| 19 أبريل 2024 م

خبراء التربية يرسمون خارطة النهوض بمناهج التعليم العربي

  • | الأحد, 10 يناير, 2016
خبراء التربية يرسمون خارطة النهوض بمناهج التعليم العربي
د. محمد عبدالعاطي: التعليم الأزهري.. ملاذ آمن يحصن الأجيال من الإرهاب
د. يحيي نجم: تعزيز مناهج الأزهر يزيل التطرف الفكري ويرسي قواعد الحوار
د. عبدالرحمن أحمد: تطبيق مادة الثقافة الإسلامية يغلق على العقول منابع التكفير

بهدف تحصين أجيال الأمة العربية من التطرف والإرهاب ودعماً لمسيرة التعليم الرائدة في العالم العربي والإسلامي بما يعمق جذور المفاهيم الصحيحة عن الإسلام ويعزز سبل التعايش مع الآخر، طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف, بضرورة إعادة النظر في مناهج التعليم العربي, التي تفرز عقولا تربت على إقصاء الآخر, وإتاحة الفرصة للشباب من أجل النهوض بمجتمعاتنا العربية، موضحاً أن مقومات الاتحاد العربي للاتفاق على أمور مصيرية مشتركة موجودة بالفعل, بالمقارنة مع الاتحادات الأخرى التي تختلف دولها في لغاتها وعرقياتها..
خبراء التربية يخطون لـ"صوت الأزهر" ملامح تعزيز التعايش السلمي في المجتمعات العربية، ويتطرقون إلى آليات دعم التعليم العربي بما يعزز التنمية الفكرية المستدامة ودحر اذرع الإرهاب قبل أن تمتد للأجيال القادمة.

في البداية، أكد الدكتور محمد عبدالعاطي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بتفهنا الأشراف أن دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر تنم على حكمة بالغة وعمق في النظرة الموضوعية بعيدة المدى لمستجدات الأوضاع في الأمة العربية، خاصة بعد إدراكه لتغير خارطة التعليم في العالم العربي، مشيراً إلى أنه يوجد نوعين من التعليم الأول عام، والآخر معني بالدراسات الإسلامية، وإذا نظرنا إلى العام المتواجد فيه الغالبية العظمى فسوف نجده معاباً بافتقاره مناهجه للمواد الشرعية الأساسية بصورة لا تكفل للطالب التفوق في العلوم الدينية، بما يجعله إنسان جاهل بتعاليم دينه الحنيف، وأرضاً خصبة لهواة التطرف وجماعات الإنحراف التي تستحل الدماء وتجتزء نصوص كتاب الله وسنة النبي الكريم بما يخلف جيل جديد من الإرهابيين يسعون في الأرض فساداً.

التعليم الأزهري
وأضاف عبدالعاطي أن الطالب قد يكون متفوقاً في كافة العلوم ولكنه لا يفقه الدينية التي تعد المرتكز الأساسي للإنسان في حياته، بما يخلف جيلاً لا يعلم الفرق بين الغث والسمين، أو الحق والباطل، ويتخذ أصحاب اللحى دون النظر إلى خلفياتهم الدينية على أنهم أصحاب قداسة، ويعملون على أسس باطلة ليسلك الشباب والمراهقين طريق الإنحراف الفكري والتطرف، مشدداً على أن الدراسات الدينية في غير الأزهر الشريف تميل إلى التعصب المذهبي والنظرة الأحادية، ونجدها في الحوزات الشيعية الذين لا يعرفون شيئاً عن أئمتهم وكتبهم ومذاهب أهل السنة ما يعكس النظرة الأحادية، فيجعل طالب العلم مقصوراً على أئمته ليصير منحرفاً لأنه لا يملك تعددية فكرية تجعله يحلل ويتحدث بحيادية عن الأمور في واقعة تضليل متعمد لطالب العلم، وتقديس ما لا قداسة له، منتقداً عدم دخول مواد التربية الدينية في المجموع باعتبارها مادة نجاح ورسوب، مشيراً إلى أن التعليم الأزهري الملاذ الآمن لتحصين الأجيال القادمة من التطرف وأن الإمام يسعى لطبيق منهج الأزهر للوصول إلى صحيح الدين بدون تعصب لأي مذهب، فيدرس طالب العلم في الأزهر الإباضية والشيعة والمعتدلة والمنهج الأشعري والماتوريدي لتحليل الأفكار واستقاء كافة الأمور، مناشداً وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وكافة الدول العربية والإسلامية بالتعاون مع الأزهر لتدشين مادة للثقافة الإسلامية والأخلاق الإسلامية تعرف الطالب بأمور دينهم، مثلما يتم تدريس التربية القومية للتعرف على الفرق بين الفقه والعقيدة، والأزهر على اتم استعداد للقيام بهذا الواجب، وأن قطاع المعاهد الأزهرية لا يبخل بمدرسيه، داعياً تدريس الجامعات لمواد الثقافة الإسلامية عن طريق لجنة مختصة يتم تشكيلها تعمم على مستوى الدول العربية لنبذ الأمور الخلافية والتطرق إلى القواسم المشتركة بين المذاهب بما ينتج التعايش السلمي بين السنة والشيعة.

الأهداف المجتمعية
وقال الدكتور يحي نجم أستاذ المناهج وطرق التدريس، وكيل كلية التربية السابق بجامعة الأزهر بالقاهرة إن عملية تطوير المناهج يجب أن تضع أهداف مجتمعية للمضي على ضوئها وإثارة الأهداف الخاصة بالمحتوى الدراسي ليعيش المجتمع في سلام دائم، بما يعمق دور التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية التي تزيد من قيمة التعايش مع الآخر في المجتمع، بما يساعد المجتمعات العربية على دحر بذور الإرهاب بالثقافة الدينية والتربية الصحيحة، لافتاً إلى ضرورة وضع الأهداف الكاملة لتعزيز العملية التعليمية بالدعائم الدينية ليعيش المجتمع في سلام دائم، مع تعزيز دور الأزهر عن طريق المناهج وطرق التدريس بما يعمل على تحقيق أهداف المجتمع وإزالة الغموض والعوار وإرساء قواعد الحوار مع الآخر، مع التطرق إلى كيفية تربية النشء والأسرة على درجة التوعية والقيم الاجتماعية والإسلامية منذ نعومة الأظافر في المرحلة الابتدائية والتدرج وصولاً للجامعية التي يتم اجتذاب الشباب فيها إلى مفاهيم ليس من الإسلام في شيء.
وأضاف نجم أن مبادرة الإمام الأكبر واهتمامه بشباب الأمة العربية لتحصينهم من جماعات الإنحراف والتطرف من الأمور الجيدة التي تعكس ضرورة تدشين رؤية موحدة للمناهج العربية عن طريق أساتذة وخبراء متخصصين في التربية والتعليم الديني، ونشر الآيات القرآنية التي تحس على السلام والحوار المشترك بين الآخرين، بالإضافة إلى الأحاديث الشريفة الي تعمق التعايش مع الآخر بشكل أصيل يخدم الأهداف المجتمعية لخلق قيادات جديدة وسفراء للفكر الوسطي المعتدل.

لجنة علماء الأزهر
وأشار الدكتور عبدالرحمن أحمد أستاذ التربية الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر إلى أنه من الواجب على علماء المسلمين في كافة الأقطار العربية والإسلامية تثمين دعوة الإمام الأكبر وحنكته في طرح الرؤى التي تخلص العالم من الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى أن القضاء على الأفكار الهدامة التي انتشرت في الآونة الأخيرة يتحقق من خلال المناهج المستقيمة ومادة الثقافة الإسلامية ليعود التعليم الديني صاحب الريادة عن طريق لجنة من علماء الأزهر الشريف بما يعمق التعايش مع الآخر، خاصة أن الأزهر له سفراء ووافدين في كافة أنحاء العالم، مع استقاء كافة التعاليم الأزهرية لنشر الأخلاق الحقيقية الدالة على رحابة فكر الدين الإسلامي وغلق منابع الأفكار التكفيرية التي تنتشر كالنار في الهشيم وتتغلغل للنيل من عقول أبنائنا الصغار الذين قد يتحول بعضهم إلى دواعش جدد وجماعات متطرفة.

محـمد فـرج

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg