| 17 مايو 2024 م

فتاوى رمضان: ما حكم التبرد بالماء أثناء الصوم.. واستخدام العطور فى نهار رمضان.. والمضمضة؟

  • | الأربعاء, 7 يونيو, 2017
فتاوى رمضان: ما حكم التبرد بالماء أثناء الصوم.. واستخدام العطور فى نهار رمضان.. والمضمضة؟

* ما طرق إثبات دخول شهر رمضان الكريم؟

- يثبت دخول شهر رمضان كغيره من الأشهر العربية القمرية برؤية الهلال، ويُسْتَطْلَع بغروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، فإذا تمت رؤية الهلال فقد بدأ شهر رمضان، وإذا لم تتم رؤيته فيجب إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ»، وبهذه الطريقة أيضاً يثبت دخول شهر شوال.

والاعتماد على الرؤية البصرية هو الأصل شرعا، مع الاستئناس بالحساب الفلكي؛ إذ المختار للفتوى أن الحساب الفلكى يَنْفى ولا يُثْبِت، فيؤخذ به فى نفى إمكانية طلوع الهلال ولا عبرة بدعوى الرؤية على خلافه، ولا يعتمد عليه فى الإثبات، حيث يؤخذ فى إثبات طلوع الهلال بالرؤية البصرية عندما لا يمنعه الحساب الفلكى. فإذا نفى الحساب إمكان الرؤية فإنه لا تُقْبَل شهادة الشهود على رؤيته بحال؛ لأن الواقع الذى أثبته العلم الفلكى القطعى يُكَذِّبهم.

وفى هذا جَمْعٌ بين الأخذ بالرؤية البصرية وبين الأخذ بالعلوم الصحيحة سواء التجريبية أو العقلية، وكلاهما أمرنا الشرع بالعمل به، وهو ما اتفقت عليه قرارات المجامع الفقهية الإسلامية.

تهنئة شهر الصيام

* ما مشروعية التهنئة بقدوم شهر رمضان؟

- نظراً لفضل هذا الشهر العظيم، وعموم الرحمة فيه، وكثرة المنن التى يمنها الله تعالى فيه على عباده، كان حقيقاً بأن يهنِّئ الناسُ بعضُهم بعضاً بقدومه، والتهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مشروعة ومندوبٌ إليها، قال تعالى: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» يونس: 58 .. والتهنئة مَظْهَرٌ من مظاهر الفرح، وجاء فى القرآن الكريم تهنئة المؤمنين على ما ينالون من نعيم، وذلك فى قوله تعالى: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» الطور: 19، وكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم يهنِّئ أصحابه بقدوم شهر رمضان، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ يَقُول: «جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ».

وقد نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجدَّدَتْ، فقال الحافظ العراقى الشافعى: «تستحب المبادرة لتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه بلية ظاهرة».

وقال ابن حجر الهيتمى: «إنها مشروعة»، ثم قال: «ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر، والتعزية، وبما فى الصحيحين عن كعب بن مالك رضى الله عنه فى قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم قام إليه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه فهنأه».

وكذلك نقل القليوبى عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة. قال البيجورى: «وهو المعتمد».

وقال أبوعبدالله بن مفلح المقدسى الحنبلى: تستحب التهنئة بنِعَمٍ دينية تجددت؛ لقصة كعب بن مالك رضى الله عنه، وفى الصحيحين أنه لما أنزل الله: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» الفتح: 1.. قال أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «هنيئاً مريئاً».

وتُسَنُّ إجابةُ المهنِّئ وتهنئتَه بمثلها أو أحسن منها؛ لقوله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً» النساء: 86.

سن الصيام

* متى يكون فرضاً على الفتى أن يصوم؟ وما السن الشرعية لوجوب صوم الفتى والفتاة؟

- الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس لقوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وأقام الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». والمسلم مخاطب ومكلف من وقت بلوغه أن يلتزم بهذه الأركان التى منها صيام شهر رمضان، ويكون البلوغ للفتى بالاحتلام وللفتاة بظهور الحيض، فإن لم يظهر ذلك منهما فببلوغ خمس عشرة سنة قمرية لكليهما.

التبرد بالماء

* ما حكم التبرُّد بالماء أثناء الصوم؟

- تبرُّد الصائم بالماء -بأن يغتسلَ أو يَصُبَّ على بدنه الماء اتّقاءً للحرِّ أو العطش- جائزٌ شرعاً ولا يُفسِد الصوم؛ لما روت عَائِشَةُ -رضى الله عنها- أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم «كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُباً فِى رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ حُلُم فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ»، وذكر البخاريُّ عن أنس بن مالك -رضى الله عنه- أنه قال: «إِنَّ لِى أَبْزَناً أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنَا صَائِمٌ»، والأبزن: هو حوض الاستحمام. وعلى الصائم أن يحرص على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخول جزء من الماء فى الجسم بواسطة المسامِّ فإنه لا تأثير له؛ لأن المُفطِر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة حِسًّا للجوف.

تطيب

* ما حكم استخدام العطور فى نهار رمضان للتطيب؟

- العطر فى نهار رمضان لا يفسد الصيام.

استنشاق

* ما حكم المضمضة والاستنشاق أثناء الصوم؟

- يجوز للصائم المضمضة والاستنشاق، ويكره المبالغة فيهما.

رخصة الفطر للمسافر

* هل يُرَخصُ الفطر لمن يداوم على السفر نظراً لطبيعة عمله؟

- رخص الله سبحانه وتعالى للصائم المسافر أن يفطر متى كانت مسافة سفره لا تقل عن مرحلتين وتُقَدَّران بنحو ثلاثة وثمانين كيلومتراً ونصف الكيلومتر، بشرط أن لا يكون سفره هذا بغرض المعصية، وأناط الشرع رخصة الفطر بتحقق علة السفر فيه من دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة؛ فصلح السفر أن يكون علة لأنه وصف ظاهر منضبط يصلح لتعليق الحكم به، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفى انتفت، أمَّا المشقة فهى حكمة غير منضبطة؛ لأنها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها، ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجوداً وعدماً، قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة: 185، فمتى تحقق وصف السفر فى الصائم ولم يكن إنشاؤه بغرض المعصية جاز له الفطر؛ سواء أشتمل سفره على مشقة أم لا، وسواء أتكرر سفرُه هذا أم لا، حتى لو كانت مهنتُه تقتضى سفره المستمر فإن هذا لا يرفع عنه الرخصة الشرعية، وبين الله سبحانه مع ذلك أن الصوم خير له وأفضل مع وجود المُرَخِّص فى الفطر بقوله تعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ } البقرة: 184، والصوم خير له من الفطر فى هذه الحالة وأكثر ثواباً ما دام لا يَشُقُّ عليه؛ لأن الصوم فى غير رمضان لا يساوى الصوم فى رمضان ولا يُدانيه وذلك لمن قدر عليه، فإذا ظن المسافر الضرر كُرِه له الصوم، وإن خاف الهلاك وجب الفطر.

الصيام بدون صلاة

* ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلى.. وهل ذلك يُفسِد صيامه ولا ينال عليه أجراً؟

- لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط فى شأنها، حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم، ومعنى «فقد كفر» فى هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التى فى معناه: أى أتى فعلاً كبيراً وشابه الكفار فى عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذاً بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

والمسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعاً كما قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً» البقرة: 208، وجاء فى تفسيرها: أى التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضاً ويترك بعضاً فيقع بذلك فى قوله تعالى: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ» البقرة: 85. وكل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتـها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلى فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعاً من جهة تركه للصلاة ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى. أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثواباً وأجراً وقَبولاً ممن لا يصلى.

غروب الشمس

* ما حكم الخطأ فى ظن طلوع الفجر وغروب الشمس فى الصيام؟

- من أكل بعد الفجر ظانًّا عدم طلوعه أو أكل قبل غروب الشمس ظانًّا غروبها ثم تبيَّن له خطؤه فعليه القضاء كما هو مذهب جمهور الفقهاء؛ لأنه لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه. فعن شُعَيْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَفْطَرْنَا مَعَ صُهَيْب الْخَيْرِ أَنَا وَأَبِى فى شَهْرِ رَمَضَانَ فى يَوْمِ غَيْمٍ وَطَشٍّ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَعَشَّى إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ صُهَيْبٌ: «طُعْمَةُ اللهِ؛ أَتِمُّوا صِيَامَكُمْ إِلَى اللَّيْلِ وَاقْضُوا يَوْماً مَكَانَهُ».

الجنابة فى رمضان

* من أصبح وهو جُنب فى نهار رمضان؟

- على الصائم أن يغتسل وصيامه صحيح.

صلاة التراويح

* ما حكم الشرع فى صلاة التراويح فى رمضان؟

- صلاة التراويح هى صلاة قيام الليل فى رمضان وهى سنة تصلى ليلاً فى رمضان بعد صلاة العشاء، وهى سنة مؤكدة للرجال والنساء. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة - أى أمر ندب وترغيب - فيقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وقد لَقِيَ صلى الله عليه وسلم ربه والأمر على ذلك فى خلافة أبى بكر وصدراً من خلافة عمر ثم أمر عمر رضى الله عنه بالجماعة فى القيام.

بلع البلغم

* ما حكم بلع البلغم؟

- بلع البلغم أثناء الصيام لا يفطر عند الجمهور؛ إلا إذا أخرجه الصائم ثم ابتلعه فإنه يكون مفطراً.

القىء أثناء الصيام

* هل القىء يفسد الصيام؟

- إذا غلب القىءُ الصائمَ من غير تسبُّبٍ منه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه أن لا يتعمَّد ابتلاع شىءٍ مما خرج من جوفه وأن لا يُقصِّر فى ذلك، فإذا سبق إلى جوفه شىء فلا يضره، أما مَنْ تَعَمَّدَ القىء وهو مُخْتارٌ ذاكِرٌ لصومه فإن صومَه يفسد ولو لم يرجع شىءٌ منه إلى جوفه، وعليه أن يقضى يوماً مكانه؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْداً فَلْيَقْضِ».

النقط فى الأنف

* ما حكم وضع النقط فى الأنف أو الأذن أثناء الصيام؟

- وضع النقط فى الأنف مُفسِد للصوم إذا وصل الدواء إلى الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء فيه. وكذلك وضع النقط فى الأذن، فمذهب جمهور الفقهاء فيها والأصح عند الشافعية أن الصوم يفسد بالتقطير فى الأذن إذا كان يصل إلى الدماغ، بينما يرى بعض الشافعية أنه لا يُفطِر؛ ذهاباً منهم إلى أنه لا يوجد منفذ منفتح حِسًّا من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصله بالمسامِّ كالكحل، فلا مانع من تقليد هذا القول دفعاً للحرج، وإن كان الأول أحوط.

حقنة العضل

* هل استعمال الحقنة الوريدية أو فى العضل للعلاج أو للتقوية مبطلة للصوم؟

- لا يبطل الصوم بشىء مِمَّا ذكر؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذٍ طبَعى مفتوح ظاهراً حِسًّا، والمادة التى يحقن بها لا تصل إلى الجوف أصلا، ولا تدخل من منفذٍ طبَعى مفتوحٍ ظاهراً حِسًّا، فوصولها إلى الجسم من طريق المسامِّ لا ينقض الصوم.

الحقن الشرجية

*ما حكم استعمال الحقن الشرجية أثناء الصوم؟

- مذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلَتْ مع العَمْد والاختيار؛ لأن فيها إيصالا للمائع المحقون بها إلى الجوف من مَنْفَذٍ مفتوح، وهناك قولٌ للمالكية أنها مباحة لا تُفطِر، وهو وجهٌ عند الشافعية، وفى قولٍ آخر عند المالكية أنها مكروهة يُستحب قضاء الصوم باستعمالها. وبناءً على ذلك: فيمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتلى بالحقنة الشرجية ونحوها فى الصوم ولم يكن له مجال فى تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحاً ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجاً من خلاف جمهور العلماء.

بخاخة الربو

* ما حكم استعمال بخاخة الربو أثناء الصيام؟

- يبطل الصوم باستعمال بخاخة الربو ويجب القضاء؛ لأنها توصل الدواء السائل إلى الجوف على هيئة رذاذ له جِرْمٌ عن طريق منفذٍ مفتوح طَبْعاً، وهو الفم، فإن لم يستطع المريض القضاء، وكان المرض مزمناً فعليه الفدية عن كل يوم إطعام مسكين بما مقداره مدّ من طعام من قوت البلد كالأرز مثلا، والمُدّ مكيال (حجم) يساوى بالوزن 510 جرامات من القمح، ويجوز إخراج قيمتها ودفعها للمسكين على ما عليه الفتوى.

حقن الأنسولين

* ما حكم أخذ حقن الأنسولين خلال الصوم؛ حيث إن الطبيب المعالج أوضح أنه يجب أخذ إبرة الأنسولين قبل تناول الطعام بنصف ساعة، فهل يجوز أخذها فى نصف الساعة الأخيرة من الصوم؟

- لا مانع شرعاً من أخذ حقن الأنسولين تحت الجلد أثناء الصيام ويكون الصيام معها صحيحاً لأنها وإن وصلت إلى الجوف فإنها تصل إليه من غير المنفذ المعتاد ومن ثَمَّ يكون الصوم معها صحيحاً.

نقل الدم والحجامة

* ما حكم الحجامة، ونقل الدم أثناء الصوم؟

- جمهور الفقهاء على أن الحجامة لا تُفسِد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وهذا ضابط أغلبى، ومثلُ الحجامة فى الحكم نقل الدم؛ فإنه لا يؤثِّر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف والضرر.

تأخير الحيض

* ما حكم تناول المرأة لأدوية تؤخر الحيض لتصوم الشهر كاملا؟

- يجوز لها ذلك ما لم يثبت ضرر ذلك طِبِّيًّا، والأَوْلى والأفضل تركه؛ لأن وقوف المرأة المسلمة مع مراد الله تعالى وخضوعها لما قدَّره الله عليها من الحيض ووجوب الإفطار أثناءه، وقضاؤها لِمَا أفطرته بعد ذلك أثْوَب لها وأعظم أجراً.

الفحص المهبلى للسيدات

* ما حكم عمل الفحص المهبلى أثناء الصيام؟

- الفحص المهبلى الذى يتم فيه إدخال آلة الكشف الطبى فى فرج المرأة يفسد الصوم عند الجمهور، خلافاً للمالكية؛ حيث إن الاحتقان بالجامد - فى الدبر أو فرج المرأة- لا يفسد الصوم عندهم.

وعلى ذلك فيمكن لمن احتاجت إلى ذلك من النساء حال صيامها أن تقلد المالكية، ولا يفسد الصوم بذلك حينئذٍ، وإن كان يستحب لها القضاء خروجاً من الخلاف.

التدخين فى الصوم

* ما حكم التدخين أثناء الصيام؟

- التدخين مع كونه عادة سيئة محرمة تضر بصحة الإنسان فهو أيضاً مُفْسِدٌ للصوم موجبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف فيصير جِرْماً دخل جوف الإنسان بتجاوزه الحلقوم.

الغسيل الكلوى

* هل الغسيل الكلوى أثناء الصيام يفطر؟

- لا يضر الصيام طالما كان من الأوردة والشرايين. وعليه فإن الصوم لا يفسد بالغسيل الكلوى.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
1.8

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg