| 25 أبريل 2024 م

رئيس تحرير صوت الأزهر يكتب "7 أيام": الغزالى يرد على أهل "الهوى" الفضائى

  • | الإثنين, 2 يناير, 2017
رئيس تحرير صوت الأزهر يكتب "7 أيام": الغزالى يرد على أهل "الهوى" الفضائى

.. ولو رفضنا السنن بعد ذلك الفحص العلمى العادل لوجب أن نرفض التاريخ الأدبى والسياسى لساسة الدنيا وقادتها وشعرائها وفلاسفتها، ولوجب أن نطرح آثارهم كلها.

السبت:

الآن فهمت.. فقد قرأت من زمااان الحديث الشريف: «حدثوا الناس بما يطيقون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله».. ولم أفهم.. الآن فهمت مرامى من لاينطق عن الهوى، بعدما شغل أحدهم العوام بكلام ظاهره الرحمة وباطنه الخراب، وقبل أن أفتح فمى أجلس مستمعًا فى حضرة العلامة الشيخ محمد الغزالى وهو يقول: «إن السنة النبوية لأنها موطن التفصيل يجب أن نحتاط فى دراستها، فكم من أحاديث صحيحة ينبغى عدم شغل العوام بها لأنهم لن يستفيدوا منها وقد يضيرهم العلم بها.. إن دارس الطب قد يمكث خمس سنين فى تحصيل ثروة طائلة من المعارف الصحية ومن طبائع الأدواء والأدوية، أفتظن هذا القدر الواسع من الدراسة يفتقر إليه الجمهور أو يحتاج إليه كل فرد فى حياته العامة؟ كلا، كلا. حسب الناس أن يعرفوا جملة من النصائح الطبية المحدودة وأن يزودوا، إذا اقتضت الضرورة، بمزيد من الإيضاح فى تحصين أنفسهم ضد مرض وافد.. والحال كذلك بالنسبة إلى السنن.

إن هناك مئات الأحاديث فى الرقاق، والقدر، والفتن، والتوبة وغيرها لايفيد العامة من دراستها شيئا، ولاطاقة لهم على إدراكها لأنها قيلت فى نطاق معين ولظروف خاصة، ولعل ذلك سر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثوا الناس بما يطيقون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله»، إن شحن الأذهان بهذه الأحاديث - كما يفعل القاصرون من الوعاظ والقصاص - مع خلو النفس من الأسس القرآنية الأصيلة لا يُكوّن مسلمًا متوازن القوى صائب الاتجاه».

ويمضى العملاق الغزالى قائلا: «والحق أن الوضاعين والمتساهلين روجوا عن رسول الله ما لم يقله، ولكن الحق أيضًا أن أحدًا من العظماء لم تغربل آثاره بموازين أدق مما صنع علماء المسلمين مع نبيهم، ولو رفضنا السنن بعد ذلك الفحص العلمى العادل لوجب أن نرفض التاريخ الأدبى والسياسى لساسة الدنيا وقادتها وشعرائها وفلاسفتها، ولوجب أن نطرح آثارهم كلها، بل إنها أحق بالإنكار من التراث الدينى لنبى الإسلام، فإن طرق الإثبات هنا أقوى من طرق الإثبات فى أى مجال آخر مما تواضع الناس على قبوله!».

انتهى العملاق الغزالى من كلمته البصيرة، فحق لمثلى أن يتكلم: أبجديات التدين، والأخلاق والوطنية، والمهنية الإعلامية تتفق على أن الحريص على تقدم وأمان وطنه لا يثير الغبار الفكرى فى الطريق العام، بل يذهب لأهل الذكر -أصحاب الاختصاص-  ليطرح عليهم ما يراه صوابا لخدمة دينه ووطنه، يناقشهم فى مجالس علم، لا مجلس فضائى، يحددون محاور الجلسة، ويستعدون لها بأبحاثهم، ثم تأتى المناقشات العلمية الرصينة، أما الزعيق الفضائى فقد يصيب مناظرك بالصمم الفكرى لأنه على الهواء فى مبارزة أُعد لها على نار هادئة، أما العامة فأكيد سيعانون من «حول» فى الفهم؛ لأنك تحدثهم بمنطق «نص الكوب»، ونصوص تتجاوز قدرتهم اللغوية والعلمية.

قناعتى أن ليس كل ما يُعرف يُكتب، وليس كل مايكتب ينشر، هذا فى الصحافة، أما فى الفضائيات، فإن إثارة قضايا تمس الدين يجب ألا يتم تناولها كما يتم تناول أزمة المرور مثلا أو كأنها خناقة بين طرفين.. يبقى سؤال يطاردنى: هل من فقه الأولويات، بل من المصلحة الوطنية فى هذا التوقيت بالذات، الذى تحتاج فيه مصرنا تجنيد كل قوانا للبناء.. هل من الحكمة فى هذا التوقيت.. طرح قضايا زنا المحارم، والمهدى المنتظر، والتشكيك فى أئمة أهل السنة والجماعة؟!

الأحد: من يجرؤ على الكلام؟

أمسك التلميذ بورقة الأسئلة، وما إن وقعت عينه على السؤال حتى ملأ قلمه من محبرة الغل، وأطلق وابلا من الكلمات الإرهابية على صدر السطور كانت كافية لحصوله على الدرجة النهائية! كان السؤال فى امتحان اتمام المرحلة الابتدائية بإسرائيل: طبقا لتعاليم (سفر يشوع).. ماذا تفعل لو دخلت قرية فلسطينية؟ ولأن (سفر يشوع) هو سفر القتل والدماء كان طبيعيا أن تكون الإجابة النموذجية التى وضعتها وزارة التربية الإسرائيلية: أدمرها على من فيها! ونجح التلميذ النجيب وانتقل إلى مرحلة دراسية أعلى، لكنه هذه المرة لم ينتظر امتحان آخر العام، حتى يتعطف عليه سؤال عابر ويطفئ لظى دمويته، فالمنهج كله كان فكرًا دمويًا، فقد قرأ التلميذ فى كتاب الدين الذى هو مادة أساسية فى إسرائيل طبعًا أن الصفحة الرابعة والثمانين من التلمود جاء فيها بالنص: (اقتل الصالح من غير الإسرائيليين ومحرم على اليهودى أن ينجى أحدًا من باقى الأمم من الهلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها) وقرأ أيضاً: (احرق كل أخضر، لوث كل طاهر، احرق كل أخضر كى تنفع يهوديا بفلس).

وفى التلمود تم تحريز الآيات: «إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله».. وتم ضبط هذه العبارة فى كتبهم المقدسة «انه لا يدخل الجنة إلا اليهود.. أما الجحيم فهو مأوى الكفار»..  يعنى اليهود هم المؤمنون وباقى خلق الله.. لا مؤاخذة.. وفى كتابهم المقدس «الكنز المرصود»، تم ضبط جريمة فكرية «إنه إذا ضرب أممى من ليس يهوديا إسرائيليا فالأممى يستحق الموت».

المسلم والمسيحى يستحقان الموت بنصوص تلمودية مقدسة لدى إسرائيل.. فهل يجرؤ كائن فضائى على الكلام؟!

الإثنين: فقه المعاملات لا العبادات

قال لى وهو يحاورنى: إذا تركنا صلب الإسلام ووقفنا عند هوامشه؛ نكون قد أضعنا العمر وراء وهم لا يخدم ديننا؛ لأننا نركز اهتمامنا على شكل العبادة وليس حقيقتها، واعلم ياصديقى أن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يشغلوا أنفسهم بمثل هذه الأمور، فها هو ابن عباس (رضى الله عنهما) يقول: (ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله ما سألوه إلا ثلاث عشرة مسألة حتى قبض) تعلم لماذا؟ لأنهم كانوا يدركون جيدا يسر الإسلام وسماحته وسمعوا رسول الله يقول (وبعثت بالحنيفية السمحة) فأخذوا الدين بيسر فانشغلوا بحقيقة العبادة لا بشكلها.

لقد تمنيت أن ينشغل علماؤنا ومفكرونا وباحثونا بالتجديد فى فقه المعاملات لا فقه العبادات فنحن فى حاجة لاجتهادات فى فقه المعاملات، تمنيت أن تنشغل الفضائيات بالبحث والإجابة عن سؤال مزمن: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم، ولماذا يصرخ فينا أطفال سوريا والعراق وفلسطين واليمن وبورما.. يصرخون فى ضمائرنا: واإسلاماه، وأكثر من مليار و700 مليون مسلم لا يتحركون.

الثلاثاء: الجميلة والطيبة

«المرأة الجميلة ليست دائما طيبة ولكن المرأة الطيبة دائما جميلة» الحكيم الفرعونى «كاجمنى»

الأربعاء: أنا والوسادة

قالها أبى، ومضى.. ثم فى اليوم التالى، أعادها بحروف هامسة: المذاكرة من الإيمان ياولدى!

فى اليوم الثالث، رآنى معانقا كعادتى وسادتى على الفراش، فأعادها بحروف زاعقة: المذاكرة من الإيمان.. فهمت أنى أنا المقصود.. لكنى لم أفهم معنى كلماته الثلاث: المذاكرة من الإيمان، ولم تمض دقائق حتى رأيته رحمه الله يدخل غرفتى ويربت على كتفى، ويهامسنى: ياولدى، وما أطال النوم عمرا، وما قصر بالأعمار طول السهر.. ونحن فى شهر امتحانات، فحاول أن تخاصم السرير بعض الوقت، لتسعد كل الوقت، ياولدى المذاكرة تضمن لك مستقبلا باسما فى الدنيا، وفى الآخرة لك عليها أجر، فالمذاكرة يا ولدى من الإيمان؛ لأن النجاح أمر غيبى والإيمان بالغيب من شروط إيماننا.

الخميس: تعاقد مع التفوق

خرج أبى من غرفتى لكن كلامه ظل يرن فى أذنى ويشعل داخلى جذوة التفوق، أليست المذاكرة من الإيمان لأنك تسعى بها للنجاح، والنجاح يأتى لاحقا فى المستقبل، والمستقبل غيب، والإيمان بالغيب لا يكتمل إيمان المسلم إلا به، فاعمل ما عليك وتوكل على الله (ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وماربك بغافل عما تعملون) سمعت كلام أبى.. من زمااان، فمزقت تعاقدى مع الوسادة، وتعاقدت مع الشهادة.. شهادة التفوق.

الجمعة: عطر الكلام

أعط سرك لامرأة خرساء وبإذن الله سوف تتكلم.. «شكسبير».

سالم الحافى

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg