تقدم مجلس حكماء المسلمين بخالص التعازى إلى مصر قيادةً وحكومةً وشعباً فى ضحايا التفجير الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية، وكذلك الهجوم الإرهابى الذى استهدف عدداً من رجال الشرطة المصرية فى محيط مسجد السلام بشارع الهرم.

وأعلن «حكماء المسلمين» عن العمل على إطلاق مشروع دولى لنشر ثقافة الحوار بين الشباب وقادة الرأى الدينيين، وكذلك إطلاق منتدى عالمى للشباب ينعقد خلال العام 2017 يضم الشباب من جميع الجنسيات ومختلف الأعراق والانتماءات الدينية والفكرية، بحضور ومشاركة عدد من القيادات الدينية فى العالم، وذلك للتحاور بشأن إصدار «مدونة تصحيح للمفاهيم المغلوطة لدى الشباب» يتم تعميمها بجميع اللغات.

جاء ذلك فى ختام الاجتماع الدورى التاسع لمجلس حكماء المسلمين الذى عقد برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، فى العاصمة الإماراتية أبوظبى. وفيما يلى نص البيان الختامى للاجتماع الدورى التاسع لمجلس حكماء المسلمين:  «إنه فى يوم الثلاثاء 14 ربيع الأول 1438 هـ الموافق 13 ديسمبر 2016 عقد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، الاجتماع الدورى التاسع لمجلس حكماء المسلمين.

بداية، يتقدم مجلس حكماء المسلمين بالتهنئة للمسلمين فى جميع أنحاء العالم بمناسبة ذكرى مولد النبى الكريم محمد ، نبى الرحمة والسلام، داعياً جموع المسلمين إلى التأسى بأخلاق النبى الكريم، والتمسك بسنته والاقتداء بسيرته العطرة ، مؤكداً أن الأمة الإسلامية فى أشد الحاجة إلى الاقتداء بالنبى  فى الرحمة والإخاء والتسامح والعفو والصفح الجميل، مصداقاً لقوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (سورة الأنبياء، 107)، سائلاً المولى -عز وجل- أن ينعم على الأمة العربية والإسلامية بالأمن والسلام والرخاء والاستقرار.

وفى ختام هذا الاجتماع يؤكد مجلس الحكماء على ما يلى:

أولاً: يتقدم مجلس حكماء المسلمين بخالص التعازى إلى جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعباً فى ضحايا التفجير الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية فى محيط الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية، وكذلك الهجوم الإرهابى الذى استهدف عدداً من رجال الشرطة المصرية فى محيط مسجد السلام بشارع الهرم يوم الجمعة الماضى، وكذلك ما يحدث من استهداف لبعض رجال الجيش والشرطة فى سيناء من هجمات تقف وراءها يد الإرهاب الغادر. هذه الحوادث التى تدمى قلوب محبى السلام والساعين إليه فى جميع أنحاء العالم، الذين تألموا كثيراً جراء ما تخلفه هذه الأعمال الإرهابية الآثمة من مشاهد للضحايا مؤلمة ما بين قتلى وجرحى، الأمر الذى يؤكد خسة ودناءة مرتكبيه.

ثانياً: إننا وإذ نعلن أن تعاليم الإسلام السمحة، وجميع الأديان السماوية، ترفض بشدة هذا العمل الإجرامى الجبان، فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع أهالى وأسر الضحايا وكذلك دعمنا للإجراءات التى تتخذها السلطات المصرية فى مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتى استئصاله من جذوره، مؤكدين على ثقتنا فى قدرة مصر بتاريخها العريق على دحر قوى الشر والإرهاب.

ثالثاً: إنه وفى ظل استشراء أعمال العنف والإرهاب شرقاً وغرباً باسم الدين وهو منها براء، فإن مجلس حكماء المسلمين يعلن عن العمل على إطلاق مشروع دولى لنشر ثقافة الحوار بين الشباب وقادة الرأى الدينيين وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية العالمية للتأكيد على تحريم الأديان السماوية للعنف وجرائم الكراهية والإرهاب، فى أى مكان تحدث، ومن أى جانب كان.

رابعاً: يقوم هذا المشروع على تعميق التواصل الفعال بين قادة الرأى الدينيين والشباب، وإيجاد قنوات للتواصل الفعال بينهم للإجابة على تساؤلاتهم وما يدور فى أذهانهم من أفكار ترتبط بالعنف والإرهاب، وذلك من خلال:

إطلاق منتدى عالمى للشباب ينعقد خلال العام 2017 يضم الشباب من جميع الجنسيات ومختلف الأعراق والانتماءات الدينية والفكرية، بحضور ومشاركة عدد من القيادات الدينية فى العالم، وذلك للتحاور بشأن إصدار «مدونة تصحيح للمفاهيم المغلوطة لدى الشباب» يتم تعميمها بكافة اللغات وتتبناها المؤسسات الدينية المختلفة، مع الاستفادة بالتجربة التى يقوم بها مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية فى تفكيك الفكر المتطرف.

تدشين حملة تعريفية بصحيح الدين الإسلامى باللغات المختلفة تحت عنوان «الإسلام.. دين السلام» على مواقع التواصل الاجتماعى وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف وجميع المؤسسات الدينية المعنية.

إطلاق موقع للحوار بين الشباب وقادة الرأى الدينيين بمختلف اللغات على شبكة الإنترنت يحمل اسم «مساحة للحوار».

تواصل وتكثيف جهود قوافل السلام التى تسعى لنشر ثقافة التعايش المشترك والسلام فى جميع أنحاء العالم.

خامساً: يتابع مجلس حكماء المسلمين بقلق بالغ الوضع الإنسانى فى مدينة حلب السورية خاصة فى ظل ما تتناقله وسائل الإعلام عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وسط مشاهد مفزعة لجثث القتلى والخراب والدمار الذى حل بالمدينة.

ويدعو جميع القوى الفاعلة على الأرض للعمل على حماية المدنيين، كما يطالب المنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين المسالمين الذين يعانون من وضع مأساوى كارثى صحياً وغذائياً وأمنياً.

سادساً: يعلن مجلس حكماء المسلمين استنكاره لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلى منع رفع الأذان فى مساجد القدس وغيرها، والاستيطان، فليس للدولة المحتلة أن تغير الأوضاع الثقافية والدينية والديموغرافية، ويحيى مجلس الحكماء الكنائس التى قامت برفع الأذان تضامناً مع المسلمين لضمان حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.

سابعاً: انطلاقاً من دور مجلس حكماء المسلمين فى مساندة قضايا الأمة، ونظراً للأوضاع المأساوية التى يعيشها مسلمو الروهنجا فى ماينمار، فقد قرر مجلس الحكماء استضافة عدد من الشباب ممثلين عن الديانات المختلفة وبعض القادة المؤثرين فى الرأى العام فى ماينمار خاصة مناطق النزاع، وذلك للحوار والوقوف على أسباب النزاع ودراسة الحلول المقترحة.

ثامناً: استعرض أعضاء مجلس حكماء المسلمين الجهود التى تم القيام بها خلال عام 2016، كما ناقش الأعضاء خطة عمل المجلس خلال عام 2017 والتى ركزت على:

استمرار قوافل السلام التى يقوم بإيفادها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف إلى جميع قارات العالم، بهدف نشر قيم التعايش والسلام.

عقد مؤتمر صحفى عالمى مطلع العام 2017 للإعلان عن خطة عمل المجلس خلال العام المقبل.

تاسعاً: يعرب مجلس حكماء المسلمين عن خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعباً، على استضافة الاجتماع الدورى التاسع لمجلس حكماء المسلمين الذى يتخذ من العاصمة «أبوظبى» مقراً له، مثمنا الدور الذى تقوم به دولة الإمارات فى إرساء قيم التعايش والسلام بالتعاون مع أشقائها فى جميع أنحاء العالم العربى والإسلامى.. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل».