| 26 أبريل 2024 م

الدكتور عبداللطيف عبدالشافى عضو هيئة كبار العلماء: دراسات الدول الأوروبية تعتمد على منهج الأزهر

  • | الإثنين, 20 فبراير, 2017
الدكتور عبداللطيف عبدالشافى عضو هيئة كبار العلماء: دراسات الدول الأوروبية تعتمد على منهج الأزهر

قال الدكتور عبداللطيف عبدالشافى، عضو هيئة كبار العلماء، إن عددًا كبيرًا من الدول الغربية وأمريكا يعادون دول العالم الإسلامى، لافتًا إلى أن هيئة كبار العلماء تفتح آفاق تفاؤل الخروج من كبوات الأمة المتلاحقة، مطالبًا بتكتل إفتائى وسطى يعمل على حصار ظاهرة تصدى غير المؤهلين للافتاء.

وأضاف عبدالشافى فى حواره لـ"صوت الأزهر" أن الأزهر الشريف درس كل الكتب التراثية، ولم أشعر لحظة أن هناك نصًا يحرض على الكذب أو كراهية الآخر أو التعصب بخلاف ما يروج البعض، مرجعًا الركض خلف المصالح الشخصية والتنافس على الزعامة يقف حائلاً لمنع وحدة الدول الإسلامية.

 

يتبوأ مقاعد العلماء من يفتون بغير منهج أو علم.. فمن له حق الإفتاء؟

لابد أن يكون للعالم الإسلامى صوت واحد عبر الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامى، فالمشكلة الحقيقية تتجسد فى ضعف ونقص التكوين العلمى فى الفتاوى أو الدعوة، لذلك يجب قصر الفتوى على العلماء، فهناك من يظن أن بقراءته لكتاب أو اثنين لا يعطيه الحق بالافتاء، ويجب التنسيق بين دور الإفتاء فى العالم لبناء تكتل إفتائى وسطى علمـى منهجـى يعمل على حصار ظاهرة تصدى غير المؤهلين للافتاء وابتكار حلول غيـر تقليدية للتعامل معها، كما يجب تدريب الأئمة والتأكد من التزامهم بالمنهج الإسلامى الوسطى ومنع المتسللين إلى المنابر، ومن يحملون فكرًا متشددًا أو متطرفًا وتجديد الفكر، بما يختلف عن مهمة الأداء لضبط الخطاب وإصلاحه قبل تنفيذه لتبنى هذا المنتج المجدد والمصوب حتى لا ينفصل الأداء عن التكوين.

يصف الغرب مؤتمراتنا بأنها حبر على ورق مكانها الأدراج ولا تلامس الواقع؟

قد لا يكون مستوى التطبيق لا يتطابق مع الآمال والتطلعات، فاجتماع هيئة كبار العلماء قيمة كبيرة تفرز حلول وتفتح آفاق تفاؤل للحصول على أمل الخروج من الكبوات المتلاحقة، فالعلماء ليس فى قدرتهم على تفعيل النتائج؛ لأنهم أهل علم لا يتدخلون فى النواحى السياسية، كما أن المؤتمرات تحرك الأمور وتنشط الناس وتنبهم للأخطار، ولكن توصيات معظم المؤتمرات لا تفعل لأنها تحتاج إلى متابعة مستمرة.

البعض يحمل الأزهر مسئولية العالم الإسلامى وهناك من يتحامل عليه وينتقده ليل نهار.. ما رأيك؟

قال لى مستشرق أوروبى يجب أن تكون ميزانية الأزهر قادمة من الدول الإسلامية، لأنه المؤسسة الرئيسية والمرجعية الأولى فى العالم الإسلامى؛ فالبلاد الأوروبية التى تحاول عمل دراسات إسلامية فى المدارس والكليات تعتمد على منهج الأزهر لضمان عدم وجود أجندات سياسية به، عكس المؤسسات الدينية الأخرى، كما أن كعبة العلم لها دور بارز فى التواصل مع كافة دول العالم عبر قوافل السلام لشتى دول العالم فى أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا لترسيخ قيم السلام والعدل والرحمة بين مختلف الدول والشعوب، فضلا عن دور رابطة خريجى الأزهر المنتشرة بفروعها فى دول عدة حول العالم لنشر رسالة الوسطية.

تعانى الأمة من تمزق يتنافى مع وحدة الشعائر العبادات.. ما تعليقك؟

أرى أن السياسة والمصالح والأغراض الشخصية والتنافس على الزعامة يقف حائلاً لمنع الوحدة، وهذه مسائل تحتاج إلى معالجة وعلى المؤسسات أن تضع برامج للتكامل وتنحى الانشقاق والتشاحن وتطرد المذهبية والنعرات الاستعلائية، فيجب توزيع الأدوار من خلال تولى إحدى الدول مناطق معينة من العالم الإسلامى وتهتم أخرى بمناطق جديدة، بهدف خلق التعاون للاجتماع على كلمة سواء، لأن الرسالة واحدة وكل معطيات القرآن والسنة تصب فى تقوية المجتمعات والتآلف بين البشر.

المسلمون يعلمون عدوهم ولكنهم لا يواجهونه، إلى متى تتقاذفنا الأمم كالكرة؟

عدد كبير من الدول الغربية وأمريكا تحديدًا يعادون العالم الإسلامى، وقد أعلنوا ذلك على ألسنة رؤسائهم، فالرئيس نيكسون له كتاب "انتهزوا الفرصة" يقول إن الشعب الأمريكى لا يكره شىء فى الدنيا كما يكره المسلمون، ولكن المسئولين لا يقرءون الكتب، كما أن العراق وسوريا واليمن وليبيا ربما يمضى قرن كامل ولا يعودون إلى سابق وضعهم، وأرى أنه عندما التزم المسلمون بدينهم دخلوا أوروبا فاتحين، وعندما ضيعوا دينهم دخلوها لاجئين وحتى الآن لم يتعظوا.

أصبح الحوار بتراشق الألفاظ والاشتباك بالأيدى .. ما الذى أوصلنا لهذه الحالة؟

لقد ألغى الكثيرون مصطلح التسامح فى تعاملاتهم، نظرًا لعدم فهم الدين بشكل جيد، وعدم تطبيق السنة النبوية المطهرة كما يجب أن تكون، ما تسبب إلى عدم الارتقاء بآداب الأمة وأخلاقها وسلوكها إلى السمو.

ما تجديد الخطاب الدينى المأمول من وجهه نظركم؟

تعلمنا فى أزهرنا الشريف كل الكتب التراثية ولم أشعر لحظة أن هناك نص حرضنى على الكذب أو كراهية الأخر أو التعصب بخلاف ما يروج البعض، وأقول لمن يتهم المنهج الأزهرى إن لدينا أكثر من مليونى طالب فى الدراسات قبل الجامعية وأكثر من نصف مليون فى الدراسات الجامعية منهم 50 ألف وافد، ولا يوجد أحد يتبع منهج متطرف، وإذا وجد العشرات القليلة فهو يأتى من أنفسهم ومن الخارج، وهناك طلاب مجندون من أجهزة مخابرات، وليس من المنهج الأزهرى الذى يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتدريس على المذاهب الأربعة حتى يفتح لهم الأبواب المغلقة من الفهم والاستيعاب.

كيف نواجه إلصاق التطرف بالمسلمين فى حروب المصطلحات؟

لا شك أن هناك قوى تدعم هذه المفاهيم عن طريق العلمانيين المأجورين لخلق كراهية شديدة بحق الإسلام والمسلمين، والأزهر، ويتطلعون إلى استخدام كافة الوسائل الإعلامية لتشويه الصورة الصحيحة لديننا الحنيف، فى ظل من يحاول وقف الأزهر الشريف بصفته منبر الحق والتقارب بين الشعوب لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمى ليسهل عليهم نشر الفساد والإفساد فى الأرض بترويج أسلحتهم الرخيصة فى بث الفرقة والتشاحن والتقاتل الذى وصل مداه فى بلادنا.

مصطفى هنداوى 

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg