| 27 أبريل 2024 م

عبدالرحمن الراشد يكتب قلم زائر: العلاقة مع الفاتيكان وبقية الأديان

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
عبدالرحمن الراشد يكتب قلم زائر: العلاقة مع الفاتيكان وبقية الأديان

استبقت زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر حملة عدائية ناقدة، يقف خلفها منتسبون لحركات سياسية، مثل «الإخوان المسلمين»، دعمتها هجمات من «داعش» بتفجير استهدف كنيستين قبطيتين، ورغم التهديدات أصر البابا على القيام بزيارته فى موعدها المعلن، كما تحدى شيخ الأزهر التهديدات ضد شخصه، ومؤسسته، واستقبل ضيفه علانية.

فى الحقيقة رسالة المتطرفين من وراء حملات البغضاء، والتفجير، ليست موجهة ضد البابا، ولا ضد الأقباط المصريين، بل ضد السلطة المصرية، والحكومات العربية التى فى صفها. رسالة المتطرفين تقول: إنهم أصحاب القرار، وسيواجهون أى علاقة خارجية مع خصومهم.

«الإخوان المسلمون» الذين ينتقدون زيارة البابا، كانوا فى السابق يُفاخرون بأنهم حضاريون يؤمنون بالتعايش مع الغرب المسيحى، ويتبرءون فى الندوات المغلقة ممن يصفونها بالحكومات الخليجية المتخلفة التى تضيق على أتباع الديانات الأخرى.

وعندما سقطت حكومتهم، حكومة مرسى، انتقلوا إلى التخريب السياسى، بشن حملات معادية استهدفت الأزهر الإسلامى والأقباط فى مصر، وأقام أنصارهم الدنيا ضد زيارة البابا.

وقد يتساءل البعض لماذا نهتم بالتعامل مع المحافل الدينية العالمية؟

التواصل مع الفاتيكان، وغيرها من المؤسسات الدينية الكبرى فى العالم، هو جزء مهم من العلاقات المستمرة والدائمة بين الأمم عبر العصور، أهدافه تنظيم العلاقة، ومكافحة الكراهية، وليس الهدف إقناع كل فريق بدين الآخر. ففى العالم تحتاج الأديان الكبرى إلى ترتيب العلاقات بين أتباعها، مثل: الإسلام والمسيحية والهندوسية، التى لا يكاد يخلو بلد فى العالم من أتباعها، ومن مصلحة العالم فى هذا الزمن المتوتر دينيًّا أن يتسيّد الساحةَ دعاةُ التعايش لا دعاة الكراهية، نابشو القبور والحروب والتاريخ.

نحتاج إلى من يبث روح التسامح حيث يوجد توتر أو خطر الصدام؛ فمثلًا: فرنسا، بلد غالبيته كاثوليكية مسيحية، وفيه أقلية مسلمة كبيرة. هنا البابا شخصية مهمة، له كلمة مؤثرة عند أتباعه لوقف التطرف القومى والدينى، المنتشى بالفوقية العنصرية والفرقة السياسية. فى مصر أكثر من ثمانية ملايين قبطى مصرى، لم يكونوا قط محل استهداف قبل ظهور التطرف الدينى، لا فى العهد الملكى أو عهد عبدالناصر أو السادات، ثم تحولوا إلى هدف بعد ظهور التطرف الفكرى والحركى المسلح.

والذين يستنكرون العلاقة مع الفاتيكان ويعتبرونها طارئة، وينتقدون رجال الدين المسلمين المنخرطين فيها، هم فى الواقع أشخاص جهلة، إن لم يكونوا منافقين محرضين. فلطالما كانت هناك علاقات وتعاون على مر التاريخ.

نقلًا عن «الشرق الأوسط»

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg