| 25 أبريل 2024 م

الأزهر ٢٠١٥ .. حصاد مثمر وعطاء مستمر

  • | الخميس, 14 يناير, 2016
الأزهر ٢٠١٥ .. حصاد مثمر وعطاء مستمر
- جولات أوروبية للإمام الأكبر وقوافل سلام دولية لتصحيح المفاهيم ونشر قيم التسامح والسلام

- مرصد باللغات الأجنبية لمواجهة التطرف والمفاهيم المغلوطة واهتمام خاص بالشباب

- لقاءات بالمثقفين والوعاظ وندوات لتجديد الفكر والخطاب الدينى وتطوير مناهج الأزهر

- مبادرة "الأزهر يجمعنا" لتحصين الشباب ومحاربة الأفكار الهدامة

- قرارات وسياسات داعمة للقضية الفلسطينية ورافضة للاعتداءات ومحاولات التقسيم الزمانى والمكانى



قام الأزهر الشريف خلال عام 2015م بدورٍ مهمٍ وفعَّال، وعمل دؤوب ومستمر،باعتباره أكبر مُؤسسةٍ إسلامية فى العالملنشروسطية الإسلام واعتداله وتعاليمه وقيمه السمحة، ومواجهة الفكر الإرهابى والمتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحصين الشباب، وتطوير المناهج التعليمية، والدفاع عن القضية الفلسطينية، معتمدا فى ذلك على العديد من الإجراءات الناجحة والخطط المثمرة على كافة المستويات من خلال برامجه وعلمائه ووعاظه ومبعوثيه وطلابه وقوافله، وذلك بهدف مواجهة الأفكار الشاذة التى يُروِّجها أصحاب التوجُّهات المتطرِّفة، فضلًا عن الجولات الخارجية واللقاءات المتكررة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتى عبرت بشكل واضح عن ثقل الأزهر ودوره المهم والكبير داخليا وخارجيا.
وفيما يلى استعراض لأبرز جهود الأزهر على الساحتين المحلية والدولية خلال عام 2015:

الأزهر يكافح التطرف والإرهاب
انطلاقًا من المسئولية الدينية والتاريخية والدور الريادى للأزهر الشريف، تبنى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، موقفًا واضحًا وسياسة رصينة لمكافحة كافة التيارات الفكرية المنحرفة، ارتكزت على الرفض التام والإدانة الفورية والعاجلة لكافة أشكال الإرهاب، مع التأكيد المستمر على براءة الإسلام من كل ما تقوم به هذه العصابات المنحرفة، التى تنفذ أجندات خارجية وتهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتعاليمه السمحة .
وقد أعلن الأزهر الشريف عن ملامح خطته لمكافحة الإرهاب والقوى الظلامية منذ أواخر عام 2014م، حيث أبهر العالم كله بعقد أول مؤتمر عالمى لمواجهة التطرف والإرهاب ودعا إليه ممثلين عن 120 دولة من مسلمين "سنة وشيعة"، ومسيحيين وبعض الطوائف الأخرى؛ للوقوف على صيغة موحدة ضد التطرف والإرهاب.
وخلال عام 2015 م حاول الأزهر الشريف إيصال صوته للعالم كله محذرًا من مغبة التغاضى عن خطر الإرهاب، وقام بالعديد من الجهود لمواجهته لم تقتصر فقط على الإدانات والرفض الدائم لما وصفه بالإرهاب الأسود، بل حاول الأزهر بدأب واهتمامٍ شديدين تطوير لغة الخطاب الديني، وعقد فضيلة الإمام الأكبر العديد من اللقاءات مع العلماء والساسة والمثقفين داخليا وخارجيا ليعلن للعالم كله أن الإرهاب لا دين له وبمثابة الوباء الذى ينخر فى عضد الأمة ويمزق الأوطان .
واتخذ الأزهر خطوات جادة لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية؛ فعقد الندوة التحضيرية لمؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية والتى شارَكَ فيها نُخبةٌ من كبارِ العلماءِ، وشَهِدَها جمعٌ كبيرٌ من المُفكِّرين والمُثقِّفين والكُتَّاب والإعلاميِّين بهدف الوصول إلى وضع الأسس السليمة للتجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية، كما عقد الأزهر سلسلة لقاءات مع الأدباء والمثقفين لصياغة وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الدينى.

تطوير المناهج الأزهرية
شهد عام 2015 نهضة تعليمية غير مسبوقة، حيث آتت اللجان التى شكلها الأزهر لتطوير التعليم الأزهرى ثمارها فظهرت المناهج الأزهرية لكافة المراحل التعليمية فى ثوبها الجديد بما يضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، وعمل الأزهر على عقد دورات تدريبية لطلاب ومدرسى المعاهد الأزهرية بمركز تعليم اللغة الإنجليزية بالأزهر بالتعاون مع المجلس الثقافى البريطاني، لتدريس العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية، كما قدم 20 منحة للطلاب البريطانيين لدراسة العلوم الإسلامية والعربية بالأزهر.
وفى إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة تطوير العملية التعليمية بالأزهر الشريف واصل فضيلته اجتماعاته بالمسئولين عن العملية التعليمية لاستكمال تطوير منظومة التعليم الأزهرى بما يوفر للأمة احتياجاتها من العلماء ذوى الكفاءات والعقول المستنيرة التى تستطيع حمايتها من أفكار التطرف والتشدد والغلو، ووضع إستراتيجية شاملة (طويلة – متوسطة – قصيرة) الأجل من خلال الخبراء والمتخصصين للنهوض بالأزهر الشريف تعليميا ودعويًا، وجعل العمل الميدانى هو شعار العام الدراسى المقبل، وتفعيل الأنشطة الطلابية ودعم النشاط الرياضى والثقافى للطلاب فى جميع المراحل التعليمية.
وشكل الأزهر الشريف لجانًا علمية استمرت أكثر من عام ونصف تواصل العمل فيها ليل نهار لمراجعة الكتب والمناهج الدراسية لمرحلة التعليم قبل الجامعي، حيث انتهت هذه اللجان بالفعل من تطوير جميع مناهج التعليم قبل الجامعى وتم تطبيقها كاملة بداية من العام الدراسى الحالى، ووجه فضيلة الإمام الأكبر بمراجعتها سنويا ثم تطويرها كل 3 سنوات، كما تم استحداث مادة "الثقافة الإسلامية" لتحصين الطلاب من أى فكر متطرف، فضلا عن قيام لجان متخصصة تعمل الآن على تطوير التعليم الجامعى بالأزهر.

واعظات.. ومركز للفتوى أون لاين
وفى إطار التجديد فى مجال العمل الدعوي.. لم تتوقف الدورات التدريبية للأئمة والدعاة من مصر والعالم الإسلامى، وعُقدت الدورات التدريبية للعلماء والباحثين بالجامع الأزهر وأروقته حول تجديد الفكر والخطاب الديني، وقام مجمع البحوث الإسلامية بطباعة مجموعة من الكتب التى تبرز وسطية الإسلام وتوضح حقيقته وترد شبهات الجماعات المتطرفة بعدة لغات.
واتخذ الأزهر الشريف خطوة جديدة من نوعها وهى فتح الباب أمام السيدات للعمل فى مجال الدعوة والإفتاء حيث تم الإعلان عن تعيين 500 واعظة بالأزهر، فضلًا عن الانتهاء من إعداد مركز الفتاوى المباشرة والذى سيتم العمل فيه قريبا للرد على فتاوى المواطنين عبر الهاتف والبريد الالكترونى ووسائل الاتصال الحديثة ويضم أكثر من 300 من علماء الأزهر الشريف وسيعمل على مدار اليوم دون توقف، إضافة إلى تطوير العمل بلجنة الفتوى بالجامع الأزهر والتى أصبحت تضم حاليًا مجموعة كبيرة من علماء الأزهر الشريف.

الأزهر يجمعنا .. وقوافل السلام
وفى شهر يناير ولمدة أربعة أشهر أطلق فضيلة الإمام الأكبر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة " مبادرة الأزهر يجمعنا" والتى استهدفت الوصول إلى 4000 مركز شباب فى جميع أنحاء الجمهورية، وذلك للتواصل مع الشباب وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة التى تحاول النيل من عقولهم؛ وقد تم تنفيذ الفعاليات الخاصة بالمبادرة من خلال 1169 برنامجا فى أماكن مختلفة شملت مراكز الشباب والمناطق العشوائية وغيرها فى مناطق الجمهورية التى شهدت إجراء حوارات ونقاشات بين الشباب وبين القائمين على المبادرة من علماء الأزهر الشريف.
وعلى الصعيد الخارجى، فقد قام الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين الذى يرأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بإيفاد "قوافل السلام الدولية" إلى العديد من دول العالم المختلفة فى قارات أمريكا وآسيا وأوروبا وإفريقيا لتعزيز السلم فى المجتمعات ونشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وبناء جسور الحوار والتعايش بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة وكشف زيف الإرهاب الذى يرتكب جرائمه باسم الدين الإسلامى وهو منه براء.

مرصد الأزهر .. وتجريم الإرهاب
واستمرارًا لخطة مواجهة التطرف والإرهاب.. أنشأ الأزهر الشريف مرصدًا باللغات الأجنبية لرصـد ومتابعة وتحليل كل ما ينشر عن الإسلام وتعزيز صورته الإيجابية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى ترسخت فى أذهان بعض الشباب ودعم السلم المجتمعي، والتعرف على مواقف واتجاهات الرأى العام العالمى تجاه مختلف القضايا التى تمس الإسلام والمسلمين.
كما دعا الأزهر الشريف فى أكثر من مائة بيان إدانة إلى تجريم الممارسات الإرهابية الغاشمة التى يرتكبها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، كما طالب المجتمع الدولى بتوحيد كافة الجهود للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية بكل السبل والإمكانات المتاحة؛ لتخليص العالم من شرورها وجرائمها، وحذر فضيلة الإمام الأكبر مرارًا وتكرارًا من أن خطر هذه التنظيمات الإرهابية لن يقتصر على الدول الإسلامية بل سيضرب بأوصاله فى أوروبا وأمريكا وكل مكان فى العالم، إن استمر تهاون المجتمع الدولى فى التصدى له، ولن يتوقف ذلك الإرهاب الغاشم إلا بالعمل جديا لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.

الحوار بين الشرق والغرب
فى إطار حرص الأزهر الشريف على التواصل مع كافة الثقافات، قام فضيلة الإمام الأكبر بجولة أوربية شملت إيطاليا وبريطانيا عقد خلالها الحوار الأول بين حكماء الشرق والغرب بمدينة فلورنسا التاريخية وذلك بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة للتعايش السلمى وتعزيز ثقافة السلم وقبول الآخر وإعادة الثقة بين الشرق والغرب.
كما شارك الأزهر الشريف فى العديد من الفعاليات المهمة لمناهضة العنف والإرهاب والتطرف فى شتى بقاع الأرض منها على سبيل المثال: ملتقى" متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" بالعاصمة الأردنية عمان، كما شارك بمنتدى شرم الشيخ لتحصين شباب الجامعات ضد التطرف والإرهاب والمؤتمر الدولى لمواجهة داعش بنيويورك ومنتدى فاس لمناهضة التطرف والإرهاب.

قضايا الأمة
انتفض الأزهر الشريف خلال عام 2015م دفاعًا عن القضية الفلسطينية، ولم يتردد لحظة واحدة فى إدانة الاعتداءات الوحشية المتكررة على الشعب الفلسطيني، بل انحاز انحيازًا تاما للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وأعلن فضيلة الإمام الأكبر مساندته له حتى استعادة كافة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وطالب المجتمع الدولى بسرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والقيام بتحرك عربى ودولى عاجل مستهجنًا حرق مستوطنين لرضيع فلسطينى بنابلس ورافضًا للاعتداءات المتكررة بحق المسجد الأقصى رافضا لفكرة التقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى.
كما أعرب الأزهر الشريف عن مساندته لقضية المسلمين فى ميانمار (بورما) فأدان ما يحدث بحقهم من انتهاكات، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات تمثل عارا على جبين الإنسانية، وطالب أحرار العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ المواطنين المسلمين بميانمار من الاضطهاد والتهجير الذى يتعرضون له، والضغط على سلطات ميانمار، لوقف هذه الممارسات التى تخالف كل الأعراف الإنسانية والأديان السماوية.
كما دعا الأزهر إلى وحدة الشعب العراقى بكافة مكوناته وأطيافه، وأعلن دعمه لحق الشعب اليمنى فى الاستقرار، وأشاد بالتحالف العسكرى الإسلامى لمواجهة الإرهاب داعيا إلى تشكيل تحالف فكرى إسلامى من العلماء لمواجهة الإرهاب.

لقاء مفتوح مع شباب الجامعات المصرية
وفى إطار الاهتمام الكبير الذى يوليه فضيلة الإمام الأكبر للشباب، وحرصا من فضيلته على تحصين هذه الفئة المهمة من الأفكار الهدامة، حرص فضيلته على ألا ينتهى عام 2015 إلا بإجراء لقاء مفتوح هو الأول من نوعه مع حوالى 2000 من شباب الجامعات المصرية فى احتفالية كبرى بجامعة القاهرة، تناول خلالها فضيلته أبرز القضايا والتحديات التى تواجه الشباب، إضافة إلى التعرف على آرائهم والإجابة عما يدور فى أذهانهم من تساؤلات، وتوعيتهم بمخاطر الفكر التطرف والانحراف الفكري.
ويستمر عطاء الأزهر جامعًا وجامعة بشكل متواصل خلال عام 2016 إن شاء الله تعالى..

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg