| 19 يونيو 2025 م

"المظلومية" سلاح "داعش" لاستقطاب الشباب

  • | الأحد, 21 مايو, 2017
"المظلومية" سلاح "داعش" لاستقطاب الشباب

تناول مرصد الأزهر فى كثير من تقاريره الأسباب وراء انضمام الشباب المسلم إلى الجماعات الإرهابية، خاصة من الغربيين، فى محاولة لكشف أسباب هذا التحول الكبير الذى يطرأ على مسلم غربى يعيش حياة متحضرة لينتقل إلى فكر بهذا الانغلاق والجمود، وما الدوافع التى تجعلهم يضحون بحياتهم من أجل تنظيمات إرهابية متطرفة؟.

ورغم تعقيد الأمر وعدم سهولة عزو هذه التحولات إلى سبب واحد، لأنها أسباب مركبة مترابطة تدفع بعضها بعضاً، لتوقع بالمسلمين فى هذا الشرك المقيت، لكن مع ذلك يبقى هناك سبب مهم للغاية وهو فكرة الانتقام لما يحدث للمسلمين فى مختلف أنحاء العالم نتيجة سياسات جائرة تدعمها بعض الدول فى سبيل تحقيق مصالح اقتصادية أو استراتيجية، هذا الشعور بالمظلومية هو الذى يلعب عليه داعش بكثافة، لأنه يضمن مدى تأثيره على وعى المسلم فى مشارق الأرض ومغاربها، وبالتالى يستطيع تجييش مشاعر من العداء ضد هذه القوى الدولية، فعلى سبيل المثال نشر المرصد منذ وقت مقالاً بعنوان «داعش والتطور المتوقع للسياسات الدولية» تناول تصريحات رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، حول حقيقة أنه ارتكب خطأ مع جورج بوش فى غزو العراق عام 2003 للاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين، حيث أقر بلير- لأول مرة أيضاً- بأن الحرب الأمريكية البريطانية على العراق كانت واحدة من أسباب ظهور تنظيم داعش الإرهابى.

وهذا ما يوضح سبب تأكيد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فى كثير من حواراته وخطاباته أن الأسباب البعيدة للإرهاب إنما ترجع إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلُّط والهيمنة والكيل بمكيالين.

ربما يكون هذا الكلام مناسباً جداً لما نشره موقع The Independent فى إطارة متابعة التحقيقات البريطانية لحادثة ويستمنستر الإرهابية التى وقعت فى لندن مارس الماضى، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 50 آخرين، حيث أفادت صحيفة «TheIndependent» أن وكالات الأمن البريطانية كشفت عن الرسالة الأخيرة التى بعثها خالد مسعود، منفذ هجوم ويستمنستر الأخير، على خدمة الرسائل WhatsApp، التى كشفت عن دافعه وراء هذا الهجوم، ففى رسالته التى أرسلها قبل دقائق من تنفيذ الهجوم، أعلن أنه كان يجاهد ثأراً من التحركات العسكرية التى ينفذها الغرب فى الدول الإسلامية فى الشرق الأوسط.

إذاً مفهوم المظلومية الذى يعزف داعش على أوتاره يؤتى ثماره، خاصة فى ظل وضوح سياسة الكيل بمكيالين فى كثير من القضايا الراهنة، وهذا المفهوم يمكن تتبعه فى العديد من أنماط وصور الخطاب الداعشى، أياً كان شكل هذه المظلومية، ولذلك فعندما يناشد الأزهر الشريف بحلول ناجزة وعادلة لقضايا مثل قضايا الإسلاموفوبيا والزينوفوبيا وجرائم الكراهية التى ترتكب فى حق المسلمين وغيرها من القضايا، فهو إنما يحاول الحفاظ على القيم الإنسانية التى تدعو للعدل والرحمة والتسامح والعيش فى سلام، ووأد فتيل فتنة يمكن لجماعات مثل داعش العزف على أوتارها وتشكيل ولاءات أخرى له فى مناطق لم يكن له فيها وجود.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg