| 20 أبريل 2024 م

غضبة أزهرية.. ضد إحراق المساجد والمصاحف في أوروبا " المتحضرة"‏

  • | الأربعاء, 6 يناير, 2016
غضبة أزهرية.. ضد إحراق المساجد والمصاحف في أوروبا " المتحضرة"‏
الافتاء: حرق المصاحف عنصرية تصب في صالح الجماعات المتطرفة
مرصد الأزهر: عمل إرهابي يغذي مشاعر الكراهية في العالم
د. عبدالفتاح خضر: الغرب لن يقيم لنا وزنا مادمنا متفرقين وضعفاء
د. محمد عبدالكريم: يسيرون عكس اتجاه قيم الحضارة والإنسانية
‏ ‏
في مشهد جديد من مسلسل التحريض على المسلمين في الغرب، وحرق مساجدهم في ‏تصعيد متعمد ضد أبناء الدين الحنيف الذين يواجهون كافة أشكال العنف.. ندد علماء الأزهر ‏بحرق مصلى وعشرات المصاحف في جزيرة كورسيكا الفرنسية مما أثار غضب المسلمين ‏في كل مكان.‏

واستنكر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، ما ‏قام به البعض فى الغرب بحرق المصحف، وبيوت الله، مشيراً إلى أن هذه الأفعال إرهاب للمسلمين ووقود ‏للفكر الإرهابي الذي تعاني منه الأمة، مطالباً مفكري وعلماء ومثقفي الأمة ألا يصرفهم هول الصدمات عن ‏وضع الأمور فى موضعها الصحيح، فيما يتعلق بالفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته، وبين قلة ‏قليلة لا تمثل رقماً واحداً صحيحاً بالنسبة لمجموع المسلمين الصالحين المنفتحين على ربوع العالم.‏
‏ ‏
وأعرب الإمام الأكبر عن تقديره مواقف أعضاء الحكومة الفرنسية والسياسيين الفرنسيين في إدانتهم ‏المباشرة والصريحة، مطالباً الحكومة باتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير لحماية دور العبادة الإسلامية ‏وغير الإسلامية من مثل هذه الاعتداءات، متمنياً أن تعالج الأمور بالحكمة لتجنب المزيد من الاحتقان ‏المتبادل الذي يصب في مصلحة المتطرفين من كلا الجانبين.‏
‏ ‏
مشاعر الاضطهاد
من جانبه، أدان مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بشدة الأعمال العنصرية والطائفية التي قام ‏بها مجموعة من المتطرفين مؤخرا ضد دور عبادة خاصة بالمسلمين في جزيرة كورسيكا بفرنسا، مؤكدًا أن ‏هذه الأفعال تمثل أعمال عنف وإرهاب تستهدف المواطنين الآمنين في فرنسا، موضحاً أن الهجوم على دار ‏عبادة للمسلمين في حي شعبي باجاكسيو بجزيرة كورسيكا وتخريبها وإحراق المصاحف الموجودة بها علانية ‏وكتابة عبارات معادية للعرب والمسلمين عمل إرهابي يغذي مشاعر الكراهية والاضطهاد حول العالم، ويمنح ‏المسوغ المنطقي لجماعات العنف والإرهاب للنمو والانتشار.‏
‏ ‏
وحذر مرصد الإفتاء للإسلاموفوبيا من تفشي ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين في البلدان ‏الأوروبية، خاصة بعد سلسلة من الأحداث الإرهابية التي شهدتها تلك الدول على أيدي التنظيمات المتطرفة ‏كداعش وغيرها، كما طالب المرصد بسرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لأجل التصدي لهذه المشكلة، داعياً ‏الحكومة الفرنسية إلى منع الممارسات العنصرية المناهضة للإسلام والمسلمين نظرًا لكونها تحرض على ‏العنف والكراهية، والسعي لسن تشريعات وقوانين تجرم الاعتداء على المقدسات الدينية وإثارة النعرات ‏والمشاعر المناهضة لطوائف وديانات بعينها، كونها تمثل جرائم كراهية وتمييزاً عنصرياً.‏
‏ ‏
دور الحكماء
وعلق الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن السابق بكلية اصول الدين بجامعة ‏الأزهر أن الغرب لا يهمه حرق المساجد في أوروبا بل ويعتبرها من باب الحرية والتحضر والرقي، وعندما ‏تحدث أي أعمال ارهابية تعقد المؤتمرات وتتخذ القرارات ويتم اتهام المسلمين بأنهم جميعا يجب معاقبتهم، ‏موضحاً أن أن التصدي للغرب يكون بمحاربتهم بسلاحهم، لأن القوة العسكرية، والسياسية والعلمية ‏والتكنولوجية والاجتماعية يجب أن تملك بزمام القوة لتعود لنا هيبتنا وكرامتنا دون أن يستطيع أحد إحراق ‏مساجدنا ومصاحفنا وانتهاك حريتنا الدينية، مشيراً إلى أن المسلمين لم يأمروا بهدم الكنائس انتقاما لهدم ‏المساجد، ونحن لو أصلحنا ما بيننا بالوحدة والتعاون، والتقابل لا التدابر، والبناء لا الهدم فأرسلنا رسالة ‏بسرعة البرق تقول للآخر إننا نحترم أنفسنا فيجب عليكم احترامنا، مؤكداً أنه يجب علينا الاعتصام بحبل الله ‏المتين، مصداقاً لقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، مشدداً على ضرورة إرسال الحكماء ‏للأماكن المفصلية ومصدر القرار في الغرب للتعريف بأخلاق الإسلام وبيان تاريخه المشهود له بالحضارة ‏واحترام الإنسانية.‏
‏ ‏
انتهاك للحرمات
وقال الدكتور محمد عبدالكريم مدرس الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون فرع تفهنا الاشراف بجامعة ‏الازهر إن ما يحدث يهزَّ قلوبَ المؤمنين، ويفزع أفئدة الصادقين، ويقض مضاجع الغيورين، موضحاً أن ‏الانتهاكات التي تحدث ضد المسلمين تمزق القلوب وتنفطر لها السماء، خاصة أن هذه الأعمال الدنيئة دليل ‏جديد على الاستخفاف بمليار مسلم يدينون بالقرآن الكريم ويؤمنون بأنه كلام الله المنزل على محمد رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الذين يدنسون المصحف فجرةٌ غادرون، بعيدين عن قيم الحضارة والإنسانية، وفي نظر الأخلاق ‏مجرمون، مشدداً على أن الذين ينتهكون حرمة المساجد ويلوثونها وإن كانوا في هيئة البشر إلا أنه ليس لهم ‏منها إلا مظهر الصورة، أما الإنسانية فهي منهم براء، مؤكدا أن المستهزء بشعائر الله تعالى، كالقرآن ‏العظيم، إما محارب، وإما منافق، وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن ولاء الكافرين، في قوله تعالى: "يا أيها ‏الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا ‏الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون"، وقوله أيضاً: ‏‏"هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"، وقوله في محكم التنزيل: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ ‏نَذِيرًا".‏

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg