| 22 مايو 2024 م

رئيس التحرير : اسأل الأزهر

  • | الخميس, 20 أبريل, 2017
رئيس التحرير : اسأل الأزهر

تحدد هذه الجريدة مهمتها الأساسية فى مرحلتها الحالية فى أن تكون جسرا بين الأزهر الشريف وبين المجتمع، ليس فقط ليتعرف من خلالها الرأى العام على أخبار الأزهر ومؤسساته وهيئاته، وإنما ليحدث التلاقى على الاتجاهين، فإذا نجحت تلك الصفحات فى إدارة حوار راق ومتحضر وبعيد عن التربص المسبق بين الأطراف كافة، تكون قد نجحت فى مهمتها.

وتحت هذا العنوان طرحت «صوت الأزهر» مبادرتها.. «اسأل الأزهر» على عدد من المثقفين المتنوعين فى الاهتمامات والتخصصات، والمهمومين بالأزهر، والذين تشغل أذهانهم أسئلة عن تلك المؤسسة العريقة تستحق أن تجد إجابة.. وصلنا كم كبير من الأسئلة، من عدد وافر من المثقفين المحترمين، نضع بعضها هنا، ونوالى نشر الأسئلة الأخرى على ملفات فى الأعداد المقبلة.

لا تحاول هذه الصحيفة أن تضع «بروباجندا»، حول الأزهر، تنطلق من مبالغات، أو إفراط فى تجميل الواقع، بقدر ما تحاول أن تنقل للرأى العام حقائق حاصلة داخل جدران هذا البيت العتيق، لا تظهر لأسباب مختلفة، بعضها عدم اكتراث الإعلام بالبحث فى التفاصيل، أو نزوع بعض قطاعاته نحو السطحية، أو قصور لدى الأزهر ذاته فى عرض ما لديه، لكن الواقع أننا حين نتحدث عن تطوير فى المناهج نصيب كبد الحقيقة بإصدارات ومناهج فى جميع مراحل التعليم الأزهرى أكثر عصرية وارتباطا بالواقع، وأكثر ترسيخا لمفاهيم المواطنة وقبول الآخر ونبذ التطرف وكل الممارسات والأمراض الاجتماعية من الإرهاب إلى الإدمان إلى التحرش.. وحين نتحدث عن انفتاح على الآخر، وعن حركة حقيقية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى الداخل والخارج، ننقل واقعا غير مجمل أو مبالغ فيه عن شيخ للأزهر يعيد تجديد المصطلحات والمفاهيم، ويعلن فى محاضرات ومؤتمرات ومناسبات عامة يتابعها جميع المصريين قبل الأزاهرة عن موقف عصرى فى النظرة للآخر وللمرأة وللوطن ومواطنيه أيا كانت انتماءاتهم العقيدية، وينشد السلام ويدعمه فى مصر وجميع أنحاء البلاد التى يصل إليها صوته.

ما نعتقده أن أى راغب مخلص فى التجديد والتحديث والتطوير، لا يمكن أن يقصد بلوغ أهدافه بتكسير الأزهر، وهو الماكينة الوحيدة المتاحة لمواجهة أى خطابات متشددة تغزو مصر وتحاول الاستفراد بها.. الفارق شاسع بين النقد والتكسير، يمكن للنقد أن يكون مقدمة حوار راشد يبنى ويستفيد من الجهد القائم ويعترف به ويحاول الإضافة عليه.

أواخر الأسبوع المقبل سيجتمع القادة الدينيون من العالم كله فى رحاب الأزهر للحوار والنقاش حول مشاكل السلم والتعايش فى كل العالم.. هؤلاء لا يمدون أيديهم للأزهر نفاقا ولا خوفا، ولا طمعا.. وإنما لأنهم يعلمون قدره وتأثيره، ويقدرون الفرصة التاريخية المتاحة التى جعلت على رأسه مجددا حقيقيا، منفتحًا على العالم.. هكذا كان تكوينه وتعليمه ومراحل حياته، وهكذا كانت سياساته على رأس المشيخة، بمؤسسات مهتمة بالحوار مع الجميع، وبلغة عصرية ومتجددة.

المشتركات بين الأزهر ومجتمعه والعالم كثيرة جدا تبدأ من السلام وتعزيزه، ونبذ الإرهاب وإدانته والتحفيز على محاربته بالفكر والسلام، وبناء الدولة الوطنية المدنية التى دافع عنها الأزهر وحماها فى وقت كنا جميعا نهرع إليه ليحمينا من جموح وتطرف وجنون فى الفتاوى والممارسات، ينسى البعض الآن أن من صنع هذا الجموح وهذا الجنون ورعاه ومنحه الرخص والتمويل والحركة ليس الأزهر ولا دعاته.

اسأل الأزهر.. وتحاور معه.. نحن هنا على الأقل نحاول أن نفكر بإيجابية ونبدأ بأنفسنا ونحاول أن نقرب المسافات القريبة بالفعل بين من يحملون الهم ذاته وينشدون الهدف ذاته حتى لو اختلفت وسائلهم فى التعبير عن ذلك وفى محاولة تحقيقه

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg