| 29 مارس 2024 م

ندوة عن الفرق الضالة حديثا وسبل مواجهتها في كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق

  • | الأحد, 25 ديسمبر, 2016
ندوة عن الفرق الضالة حديثا وسبل مواجهتها في كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق

نظمت كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق ندوة «الفرق الضالة حديثا وسبل مواجهتها» ضمن موسمها الثقافى؛ لتوعية الطلاب بمخاطر الانجرار خلف أفكار هذه الفرق.. حيث قال الدكتور عبدالغنى الغريب طه، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بالكلية، إن السمات التى رسمها العلماء، للفرق الخارجة والمنشقة عن جماعة المسلمين منها: جهل أئمتهم، وعدم رسوخهم فى العلم،  واتباع الهوى، والحكم بالظن. وترك المحكم، واتباع المتشابه، والتردد بين الغلو، والتفريط فى دين الله.

مؤكدًا أن الإسلام دعا إلى وحدة الأمة، واعتبارها فريضة، وضرورة على كل مسلم، ونجد آيات القرآن الكريم تدعو إلى وحدة الأمة واجتماع الكلمة «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا « وحبل الله هو القرآن الكريم وما احتوى عليه من أوامر ونواه، فهو طريق الوحدة، وعليه يجتمع المسلمون وبه يتحدون، لا بجنسيات وقبليات يسيرون وراءها، ولا بمذاهب يبتدعونها ولا بسياسات يخترعونها. قال تعالى:  «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ».

لافتاً إلى أنه حينما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين الصحابة يزيل أسباب الخلاف، ويوضح للناس ما خفى عليهم من أمور الدين، ما وجدنا مجالاً للرأى أو الهوى، أو التعصب، الذى يؤدى إلى الخلاف، لأن الرسول كان حارسًا لوحدة الأمة، وسدًّا منيعًا، أمام تفرقها، وتحزبها، واختلافها، حتى لحق بالرفيق الأعلى، وترك أمته على المحجة البيضاء، والعقيدة الصافية، لا يزيغ عنها إلا جاحد أعمى الله بصره وبصيرته.

موضحًا أسباب ظهور الجماعات الإسلامية، فى مصر فى نوعين من الأسباب: أسباب أساسية، وأسباب فرعية . والأسباب الأساسية تتمثل أولا: فى انحراف الفطرة بفعل شياطين الإنس، والجن، ولكنها لا بد أن تأتى لحظة تعود إلى طبيعتها، حيث ينكشف غطاء الانحراف، ويعود الإنسان إلى ربه. ثانيًا: تقدير الله وتعهده بحفظ دينه «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» ومهما حاول المنحرفون، أن يميتوا فى الناس هذا الدين، فإن وعد الله قائم، وقدره غالب «وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ». ثالثاً أن الإسلام نظام متكامل، ومنهج حياة، وليس مجرد عقائد ساكنة، أو مجرد شعور وجدانى، فى الضمير، لا بد له أن يتحقق كواقع عملى فى حياة الناس، ومن هنا كانت المناداة بعودة الإسلام، كنظام يحكم حركة الحياة «مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ». أما الأسباب الفرعية فهى: فشل المشاريع العلمانية والتغريبية التى طبقت على المنطقة العربية لعشرات السنين، ثم الهزيمة المرة التى حاقت بالأمة العربية، وهذه النكسة التى حطمت أمل جيل بأكمله، وغيبته عن دينه. منبهًا إلى أن الأسباب التى يطرحها الماركسيون من قبيل الأوضاع الاقتصادية ومشاكل الإسكان والمواصلات والجهل والفقر وغيرها من الظروف المادية، فهى مردود عليها بأن هناك حركات إسلامية نشأت فى دول غنية لا تعانى مثل هذه الظروف المادية، ومن علماء النفس من أرجع ظاهرة الجماعات الإسلامية إلى الفراغ النفسى، وهو تفسير متهافت، لأن معظم قادة هذه الجماعات، كانوا على قدر عال من الثقافة والوعى، بل كان لمعظمهم اجتهادات فكرية، أعجزت بعض المتخصصين.

ثم تناول نشأة جماعة التكفير والهجرة، مبينا أنها نشأت على يد المهندس شكرى أحمد مصطفى، والذى بدأ نشاطه عضوًا بتنظيم الإخوان المسلمين، ثم اعتقل فى عام 1965 ضمن مجموعة الشيخ سيد قطب، وداخل المعتقل رأى من وجهة نظره ما يتعرض له الشباب، مما انعكس على أفكارهم وسلوكهم. وراح شكرى يتساءل عن حقيقة هؤلاء الذين يمارسون هذا السلوك، هل هم مسلمون أم كافرون؟ وانتهى من تساؤله إلى الحكم عليهم بالكفر، ثم وجه السؤال إلى الحاكم وحكومته، وانتهى به الأمر إلى تكفير الحاكم والحكومة، ثم اتجه إلى المجتمع، والناس، الذين رضوا بحكم الكافر لهم ولم يكفروه، ولم يخرجوا عليه هل هم مسلمون أم كفار؟ وانتهى إلى الحكم على المجتمع كله أفرادًا ومؤسسات بالكفر، واجتمع حول شكرى ما يقرب من ثلاثة عشر شابًا، كوَّن منهم جماعة جديدة، أطلق عليها (جماعة المسلمين)، وبعد خروجه من المعتقل عام 1971 نشر مذهبه بين الشباب، مستغلاً حالة الفراغ الدينى، فى الجامعات، حيث كانت بدايات ظهور الجماعات الإسلامية، وبدأ شكرى ينتشر بصورة سريعة، خاصة أنه قد أسس الفكرة تأسيسًا نصيًا من الكتاب، والسنة، خاصة أن الشباب الجدد لم يكونوا على علم يؤهلهم لإدراك العلاقة بين الدليل، والمدلول، حتى يكتشفوا الأخطاء التى وقع فيها شكرى مصطفى، ولم يكن منهجه يسمح لأحد بأن يخالف الرأى، وإنما كانت قضيته السمع، والطاعة، من القضايا التى يتلقاها العضو، عند التحاقه بالجماعة التى حصرت الإسلام فيها، وكفّرت كل من بلغه دعوتها، ولم ينضم إليها.

موضحًا أن الجماعة فى عام 1977 دخلت فى سجال مع بعض علماء الأزهر، وخاصة «الشيخ محمد حسين الذهبى» الذى كتب كتابًا يشرح فيه أخطاءهم، وقد حدث بعد ذلك، أن خطف الشيخ الذهبى من منزله، وقتل، فاتهمت الجماعة بقتله.

فيما تناول عقيدتهم، وفكرهم برفضهم المذاهب الفقهية الأربعة، لأن الشأن فى كل مسلم فى جماعتهم، أن يكون مجتهدًا، حيث عرفوا جماعتهم بقوله: «إن جماعة المسلمين جماعة واحدة، لها أمير واحد، سندها الكتاب والسنة، وكل مسلم فيها مجتهد». ثانيًا: رفضوا مصادر التشريع الأخرى، وجعلوها من صور، ومظاهر التقليد، الذى هو كفر. ثالثًا: ردوا الإجماع، بحجة أنه مستحيل التحقيق. رابعا: أن القرآن قطعى الثبوت من الناحية العملية، ولكنه ليس قطعيًا من الناحية النظرية، لأن طريق نقله هو التواتر، ومعناه نقل الخبر عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب من الناحية النظرية العقلية، وهذا ما يجزم باستحالة أن نجد له حدًّا لا من الناحية النظرية العقلية، ولا من الناحية النفسية. خامسًا: - أن تقديم القرآن على السنة فى الاستنباط، بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. سادسًا: لا دين عند جماعة المسلمين، إلا دين الكتاب والسنة، ولا نؤمن بالأصنام المعبودة من دين الله، وأولها صنم الأئمة المتبعين بغير سلطان من الله.

مضيفًا أن هذه الجماعة وقعت فى خطأ منهجى وهو قضية التكفير، الذى أوقعها فى سلسلة من الأخطاء العلمية، والحركية، والشرعية، ويتمثل هذا الخطأ فى المنهج الذى رسموه لأنفسهم، وهو الربط بين الوسائل التى استخدمها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فى إقامة الدين، وبين الغايات، وزعمهم أنه ليس لأحد أن يجتهد فى هذه الوسائل تبعًا لظروف كل عصر، ومن هنا عاشوا فى الماضى، واعتبروا أنفسهم فى مجتمع مكة الجاهلى، وبالتالى عليهم أن يقتفوا أثر المسلمين الأوائل فى معاملاتهم مع المشركين، وهجرتهم من مكة، وتوقفهم عن تطبيق الأحكام الشرعية، إلى أن يهاجروا إلى المدينة ويقيموا دولتهم.

 مختتماً محاضرته بالإعلان عن سبل الوقاية، من هذه الفرق الضالة قائلا: لا بد من تقوية دور الأزهر، لأنه معقل الوسطية بحق، وهو المعهد الوحيد الذى يدرس الرأى والرأى الآخر، منذ نشأته، ولا توجد فى مناهجه منذ بدايته أحادية التفكير، أو التعصب لمذهب، أو حتى الدعوة إليه.

عاصم شرف الدين

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg