخبار أن التأثير بين الإسلاموفوبيا والتطرف متبادل وأن الخطاب المعادى للمسلمين ككل يصب فى مصلحة المتطرفين وأن الجرائم الإرهابية التى تصدر من بعض المسلمين تزيد من حدة الإسلاموفوبيا.

كما أن خوف بعض المسئولين السياسيين من التطرف قد يدفعهم للتصريح ضد المسلمين ككل، ومن ذلك تصريح مستشار ترامب للأمن القومى بأن: الأسلمة سرطان يستشرى فى جميع المسلمين طبقاً لما أوردته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية. كما صرح فلين فى كتابه الصادر عام 2016 بعنوان «ميدان المعركة» أن المعركة الأمريكية ضد الإرهاب هى حرب عالمية ضد محراب الشر. وفى شهر فبراير الماضى، كتب فلين تغريدة على تويتر تتضمن رابطاً لمقطع فيديو يزعم أن الإسلام يريد أن يستعبد الإنسانية أو يقتل 80% منها، موضحاً أن الخوف من المسلمين شىء منطقى. وهو ما دعا بعض الحقوقيين المسلمين بكاليفورنيا إلى القول بأن تصريحات فلين تدعم السياسات المعادية للمسلمين وتزيد من جرائم الكراهية والتى من شأنها أن توهن الأمن القومى وتزيد من حدة الاضطرابات فى المجتمعين المسلم والأمريكى على حد سواء.

إن الحل الوحيد فى فك هذه الحلقة المفرغة يكمن فى إعلام الرأى العام الغربى بالفارق الشاسع بين المتطرفين والمتعنتين والمعتدلين من المسلمين، وأن التيار المعتدل من المسلمين يمثل أكثر من 90% منهم، بالإضافة إلى حض الدول الأوروبية على حل مشاكل اللاجئين بجدية والتصدى لمظاهر العنصرية المقيتة ضد المسلمين هناك، وهو ما يحاول مرصد الأزهر باللغات الأجنبية فعله بكل ما أوتى من قوة منذ نشأته فى العام 2015 على يد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذى يسعى لإرساء روح التعايش والإخاء بين شعوب العالم أجمع وتصحيح صورة الإسلام المغلوطة فى أذهان العديد من الغربيين على المستوى الشعبى والقيادى.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg