| 26 أبريل 2024 م

"الموبايل".. هل أغلق "الخط" فى وجه الحياة الزوجية السعيدة؟

  • | الجمعة, 17 فبراير, 2017
"الموبايل".. هل أغلق "الخط" فى وجه الحياة الزوجية السعيدة؟

كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عبر شاشات الفضائيات والملتقيات الفكرية والتثقيفية عن ضرر الهاتف المحمول، وثأثيره على الأسرة المصرية بشكل عام وعلى الزوجين بشكل خاص، مما دفع الى اطلاق حملات توعوية لتجنب أضرار الهاتف وما يحمله من برامج تواصل اجتماعى تشغل الأفراد عن بعضهم البعض، فتجلس الأسرة واحدة فى بيت واحد، ولكن كل شخص له عالمه الخاص به ومشغول مع أفراد آخرين.

وقد أجريت العديد من الدراسات التى كشفت أن الهاتف له تأثير على الحياة العاطفية حيث أفادت دراسة علمية حديثة أن استخدام الموبايل أثناء وجود شريك الحياة يؤثر على العلاقة العاطفية ويسبب الاكتئاب.

وأشارت الدراسة إلى حالات استخدام الهاتف المحمول التى أكد الرجال والنساء على تأثيرها السلبى على العلاقة العاطفية، ومنها الغيرة من تفحص شريك الحياة للموبايل وقت الجلوس واللقاء، والتمسك به دائما وعدم التخلى عنه مطلقا وفحصه والنظر إليه عند الحديث؛ مما يتسبب فى قطع الحديث والتواصل فجأة بين الشريكين.

ووجد الباحثون أن إدمان فحص الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وتويتر وانستجرام والواتس آب، يؤثر بالسلب على العلاقة العاطفية ويسبب ظهور العديد من الصراعات والمشاكل بين الزوجين.

كما أجريت دراسات أخرى حول أرتفاع نسب الطلاق وكان من ضمن أسباب الطلاق الهاتف المحمول، ولم يقف الأمر عند ذلك بل خلال الفترة الأخيرة اتبعت السيدات والرجال أيضا ظاهرة التفتيش فى الهاتف من وراء بعضهم البعض، وأصدرت دار الإفتاء فتوى شرعية حول ذلك مفادها أن التجسس على الهاتف بين الأزواج حرام شرعا.

ووصل الأمر إلى قتل الزوج زوجته بسبب إدمانها متابعة الهاتف لفترات طويلة، وبسبب كشف خيانات بين الزوجين.. "صوت الأزهر" طرحت القضية للتعرف على إجابة السؤال الحائر: هل الهاتف المحمول جانٍ أم مجنى عليه فى تفكيك الأسرة المصرية؟

قالت الدكتورة كريمة المهدى، أستاذ علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف جامعة الأزهر، إن الهاتف المحمول وما يحمله من برامج التواصل الإجتماعى أحدثت فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع بشكل عام وبين أفراد الأسرة بشكل خاص، فأخذت وقت الشباب والكبار، فأصبح الزواج الآن عبر الأنترنت وليس للأهل دخل سوى فى إتمام عملية الزواج وهذه أساليب خاطئة أحدثتها تلك الوسائل وسببت عدم سيطرة الأب على أبنائه.

مضيفة أن الهاتف أحدث فراغا فى العلاقة الأسرية وأصبح هناك فجوة كبيرة بينهم خاصة الزوج والزوجة فكل منهما مشغول بهاتفه ومقصر تجاه الاخر، فالزوج لا يراعى بيته وينظر للخارج والزوجة كذلك وطوال الوقت تنظر فى الهاتف وحدثت حالات طلاق كثيرة بسبب الهاتف بل وصل الأمر للقتل.

مشيرة إلى أن هناك عدة عوامل يجب مراعاتها من قبل الزوجة حتى يتم الاستغناء عن الهاتف وتعود الألفة إلى الأسرة مرة أخرى وهى: الاهتمام بالنظافة الشخصية، الاحتواء والاستماع للرجل مرة أخرى، تقوى الله فيه وأن تراعى جميع حقوقه، تربية الأبناء والجلوس معهم وإرشادهم، عدم مقابلة الزوج من على الباب بالمشاكل وهذا كفيل للنظر خارج البيت والجلوس مع النساء الأخرى بالساعات على الشات، زيارة الأهل وعدم الإطمئنان عليهم بالهاتف تخلق جو أسرى، عدم تشكيل شخصيتها على حسب شخصية زوجها وعلى حسب ما يريد بالإضافة إلى عدم التفتيش فى هاتفه وإحساسه بالخيانة حتى وإن كان كذلك فأنت من بيدك ان ترجعيه لك.

وتابعت المهدى: وعلى الزوج أيضا عدة أمور يجب مراعاتها فى الزوجة حتى يعيد شمل الأسرة، منها مراعاة الله فى زوجته ووجود الثقة بينهما، عدم السخرية منها وإهانتها أمام الأبناء، مساعدتها فى بعض شؤون المنزل إن كانت مرهقة فهذا ما كان يفعله النبى، توفير متطلبات المنزل، والجلوس معها ومع الأبناء فى جو عائلى.

وأكدت المهدى أن أرتفاع نسب الطلاق يرجع إلى الفجوة بين الأزواج، وسببها وسائل الاتصال الحديثة فقد أوجدت شرخًا كبيرًا فى المنزل، والأفراد هم من بأيديهم التخلص منها والعودة إلى العادات والتقاليد التى تربينا عليها.

ومن جهته قال الدكتور محمد مبارك، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف جامعة الأزهر، التليفون المحمول وسيلة اتصال عصرية متواكبة مع التقدم التكنولوجى وحسن أو سوء استغلالها إنما يعود فى المقام الأول إلى تنشئة وتربية وثقافة الفرد سواء كان زوجًا أو زوجة أو أى فرد آخر.

متابعًا أن عميلة استخدام المحمول متعددة الأوجه، ويتباين مدى استفادة الفرد من هذه التكنولوجيا بتباين بيئته وثقافته ومدى وعيه الدينى والخلقى والثقافى والقيمى؛ فهناك من يستخدمه للتواصل مع الآخرين فى إطار العلاقات الإنسانية والاجتماعية المشروعة والأخلاقية، وهناك من يستخدمه لتحقيق أغراض خبيثة وغير أخلاقية، وخلاصة القول أن العيب ليس فى التطور التكنولوجى فى مختلف مجالات الحياة، ولكن فى بعض البشر الذين يسيئون استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg