| 15 مايو 2024 م

"مرصد الأزهر".. يكشف بالأدلة من وراء الإسلاموفوبيا فى الغرب

  • | الثلاثاء, 13 ديسمبر, 2016
"مرصد الأزهر".. يكشف بالأدلة من وراء الإسلاموفوبيا فى الغرب

.. فكرة الصور النمطية موجودة بعمق فى الفكر البشرى، لكن القرآن الكريم يعلمنا عدم مصداقيتها على الأقل فى كثير من الحالات..

من بين أحد أسباب الخلاف بل والعداء بين الناس فكرة الصور الذهنية المسبقة، أو الصور النمطية أو ما يعرف بـ«Streotyping»، وهو ببساطة وجود حكم عام سلبى مسبق عن فرد أو فئة، والتعامل مع هذا الفرد أو تلك الفئة وفق هذا التصور بغض النظر عن حقيقة هذا الحكم العام أو خطئه. ونظراً لحساسية هذا الأمر وشيوعه فى دنيا الناس تهتم به الدراسات الإعلامية والتواصلية إما للتحذير منه وتوعية الجمهور المخاطب - كما هو المفترض - وربما أحيانًا لاستغلال هذه الفكرة فى الترويج لأفكار معينة وأيديولوجيات بذاتها.

ومع أن فكرة الصور النمطية موجودة بعمق فى الفكر البشرى، لكن القرآن الكريم يعلمنا عدم مصداقيتها على الأقل فى كثير من الحالات. فالقرآن الكريم جاء والفساد مستشر فى البشرية حتى بين أهل الأديان السماوية آنذاك، ومع ذلك فقد علمنا القرآن الكريم تجنب التعميم فى إطلاق الأحكام على الناس، فيقول سبحانه وتعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون». (آل عمران: 113)

ولعل ظاهرة الإسلاموفوبيا التى يهتم بها مرصد الأزهر تعود فى جزء منها لهذه الظاهرة التى يتصرف وفقها عدد من المواطنين، خاصة من ذوى الثقافة المحدودة، وبالتالى يقع كثير من الناس ضحايا هذه الفكرة البدائية.

وقد أشار تقرير مرصد الأزهر حول الإسلاموفوبيا إلى هذا الأمر فى ثنايا الحديث عن دور الإعلام فى تغذية مظاهر الإسلاموفوبيا حيث ذكر التقرير «ومن الجدير بالذكر أن الصورة النمطية التى يروجها الإعلام جنبًا إلى جنب مع الآراء المسبقة لدى البعض من غير المسلمين عن الإسلام والمسلمين ساعدتا فى زيادة معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين».

ولنا أن نوضح أن سبب ما أوردنا فى هذا التقريرعن الصور النمطية أن من بين ما طالعتنا به الصحف الأجنبية فى هذا الأسبوع خبران يدلان دلالة واضحة على مدى علاقة الصورة النمطية بالإسلاموفوبيا.

فقد ذكر موقع Mail Online يوم 21 نوفمبر خبرًا بعنوان «سيدة أمريكية مسيحية تتعرض لحادث كراهية لارتدائها الحجاب أثناء التنزه بولاية كاليفورنيا» جاء فيه: نقلت صحيفة Mail Online البريطانية خبرًا مفاده أن إحدى السيدات بولاية كاليفورنيا الأمريكية كانت تتنزه سيرًا على الأقدام وترتدى حجاباً ليحميها من أشعة الشمس، لكنها وجدت سيارتها محطمة وتم سرقة المحفظة الخاصة بها كما وجدت ورقة مكتوب عليها «هذه بلدنا»، كما تضمنت الورقة بعض الشتائم المهينة. وقد صرحت السيدة أنها تشعر بالاستياء من هذا الحادث. وتجدر الإشارة هنا، أن الجانى اختلط عليه الأمر واعتبرها مسلمة لارتدائها الحجاب، وفد أعلنت قوات الشرطة أنها تبحث فى هذا الحادث، كما صنفته على أنه حادث كراهية، هذا واعتبرت رئيسة جهاز الشرطة فى مقاطعة فيرمونت بولاية كاليفورنيا هذا الحادث بالأمر المزعج. وأضافت أن هناك حالة من الكراهية تجاه الأقليات فى الولاية المتحدة بعد فوز ترامب حيث واجهت فتاة فى جامعة ميتشجن تهديدًا من أحد المواطنين الأمريكيين البيض، وذلك لارتدائها الحجاب وتواصل قوات الشرطة التحقيق فى الحادث.

وفى موقع The Express Tribune نجد يوم 21 نوفمبر خبرًا بعنوان «تعرض شاب من معتنقى السيخية للإهانة للاعتقاد بأنه مسلم» جاء فيه: نقلت صحيفة The Express Tribune خبراً مفاده أن أحد طلاب فى كلية هارفارد للحقوق ومن معتنقى السيخية تعرض للإهانة والإساءة من قبل أحد المواطنين فى أحد المتاجر فى ولاية ماساتشوستس الأمريكية؛ وذلك لأن المتهم اعتقد أنه مسلم، هذا وقال «هيرمان سينج» الذى يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا أنه كان بأحد المتاجر وتتبعه أحد المواطنين لأنه اعتقد أنه مسلم وكان يتحدث إلى والدته عبر الهاتف وشعرت بالقلق عليه لأن هذا الرجل تحدث قائلاً «هذا مسلم»، يذكر أن كثيرًا من أتباع ديانة السيخ قد تعرضوا لكثير من المضايقات عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر للاعتقاد بأنهم مسلمون.

إذاً هذه الظاهرة تبدأ سلبياتها من إصدار الأحكام المجحفة فى حق الآخرين ونشر الكراهية والعداء بين الأفراد، لكنها قد تصل أيضًا إلى ارتكاب الجرائم ضد الآخرين.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg