«غلاء الأسعار» أصبح عنوان المرحلة، خاصة بعدما طال جميع السلع الأساسية للمواطنين، الأمر الذى دفع الكثير من المواطنين إلى المطالبة بمقاطعة بعض السلع التى اعتادوا على شرائها خلال شهر رمضام مثل الياميش مثلا واللحوم والدواجن.. «صوت الأزهر» تتساءل هل حملات المقاطعة سوف توقف غول الغلاء قبل رمضان؟

من جهته، قال الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر: لا شك أن الأسعار فى الأعم الأغلب مرتبطة بنمطية الاستهلاك لدى المواطنين فالمجتمع المبذر سيجد الأسعار مضاعفة؛ لأنه قانون العرض والطلب، مضيفا: أن المجتمع المقتصد يجد سلعته رخيصة مناسبة لأنه يحترم نعم الله ولا يسرف، من هنا فعدم تخزين السلع والاقتصاد والإبلاغ عن المحتكرين يساوى القضاء على الغلاء.. بينما قالت الدكتورة فتحية الحنفى أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة جامعة الأزهر، إن الإعلان عن المقاطعة جاء نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل عام سواء أكان فيما يقتاته الناس أو غيره من جميع السلع، وهذا ليس وليد اليوم؛ ولكن منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضى الله عنه قال: غلا السعر فى المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، انى لارجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطلبنى بمظلمة فى دم ولا مال».

فى ذات السياق، قال الدكتور خالد الشافعى  الخبير الاقتصادى، إن الثقافة الاستهلاكية المصرية لم تنجح خلال آخر خمس سنوات فى انجاح فكرة المقاطعة والإضراب فهناك عدد كبير من الحملات لمقاطعة اللحوم وقبلها حملات أخرى لمقاطعة منتحات بعينها لكنها لم تؤثر. مشيراً إلى أن فكرة السيطرة على الأسعار تقتضى أولا عمليات منافسة بين الشركات المنتجة ومن ثم يكون المواطن هو المستفيد وكذلك تكثيف الحملات على الأسواق وكذلك عمل سعر استرشادى على كل سلعة وفق تكلفتها لمواجهة أى تلاعب.

وقال الدكتور محمد مبارك أستاذ علم الاجتماع، بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر،  إن قضية ارتفاع الأسعار غالبيتها مفتعلة والهدف من ورائها جنى الأرباح الوفيرة بصرف النظر عن الظروف التى يمر بها الناس أو المجتمع، يمكن القول أن هذه الظاهرة لن تنتهى طالما أن هناك محتكرين لا يرحمون الناس خاصة الفقراء وعلى ما أعتقد أن غالبية الشعب صار من الفقراء ومحدودى الدخل.

نعمات مدحت