-د. عبـــاس شومــان: واثـقـــون مــن قدرتنـــا عــلى تحصــين الشـبــــاب
كتب: حامد سعد- مصطفى هنداوى
عقدت كلية الإعلام بجامعة الأزهر ملتقى الحوار المجتمعى تحت عنوان «الإعلام والشباب نحو خطاب ديني هادف»، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والمهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ونخبة من العلماء والمفكرين.
وطالب المشاركون في ملتقى الحوار المجتمعي الذى نظمته كلية الإعلام بجامعة الأزهر بقاعة الإمام محمد عبده، بعنوان «الإعلام والشباب نحو خطاب ديني هادف» بضرورة تبني وسائل الإعلام والإعلاميين لخطاب إعلامي هادف يسعى للنهوض بالمجتمع ومواجهة الأفكار المتطرفة ويحمي الشباب من الوقوع فيها، مشيدين بالفكرة العميقة التي تقف خلف فكر الحوار المجتمعي الذى يعكس الرؤى المستقبلية للوطن.
تنقية الفكر
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف يؤكد من خلال الحوارات المجتمعية التي يعقدها حضوره مع الشباب في جميع الأماكن للتوجيه والاسترشاد برؤاهم وتلبية تطلعاتهم، مضيفاً أن الحوار المجتمعي مع الشباب وضع استراتيجية محددة لتنقية الفكر الديني والقضاء على السلبيات الأخلاقية التي طرأت على المجتمع في الفترة الأخيره نتيجة انحراف البعض.
وأضاف شومان، أنه يجب تعاون الأزهر الشريف والكنيسة المصرية معا من أجل حماية الشباب، موضحاً أن تلك اللقاءات سوف تتحول إلى برامج عملية يتم تنفيذها من خلال التواصل مع جميع أفراد المجتمع خاصة الشباب، وأن الحوار مفتوح في الجلسات بهدف تطويرها وضبط الانفلات الدعوي وفوضى الفتاوى للقضاء على العشوائية التي خلفها غير المتخصصين، مشدداً على أنه يعول على تنفيذ البرامج العملية لتحصين الشباب، وأن الخطوة الفعلية بدأت من خلال مرصد الأزهر الذي يعمل ليلا نهارا للرد على الشبهات والسموم التي تبثها الجماعات المتطرفة بكل اللغات، مؤكداً أن هذه الحوارات ليست للأزهريين وإنما لجميع شباب مصر بمختلف عقائدهم نفتح فيها قلوبنا لنستمع للنقد البناء الذي يبديه الشباب والاستفادة منه.
معالجة السلبيات
وأوضح وكيل الأزهر، أن الإعلام عليه عبء كبير في توجيه الأفراد والمجتمعات، مطالباً بأن ينظر الأزهر لدور الإعلام بصفته الموجه الحقيقى فى جميع المجالات الملقاة على عاتق الإعلاميين، إذا سلكوا المسلك الحقيقي الذي يعرض هموم المجتمع وقضاياه بحيادية وموضوعية، ويبرز الإيجابيات ويعالج السلبيات، مشددا على أن مصر ستبقى، ولن يستطيع أحد من الداخل أو الخارج كسر إرادتها، وسوف يبقى الأزهر ومؤسسات مصر أقوى من أى أحد.
دور الإعلام
وقال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الأزهر يبذل جهدا كبيرا من أجل التنوير والتثقيف، مشيراً إلى أن حروب الجيل الرابع تتفنن فيها الجماعات المتطرفة بمختلف مسمياتها عبر استخدام وسائل الاتصال والوسائل، مستنكراً إصدار داعش 30 ألف رسالة ومجلة «دابق» لبث سمومهم الفكرية، مطالباً أن يكون للإعلام دور بارز للإنارة والتشويق وليس الإثارة، خاصة فى ظل الأزمات التى تعاني منها الأمة الإسلامية في الداخل والخارج.
وأضاف المفتي، أن الحرية مطلوبة ولكن ليست الحرية المطلقة التي لا رابط فيها ولا قيد عليها، بل الحرية مع المسئولية التي يعي فيها الإنسان ما له من حقوق وما عليه من واجبات يؤديها تجاه مجتمعه، خاصة أن الأمة العربية تبحر في سفينة واحدة، وأن عدم الوعي سوف يؤدي إلى إغراقها.
تنوير الشعب
وأشار المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، إلى أن الأزهر هو الدعامة الحقيقية للحوار المجتمعي، مشيدا بإقبالهم على الحوار لأن عليهم مسئولية كبيرة خاصة شباب الإعلاميين، لأنهم يملكون أدوات ووسائل كبيرة تساعدهم على النهوض بالعقل والرؤية النقدية المستنيرة التي تستند على فكر علماء الأزهر المستنيرين، مشدداً على أن الأزهر هو المرجعية العلمية والمسئول عن الدعوة الإسلامية في مصر والعالم وتنوير الشعب المصري في جميع المجالات.
وقال الدكتور عبدالصبور فاضل، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن الحوار لغة فطرية في الطبيعة الإنسانية، وإن المولى فرض الحوار من بداية الخلق، عندما حاور إبليس حول السجود لآدم، وقد فرض الحوار على الأنبياء مع أقوامهم، مشدداً على أنه مهم لإنهاء المحنة التي انتشرت فيها جماعات تدعو للعنف وتؤجج الصراعات بين الشعوب.