| 26 أبريل 2024 م

كلية القرآن الكريم بطنطا تنظم ملتقى "الإقراء بين الواقع والمأمول"

  • | الأحد, 25 ديسمبر, 2016
كلية القرآن الكريم بطنطا تنظم ملتقى "الإقراء بين الواقع والمأمول"

عقدت كلية القرآن الكريم بطنطا، جامعة الأزهر، الملتقى العلمى الأول تحت عنوان «الإقراء بين الواقع والمأمول» بحضور الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد أبوزيد الامير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور محمد أبوهاشم نائب رئيس الجامعة للوجه البحرى، والدكتور سامى هلال عميد كلية القرآن الكريم بطنطا، والدكتور محمد حسين المحرصاوى عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر وعدد من عمداء كليات الجامعة، وشيوخ معاهد القراءات، والأساتذة والمقرئين. 

من جانبه قال عميد الكلية: إن هذا أعمال الملتقى امتداد لمسيرة علمية، بدأتها الكلية فى مؤتمرها الأول حول الإعجاز العلمى فى القراءات والمصطلحات القرآنية، الذى يهدف إلى النهوض بالمؤسسات التعليمية، ممثلة فى المعاهد الأزهرية الحكومية، والأهلية، لأن المؤتمر يحرص على مناقشة ما يسمى بعوائق التعليم القرآنية، والبحث عن طرق علاجها، وكذلك ما هو على الساحة القرآنية، بما يسمى بموضوع الإجازة القرآنية، مؤكداً أن فكرة هذا الملتقى نبعت من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حينما كلفه ببحث إيجاد السبل لكيفية النهوض بالعملية القرآنية، والتعليمية، فى المعاهد الأزهرية، وكلية القرآن الكريم، وكانت توجيهات فضيلة الإمام الأكبر فى كلمة موجزة. «إما أن تكون كلية القرآن الكريم الأولى والا..» ادراكاً، ورغبةً، من فضيلته فى تحسين، وتطوير، روافد الكلية، من معاهد القراءات، ومن أجل ذلك قمنا بالتنسيق، مع قطاع المعاهد، لوضع تصور للنهوض، بمعاهد القراءات.

وقال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر إن الله تعالى ميز هذه الأمة، بأن اختار لسانها، لغة خاتم الرسالات، دون باقى الألسنة، التى كانت تزيد على ألف لسان، وقت تنزيل الذكر الحكيم، وهذا وحده من الحق تبارك وتعالى يعد شهادة عظمى، على عظمة هذه اللغة الشريفة، حينما تنزلت بها، خاتمة الرسالات، وحينما انطلق بها لسان خاتم المرسلين، مؤكداً أن الاقراء فى امتنا، مما يفردها، عن سائر الأمم، ومما يفرد دين الإسلام، عن بقية الأديان السماوية، فلم يكن عندهم اقراء، ولا سند متصل، فى الكتب المنزلة، لذا حينما خلت الأديان السماوية الأخرى، من هذا الطريق الوثيق، فى نقل كلام الله عز وجل، حُرفت الكتب السماوية الأخرى. لافتاً إلى أن انصراف المستشرقين للطعن على السند، لا لشىء، إلا لأنه طريق توثيق النقل وحده، وهو الذى يؤكد على قدسية القرآن الكريم، وأنه كلام الله تعالى، فإن التوراة لم تدون إلا بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام بألف سنة، وكتبت التوراة، بغير اللغة التى انزلت بها، ومعلوم أن النقل من لغة إلى أخرى، يتصرف فيه، فى المعانى، وفى الالفاظ وفى كل شىء، بل اننا نجد أن احبار بنى إسرائيل، يقولون إن التوراة، بوصفها الحالى، تحمل خبرة عشرة قرون، ممن تناقلوها، وهم لم يستحوا من ذلك، حينما يعترفون، أنهم بدلوا، وأضافوا إلى كلام الله تعالى، من كلام البشر، وغيروا.

موضحاً حقيقة طعن المستشرقين، على القراءات القرآنية، وزعمهم أنها عمل بشرى، واجتهادات من الصحابة، ومن تبعوهم، وهو امر مردود عليهم بطرق كثيرة، لكنها الصورة الذهنية، فى العقل الغربى، وعن القراءات القرآنية، وكذلك قولهم بأن القرآن الكريم نص مقدس، وانا ضد من يطلق كلمة نص على القرآن الكريم، لآن كلمة نص تجره إلى باقى النصوص البشرية، وعلى هذا فنحن حينما نعقد مثل هذا المجلس المبارك، فى هذه الكلية المباركة، وبحضور العلماء الكرام، والممارسين للإقراء، عملاً، والدارسين له، دراية، ورواية، انما نعلن لله ت بارك وتعالى، ونقول له يا رب وفقنا لخدمة كتابك، فخدمة كتابه شرف لكل خادم، وفى هذه المناسبة، ادعو الله تعالى أن يوفقنا، أن نفتتح كلية للقرآن الكريم، أو فصولاً للسيدات، على غرار تلك الكلية. 

فيما قال الدكتور محمد أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، فى كلمته التى القاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن علم القراءات، من العلوم المتصلة بأشرف الكلام، وهو القرآن الكريم، وفى مدارسته، وحفظه، حفظ لكتاب الله تعالى، واتقان له، ومزيد فهم لمعانيه، وعلم بالأحكام، وصيانة له من التحريف، والتلاعب، مؤكداً قيام الأزهر الشريف بمسئولياته الشرعية والوطنية والإنسانية، بمواجهة الأفكار المنحرفة، والمفاهيم الخاطئة، مواجهة علمية دقيقة، لذا كان حرص الأزهر الشريف على القيام بدوره الرائد فى سبيل الحفاظ على القرآن الكريم، والاهتمام، والعناية بعلومه، وقراءاته، محلياً وإقليمياً وعالمياً، خاصة مع حرص معاهد القراءات على تدوين القرآن الكريم، بقراءاته المختلفة وحرصه أيضاً على الحفاظ عليها، واستمرارها، مع مراعاة الضوابط، التى يتمسك بها الأزهر الشريف، مؤكداً أن هذه الضوابط، لم ولن يتساهل فيها، ومهما كلفنا العمل على تمكين تلك الضوابط، فإننا سنطبقها، واهمها التمسك بحفظ القرآن الكريم، وتعاهد هذا الضابط باستمرار، وعدم التساهل مطلقاً، فى سبيل تحقيق ذلك، كذلك التمسك بحفظ متون القراءات، ودراستها دراسة جيدة، وخاصة «الشاطبية، والطيبة، والدرة». إذ لا يليق بنا، وأزهر مصر هو معلم الجميع فى العالم بأسره، أن يتخرج طالب من أزهر مصر، وكلية القرآن الكريم، وهو غير متقن لعلوم القراءات. موضحاً عمل مؤسسة الأزهر الشريف، الجاد، والدؤوب، فى تطوير مناهج القراءات. موضحاً حرص فضيلة الإمام الأكبر على تطوير، وتربية، وتأهيل النشء، على صحيح الدين، حيث قام فضيلته باستحداث مقرر الثقافة الإسلامية لطلاب الشهادة الاعدادية الأزهرية، وطلاب الصف الأول الثانوى، إذ لا يخفى على احد، ما يمر به العالم، فى الآونة الأخيرة، من انحرافات فكرية، واضطرابات نتج عنها ممارسات خاطئة، وظواهر مخزية، كالتكفير، والإرهاب، والعنف، والقتل، والتفجير، والالحاد، وغير ذلك مما يهدد السلم العالمى.

وأكد د.الأمير أن قطار التطوير وصل إلى معاهد القراءات، لنؤكد بذلك أن خطة التطوير كاملة وشاملة لكافة المراحل التعليمية، بل والمناهج الدراسية، بحيث تخاطب المسلمين وغير المسلمين، داخل مصر وخارجها، فنحن لدينا إصرار كبير، على توعية المسلمين بحقيقة دينهم، وأهدافه النبيلة، التى نفخر بها، كما نحرص على التواصل بغير المسلمين، عبر كافة أنواع الاتصال الحديثة، وبخطط مدروسة، لتصحيح الصورة المغلوطة، الملصقة بالإسلام، كذلك أيضاً اظهار القيمة الإنسانية للإسلام، التى يدعو الأزهر العالم اجمع، لاكتشافها والافادة منها.

فيما ألقى الدكتور محمد حسين المحرصاوى عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر كلمة نيابة عن لجنة تطوير القراءات، قال فيها إن الله تعالى خلد العربية، وشرفها، عن سائر اللغات، بأن جعلها لغة خاتم الكتب، وجعلها لغة رسوله الكريم خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، بل جعلها لغة اهل الجنة كما ورد فى بعض الآثار وجعل القرآن الكريم، مادة قوية لحفظ القرآن الكريم، فقال تعالى {انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} والذكر هو القرآن الكريم، ولا يكون القرآن قرآناً، إلا أن كان باللغة العربية، اما الموجود فى العالم من ترجمات، فهى ترجمات لمعانى القرآن، لا تصح الصلاة بها، ولا تصح العبادة بقراءتها، ومن هنا تأتى أهمية اللغة العربية، موضحاً مهمة كلية القرآن الكريم وهى الاضطلاع بحفظ القرآن الكريم، وحفظ قراءاته المختلفة، وعلومه المعروفة، ومن هنا أيضاً اتى اهتمام فضيلة الإمام الأكبر، بهذه الكلية نظراً لأهميتها.

فيما طالب الدكتور محمد أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى، ببحث مسألة البعد المكانى، بين الطلاب، ومعاهد القراءات، لأن هذا الأمر مشكلة كبيرة، تتسبب فى ضياع الوقت ولا تساعد الطلاب، على القدرة فى المواظبة لحضور الدراسة، وهذه قضية مهمة، لا بد من النظر فيها امتثالاً لرغبة الإمام الأكبر فى تطوير العملية التعليمية فى معاهد القراءات، حتى تصبح رافدا قوياً، لتلك الكلية المباركة. 

وتناول الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس دور المؤسسات الأهلية فى حفظ القرآن الكريم، والاقراء، قائلا إن كانت معاهد القراءات، هى الروافد الأساسية، لكلية القرآن الكريم، فان المؤسسات الأهلية، هى الروافد الأساسية، لتغذية معاهد القراءات، والدعم العلمى، لهذه المؤسسات الأهلية، هو دعم لمعاهد القراءات، ودعم لكلية القرآن الكريم أيضاً.

فيما تناولت الدكتورة اعتماد عبدالصادق عميد كلية البنات الإسلامية ممثلة عن المجيزين، فوضى الاجازات، ومنحها بدون ضوابط، وما يجب أن تكون عليه تلك الضوابط، من صحة فى الضبط، واخلاص للنية، من المعلم والمتعلم، ومن المقرئ ومن القارئ، فليتنا نتمسك بالأسانيد الصحيحة، مؤكدة أن ثمن الاجازات المبالغ فيه، حقيقة وليس ظناً، وأصبح امرا غير مقبول، خصوصاً ممن يخدم كتاب الله تعالى، وما يحدث من وجود الاجازات، على وسائل التواصل مثل اليوتيوب، وإسكايبى، امر لا بد وان يضبط، بلقاء الشيخ، مراراً، وتكراراً، حتى يتم التأكد من صحة السند عنده.

فيما أكد الدكتور فهد الموسى من المملكة العربية السعودية أن ملتقى الاقراء بكلية القرآن الكريم، والقائمين عليه، بدءاً من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقيادات الجامعة، وقطاع المعاهد، واساتذة القراءات، لحدث جلل، وعظيم، ولا يمكن أن تقدم مصر الأزهر، أقل من هذا فى خدمة كتاب الله تعالى، وعلومه، لافتاً إلى أن وجوده مدعوًّا، فى وسط هذا الجمع من علماء الأزهر، امر يشعره بالفخر، والاعتزاز، لوجوده بين الاكابر من علماء الامة الأزهريين، وهذا بعض الحق لعلماء الأزهر على المملكة العربية السعودية، فعلماء الأزهر الاصل فى العالم الإسلامى كله، وما دونهم هو الفرع، فى أى مكان كائناً ما كان، ولهذا السبب وحده، أكد أنه جاء مجدداً للعهد، وتأكيداً للعرفان، وحفظاً للجميل، لأنه وزملاءه تعلموا على ايدى علماء الأزهر، موضحاً أنه تخرج فى جامعة الإمام محمد بن سعود، لكنه تعلم فيها، على ايدى مشايخ أزهر مصر المباركة.

 عاصم شرف الدين 

محمد الجزار

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg