| 05 مايو 2024 م

سعد المطعنى يكتب رؤية: كلمة الإمام الأكبر

  • | الجمعة, 12 مايو, 2017
سعد المطعنى يكتب رؤية: كلمة الإمام الأكبر

لا يختلف اثنان على ما جاء فى كلمة الإمام الأكبر فى ختام مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، من عبارات كانت فى غايه الرصانة والصراحة حيث تحدث عن هذه الكلمة القاصى والدانى ممن سمعها ومن لم يسمعها؛ وذلك لروعتها وما جاء فيها من صراحة للعالَم أجمع، حيث أشار فضيلته فى هذه الكلمة إلى ما يجب أن تعرفه الإنسانية من قيم التسامح والسمو، ودعنى عزيزى القارئ أقتبس بعضًا من هذه الكلمات النيرة التى هزت القلوب والعقول وكشفت الكثير من المظالم التى تتعرض لها الأديان السماوية فمما جاء فى هذه الكلمة: «فليس الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأوّلوها تأويلًا فاسدًا ثم راحوا يسفكون بها الدماء، وليست المسيحية دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الارواح، وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام - وحاشاه - فى احتلال أراضٍ راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره، بل ليست الحضارة الأوروبية حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين اندلعتا فى قلب أوروبا، وراح ضحيتهما أكثر من سبعين مليونًا من القتلى، ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البشر والحجر فى هيروشيما ونجازاكى» ثم عقب فضيلته بعبارة فى غاية القوة فقال: «هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان وعن منطق الحضارات وهذا الباب من الاتهام لو فُتح كما هو مفتوح على الإسلام الآن فلن يسلم دينٌ ولا نظام ولا حضارة بل ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب».

فهل بعد هذا الوضوح نجد وضوحًا أكثر من ذلك؟ الإجابة بالطبع ستكون بالسلب، ونعلق على هذه العبارات الرصينة بما يلى:

_ إن فضيلة الإمام الأكبر أماط اللثام عن سماحة الدين الإسلامى لمن لا يعرفون هذه السماحة حق المعرفة، كما وضّح فضيلته أن التهم الباطلة التى أراد البعض أن يلصقها بالإسلام والمسلمين هى تهم لا أساس لها من الصحة، كما وضّح فضيلته أن هناك فرقًا بين ما يدعو إليه هذا الدين الحنيف من محبة وسلام وبين ما يقترفه بعض من ينتسبون إليه، كما برأ فضيلته كل تعاليم الأديان السماوية سواء كانت مسيحية أو يهودية من أى نوع من أنواع التسلط والعنف؛ لأنها أديان جاءت من أجل صلاح الإنسان لا من أجل تعاسته.

_ لم يفت فضيلة الإمام الأكبر أن يعرج على بعض الأخطاء التاريخية التى ارتُكبت باسم الحضارات، فبرّأ الجميع من هذه التهم كما برأ الأديان بل برّأ التاريخ نفسه بعبارة قوية رصينة فى غاية البلاغة «فلن يسلم دين ولا نظام ولا حضارة بل ولا تاريخ من هذه التهم».

_ إن هذه المكاشفة وهذه المصارحة التى جاءت على لسان إمام المسلمين وفى ختام المؤتمر العالمى للسلام الذى عُقد على أرض الكنانة وبحضور بابا الفاتيكان لهو أكبر دليل على أن مصر السلام دائمًا تدعو إلى السلام، وتاريخُها عبر العصور يُقدّم الدليل تلو الآخَر على أن مصر بحق هى بلد السلام.

_ ليت عالم اليوم يعى جيدًا هذه الرسائل التى بعث بها المؤتمر العالمى للسلام، ويعى أيضًا ما جاء فى كلمة الإمام الأكبر من نداء للسلام، خاصة أن الذى ثمّن هذا النداء بابا الفاتيكان الذى شدّ على يدى فضيلة الإمام الأكبر بعد إلقاء كلمته واحتضنه احتضانًا حارًّا، يدل على عظيم تأثير كلمات الإمام الأكبر ليس فى قلب بابا الفاتيكان فقط، بل فى قلب وعقل كل مَن سمع هذه الكلمات الوضّاءة التى جاءت على لسان إمام السلام شيخ الأزهر الشريف.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg