يمثل مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة نقلة نوعية في الخدمات الجماهيرية التي يقدمها الازهر الشريف للجمهور خاصة في مجال الفتاوى التي تهم كل مسلم في شئون حياته الدينية والدنيوية.. لذا قامت "صوت الأزهر" بزيارة الى المركز بصحبة الدكتور يوسف عامر المشرف العام على المركز للتعرف على أنشطته والخدمات التي يقدمها والامكانيات التكنولوجية التي يتمتع بها وحجم الاتصالات التي يتلقاها والفتاوى التي يجيب عنها.. فهيا بنا نبدأ الزيارة.

ما بين أزيز أجهزة الحاسب الالي ورنات الهواتف التي لا تنقطع يعمل باحثو مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية لتلبية ففتاوى الجمهور والرد على استفساراتهم التي لا تنقطع.. في البداية طلبنا من الدكتور يوسف التعرف على الرؤية التي من أجلها أنشئ، فقال ان هذه الرؤية تتمثل في تحقيق دور ريادى ومميز في الفتوى والبحوث الشرعية على المستوى المحلى والإقليمى والعالمي، وتنمية المعرفة الشاملة لصحيح أحكام الشريعة الإسلامية وعلومها ومبادئها، وأن يقل عدد المستفتين بسبب تميز المركز في نشر معلومات وافية وكافية بطرق عصرية في مختلف فروع الفقه الإسلامي مع العمل على تقديم الفتاوى والدراسات البحثية الشرعية المتخصصة للمسائل والقضايا المعاصرة، وردّ الشبهات المثارة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الشريعة الإسلامية؛ ملبيًا بذلك احتياجات المجتمع الإسلامى – محليًّا وعالميًّا– من الفتاوى الشرعية المنضبطة والمعرفة الصحيحة للعلوم الشرعية الإسلامية من خلال التوظيف الأمثل لخدمات تكنولوجيا المعلومات والوسائل الإعلامية (المرئية والمسموعة والمقروءة) المعاصرة.

كوادر ماهرة

وخلال جولتنا بصحبة المشرف العام على المركز رأينا العديد من الكفاءات العاملة بالمركز من المتخصصين والكوادر الماهرة في مجال الفتوى والبحوث الشرعية؛ التي تعمل لتلبية ما يقتضيه العصر من تطوير للبناء المعرفي للعلوم الشرعية الإسلامية والحاجة الماسة للتطوير في صياغة وعرض الفتاوى والبحوث الشرعية؛ حيث يقدم المركز أعماله وخدماته في أسهل العبارات وأبسط الصور وبطرق علمية حديثة عبر وسائل التواصل المختلفة لتوفير بيئة معرفية خصبة لصحيح الفتاوى الشرعية المُعتمَدة في الفقه الإسلامي، وبيئة بحثية متميزة لأفضل البحوث الشرعية المتخصصة والمتميزة.

أقسام المركز

في هدوء شديد جلسنا بالقرب من أحد العاملين بالمركز من الباحثين، يجلس منهمكا امام شاشة الكمبيوتر للاطلاع والاستزادة والرد على المستفتين، اقتربنا أكثر لنسأله عن الأقسام التي يضمها المركز، فقال: يضم مركز الفتوى عدة أقسام أولها قسم الفتوى الإلكترونية ويعمل به مجموعة من العلماء المتخصصين في الفتاوى الشرعية، حيث يقوم الفريق من خلال وسائل التواصل الحديثة بالرّد المباشر على جميع ما يَرِد إليه من أسئلة الجمهور من مختلف دول العالم وبلغاتها المتعددة. ويشتمل على الفتاوى الهاتفية باللغة العربية وايضا باللغات الأجنبية في مختلف المجالات (العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، والفكر والأديان). والقسم الثاني قسم الفتاوى عن طريق الرسائل النصية باللغة العربية واللغات الأجنبية في مختلف المجالات. ثم يأتي قسم الفتاوى عن طريق الموقع الإلكترونى على بوابة الأزهر الشريف الإلكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعى (فيس بوك، تويتر، واتس آب، تطبيقات ... إلخ) والبريد الإلكتروني.

القسم النسائي

وعلى الجانب الاخر لاحظنا وجود عدد من الباحثات يتلقى بعضهن مكالمات هاتفية والبعض يجلسن أمام الشبكة العنكبوتية بتركيز شديد.. اقتربنا من إحداهن بعد استئذانها في بعض الوقت لشرح طبيعة عملها وزميلاتها، فقالت الباحثة: هذا هو القسم النسائي بالمركز ويعمل به مجموعة من الباحثات المتخصصات في العلوم الشرعية وغيرها من أجل تلبية حاجات النساء من فتاوى حرجة ومتخصصة وحسم ما يتعلق بهن من قضايا فقهية معاصرة.

وحول بقية الاقسام التي يضمها المركز سألنا الدكتور يوسف عامر فقال: هناك قسم البحوث الشرعية والنشر ويعمل به نخبة من كفاءات الباحثين الشرعيين والعلماء المتخصصين في العلوم النظرية الإنسانية والتطبيقية العلمية من أجل تقديم أفضل ثمار البحوث الشرعية للقضايا المعاصرة والرّد على الشبهات المثارة حول الشريعة الإسلامية في أبسط وأسهل صورة وبأسلوب علمى متطور.

مضيفا: وهناك  قسم المراقبة والمراجعة الفقهية الذى يقوم بالمراقبة والمراجعة الدائمة لجميع أعمال الأقسام الأخرى ومساعدتها بالتدخل الفورى - حال وجود قصور فنى أو علمي- مما يوفر التميز والجودة الأعلى لمخرجات وإصدارات المركز من جميع أنواع الأعمال المنوط بها.

وأضاف عامر: كما ان لدينا بالمركز إدارة التدريب والتطوير لتقديم التدريب المستمر وإعداد الباحثين والباحثات بأفضل التقنيات الحديثة ووسائل التعليم بُغية تخريج علماء وكوادر مهنية متخصصة في الفتوى والبحوث الشرعية القادرة على نشر صحيح الدّين والفكر الإسلامى والمُعتمَد من الفتاوى الفقهية المعاصرة من علوم الشريعة الإسلامية. إضافة الى إدارة العلاقات

بالأرقام

وفي نهاية جولتنا الشاملة لأروقة وأقسام مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة طلبنا من المشرف العام بالارقام حجم الخدمات التي يقدمها المركز والطاقة الاستيعابية لاستقبال الفتاوى والرد عليها وطريقة التواصل مع المركز فقال ان الطاقة الاستيعابية للمركز تبلغ 90 مكالمة في الدقيقة الواحدة تقريبًا، وذلك بالاعتماد على نظام الاتصالات الذكى (Avaya)، والذى يعمل إلكترونيًا بنسبة 100%، ويسمح باستقبال 120 مكالمة في وقت واحد. ويقوم المركز بالرد على الفتاوى الهاتفية على رقم (19906)، ويعد فيديوهات للفتاوى الأكثر طلبًا. كما يرد على الأسئلة التي ترد عن طريق البريد الإلكترونى أو الرسائل النصية (sms) المرسلة عن طريق الرقم المخصص (1020).

مصطفى هنداوي