تبلغ من العمر 19 عاماً واستطاعت أن تتحدى الإعاقة بضحكاتها، والتى حصدت من خلالها ملايين الإعجابات على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تحمد المولى على إعاقتها فى كل كلمة تقولها، تواجه من يسخر منها بنصحه وإرشاده حتى لا يكون سببًا فى تدمير الآخرين .. إنها إسراء أحمد فتاة بالصف الثالث الثانوى بمعهد الوراق الأزهرى، اقتربت "صوت الأزهر" منها للحديث عن تجربتها فى زرع الأمل داخل نفوس الأصحاء والمعاقين..
بداية، ما سر الابتسامة الدائمة على وجهك؟
الابتسامة الدائمة يعود فضلها إلى أمى ربنا يخليها لى، دائماً تقول لى إنى جميلة ولا اعانى من أية عيوب خلقية، قالت لي: "من يرى فيكِ عيبًا فالمشكلة فى عينه"، أمى غرست داخلى التفاؤل والخير، والحمد لله أنا مؤمنة بالمولى تعالى واحفظ القرآن الكريم وأداوم على الصلاة وتقديم المساعدة للآخرين.
أشعر بنبرة تحدى تغمر صوتك .. من أين جاءت؟
التحدى يكمن فى الرسالة التى اود تبليغها للناس، لقد حرمنى من شيء واعطانى أشياء كثيرة ونعمًا لا تعد ولا تحصى، وبالتالى هناك العديد من الأشخاص الآخرين لديهم عيوب داخلية لا يرونها، فكل إنسان لديه نقص فى حياته، واود إبلاغ من حولى أن هناك أشخاص مثلى وأشد حالأً مما عليه، ويجب مراعاة مشاعرهم.
كيف يمضى يومك؟
أبدأ يومى بالصلاة وقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم، ومن ثم أساعد والدتى فى الأعمال المنزلية، وأسعى لترتيب وقت استذكار دروسى، وأساعد اشقائى الأربعة فى استيعاب دروسهم، وسط مداومة التواصل الاجتماعى على "الفيس بوك" باستمرار مع الأصدقاء الحاليين والجدد.
هل تفضلين التواصل الافتراضى مع الآخرين عن الواقعى؟
فى الحقيقة، قديماً كنت لا أفضل التواصل الواقعى، وانعزلت فى صومعة التواصل الافتراضى، ولكن منذ شهر يناير من العام الماضى أصبحت أكثر إنخراطاً فى الواقع، بعد الاصغاء لكلمات والدتى التى دعمتنى نفسيًا بقوة لمواجهة المجتمع وتحدياته.
"أم روح حلوة" من أين جاء هذا اللقب؟
إحدى المتابعات على "الفيس بوك" بعد نشرى الفيديو الذى حقق مليون و750 ألف مشاهدة، قالت لى: "يجب أن يكون لقبك أم روح حلوة لأنك بعثتى التفاؤل والأمل فى نفوس الملايين".
هل تستطعين ممارسة بعض الهوايات؟
أفضل قراءة الروايات، ومنذ أيام قليلة ختمت الرواية رقم الأربعين، كما أحب الألعاب الأخرى وعلى رأسها "الفيديو جيم".
ما حقيقة إعاقتك ؟ وهل خضعت لأية عمليات تجميل؟
ليس لدى أصابع كاملة، بسبب الأكياس الدهنية المتراكمة داخلها، وتم إزالتها بعمليات تجميل كثيرة عندما كنت صغيرة، بالإضافة إلى إجرائى 10 عمليات أخرى فى الوجه عندما كنت أبلغ من العمر 10 أيام، وروت لى أمى أن العمليات ساهمت بنسبة كبيرة جدًا فى تحسين وجهى عما كان عليه سابقاً، واحمد الله على كل شىء.
بم تردين على بعض المضايقات فى الشارع؟
كنت ابكى بشدة سابقًا، ولكن الآن ارد عليهم بسخرية، من أجل جذب أطراف الحديث معهم بجدية تدريجيًا، بهدف التوعية حتى لا يصيبوا غيرى بأية كلمات جارحة، وفى أحيان أخرى اتبع أسلوب التجاهل.
ما طموحك الدراسى؟
كنت اتمنى دخول كلية الطب قسم جراحة وتجميل، ولكن المجموع لن يحقق رغبتى، ولكن الآن أصبحت أحلم بالالتحاق بكلية شريعة وقانون أو صحافة وإعلام.
محـمد فــرج