| 06 مايو 2024 م

أجراس الكنائس و"حى على الصلاة".. تسحق أصوات المجرمين

  • | السبت, 11 مارس, 2017
أجراس الكنائس و"حى على الصلاة".. تسحق أصوات المجرمين
  • أعيش بـ "كُلية" تبرع بها جارى المسلم..  فهل يفهم الإرهابيون؟
  • أزاهرة وقساوسة وبرلمانيون ومفكرون.. يطلقون قذائف حق  فى صدر "أعداء الوطن"

 

حسن مصطفى

عمى "جرجس" رجل بسيط .. وجهه يحمل ملامح كل المصريين .. يسكن فى حارة "العيش والملح".. فى بيته المسقوف بـ " الخشب" والذى ورثه عن أجداده.. يعيش منذ سبعة وخمسين عامًا .. دخل الجيش مع جاره "محمود" صديق طفولته ومشوار حياته.. وخرجا معًا ليقتسما خبز الأحلام والآلام.. وفجأة يشكو "جرجس" من آلام مبرحة.. فشل كلوى تام.. لا بد من عملية زرع كُلى .. كل تحاليل الأهل والمعارف تأتى بما لا يشتهيه أهل الطب؛ مما يصعب أن يتبرع أحدهم بكلية لإنقاذ مريضهم .. ودون تردد يُجرى " أبو حنفى"  التحاليل اللازمة، لتنقل إحدى كليتيه لأخيه "جرجس" .. ويكتبا سطرا فى ملحمة اسمها "مصر" التى تشهد مع كل طلعة شمس ..آلاف السطور فى وحدتنا الوطنية .. فماذا عسى أن يفعل أى إرهابى مع الدم الواحد والجسد المشترك؟

"صوت الأزهر" التقت بعدد من علماء الأزهر ورجال الدين المسيحى ومفكرين وبرلمانيين، وطلبت منهم أن يبعثوا برسائل لكل من يحاول العبث بوحدتنا الوطنية ..فجاءت رسائلهم "قذائف حق".

بداية يؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن هذه المحاولات الخسيسة من جانب الإرهابيين، والتى تستهدف قتل إخوتنا الأقباط، هى فى حقيقتها محاولات لإشعال فتنة أهلية، وجر مصر لحروب، وإشاعة الخلافات بين المسلمين والأقباط، بعدما خرجت مصر -وهى شابة فتية- من كافة المحاولات السابقة، التى سعت لإدخال مصر إلى نفق مظلم، مؤكدًا أن هذه المحاولات ستذهب سدى كسابقاتها، وستبقى مصر آمنة -إن شاء الله تعالى- مبينا أننا جميعا نشجب ونستنكر هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة، وسنقف خلف قواتنا المسلحة، صفًّا واحدا ندافع ونذود عنهم، ضد هؤلاء الإرهابيين.

وأوضح هاشم أن هذه الأعمال الإرهابية، التى يقوم بها المارقون، إنما تستهدف إشعال فتنة طائفية فى مصر، ويقومون بتنفيذ مخطط صهيونى يستهدف مصر بمسلميها ومسيحييها، لإضعاف واستنزاف قوة الجيش، ومحاولة تفتيته كما حدث فى سوريا والعراق، مؤكدًا أن المصريين يقفون خلف جيشهم، وهم حريصون على دعم وحدتهم الوطنية، مدينًا تلك المحاولات الإرهابية، مطالبًا بمواجهة حاسمةٍ لهذه الجماعات المتطرفة.

خوارج العصر

من جانبه، أدان الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، تلك الأعمال الإرهابية، واصفًا تلك الجماعات بخوارج العصر، الذين خرجوا عن تعاليم النبى (صلى الله عليه وسلم)، وخالفوا منهج الإسلام، وابتعدوا عن المسلك الإسلامى القويم، مبينًا أن هذه الأفعال الإجرامية، والتى تستهدف إشعال فتنة طائفية فى مصر، لن تزيدنا إلا إصرارًا وتثبيتًا، لقول الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، مشددًا على أن مصر جميعها، شبابًا ورجالًا ونساء، كلنا نقف خلف جيشنا، ونؤيده فى حربه ضد هؤلاء الخوارج.

وأكد مهنى أن هؤلاء الطغاه الذين يستحلون حرمات الله، ويروعون الآمنين، ويقتلون الأنفس التى حرم الله، يجب مواجهتهم، وإن كانوا يقولون بأنهم مسلمون فلا بد أن يعلموا بأن النبى (عليه الصلاة والسلام)، لم يفرق بين المسلمين والأقباط، بل أوصى بهم، وعلى هذا سار الصحابة والتابعون (عليهم جميعا رضوان الله)، فكيف بهم الآن يستهدفون هؤلاء الأبرياء، ويروعونهم، مؤكدًا أن محاولاتهم لن تفلح ، وستكون نهايتهم قريبة بإذن الله.

بيت العائلة

وأشار الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وعضو بيت العائلة المصرى، إلى أن هذه الأعمال الإجرامية التى يقوم بها هؤلاء الإرهابيون لن تثنينا عن مواصلة التقدم الذى تشهده مصر، ولن تنال من نسيج وحدتنا الوطنية، مشيرًا إلى أن الوحدة المصرية تظهر فى وقت الشدائد، وهو ما وضح جليا فى اصطفاف المسلمين مع اخوانهم الأقباط فى الإسماعيلية والجميع يقدم الدعم، موضحا أن تلك الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق الاصطفاف فى مواجهة الإرهاب، ونحن جميعا نصطف خلف الجيش والشرطة المصرية، وندعمهم فى صدهم لأى أعمال إرهابية خسيسة، أو أى يد تحاول العبث بأمن واستقرار وسلام مصر.

صف واحد

بينما يصف المفكر والمثقف كمال زاخر، الأحداث التى شهدتها شمال سيناء فى حق الأقباط، بأنها محاولات خبيثة من تلك الجماعات المتطرفة والإرهابية لإحداث فتنة طائفية، وتفكيك الوحدة الوطنية التى تميز المصريين، ولكن على النقيض، فما نشهده هو تكاتف وتلاحم قوى بين المسلمين والأقباط، ولن يفلح الإرهاب فى تشويه أو تفكيك هذه الوحدة، مبينا أن الأحداث الإرهابية المتتالية التى وقعت فى شمال سيناء، والتى تستهدف أبناء الوطن من المسيحيين المصريين، لها أكثر من بعد فى التخطيط الإستراتيجى للجماعات الإرهابية، مشددًا على ضرورة أن تتكاتف مصر مؤسسات وأفرادا من أجل القضاء على الإرهاب، مطالبًا بضرورة الكشف عمن يقف خلف هذه الأعمال، ومن يمولها حتى نعرف حربنا مع من؟

وأكد زاخر بأن الحل يكمن فى الوقوف صفًّا واحدًا خلف القوات المسلحة، وأن يتم تفعيل دور بيت العائلة المصرية، وأن يتم تنظيم قوافل دعوية بحماية من الجيش، تنادى بوحدة الصف، وتعمل على نشر ثقافة السلام والتعايش مع الآخر، والتعددية، حتى لا تترك مجالا لأى فكر متطرف أن يتوغل إلى أرض مصر، وأن تعمل على توضيح فكر الإرهاب، والتطرف، مؤكدًا أن هذا سيساهم بشكل كبير فى حل المشكلة من وجهة نظر فكرية، بالإضافة إلى الإتجاه بالتعمير إلى سيناء، حتى لا تترك ساحة للإرهاب يمارس فيها أعماله.

وتشير النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب المصرى، إلى أن هناك تحركا قويا وسريعًا من مختلف الجهات، لصدِّ أى محاولات تسعى للنيل من الوحدة الوطنية المصرية، مطالبة بضرورة الوقوف خلف القوات المسلحة، والدعم الكامل لها معنويا؛ للوقوف أمام هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، منوهة إلى أن الجيش يضحى بأبنائه فى سبيل أن نعيش جميعًا فى أمن وأمان وسلام، مبينة أن البرلمان -بكامل أعضائه وجهاته ولجانه- يساند الجيش فى حربه ضد الإرهاب، مؤكدة أن تجسيد الأزهر الشريف والكنيسة المصرية معا فى بيت عائلة مصرى واحد يضعف من عزيمة الجماعات الإرهابية، وسيظل هذا التجسيد وهذه الوحدة مادامت مصر، منبهة على ضرورة أن تسعى المؤسسات الدينية لتكثيف دعوتها بالمساجد، وتعزز من تواجدها فى سيناء بالكامل، للتوعية بمبادئ المواطنة، بجانب التواجد الأمنى، والاستثمار الاقتصادى.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg