أصدر تنظيم داعش الإرهابى العدد التاسع من مجلته الشهرية على الإنترنت، التى دائماً ما تنطوى على مغالطات دينية وتاريخية لتبرير فكر التنظيم المنحرف، وتعزيز الدعاية المتطرفة التى يروج لها، ما يدل على أن الانتكاسات التى تعرض لها التنظيم فى معاقله بالعراق وسوريا أحدثت أثراً ضئيلاً على طموحاته التى يسعى إلى تحقيقها على الصعيد العالمى.

وشكلت الهجمات الإرهابية التى نفذها التنظيم فى حق مسيحيى مصر مؤخراً محور الإصدار الجديد من المجلة، بالإضافة إلى موضوعات أخرى منها تحريض التنظيم مؤيديه على حمل السلاح كلما أمكن، وإبراز تكتيكات إرهابية جديدة مفزعة، حيث يبدأ العدد بفصل يحمل عنوان «حكم النصارى المحاربين» والذى يدافع بقوة عن الكثير من الفظائع التى ارتكبها التنظيم مؤخراً، المتمثلة فى تفجيرات نالت من أقباط مصر الذين تم استهداف كنائسهم ثلاث مرات منذ ديسمبر 2016، ويزعم التنظيم الإرهابي أن «استهداف هذه الكنائس بالتخريب والتدمير-على اعتبار أن المسيحيين فئة محاربة- هو أمر مباح فى الشريعة الإسلامية».

ويسرد تنظيم داعش عدة أسباب تهدف إلى تعليل تصنيفهم للمسيحيين الذين يستهدفونهم فئة محاربة، وكذلك إلى القضاء على أى تعاطف مع قتل المسيحيين فى مصر، وتفنيد أى معارضة من منطلق إسلامى لهذه الأعمال.

ويؤكد مرصد الأزهر الشريف رفضه لهذه المبررات الواهية والادعاءات الكاذبة، لافتاً إلى أن حقوق المواطنة والمساواة مكفولة لأقباط مصر، وأن مصطلح المواطنة- كما يؤكد الأزهر دائماً- مصطلح أصيل فى الإسلام شعَّت أنواره الأولى من دستور المدينة المنورة، وأن المجتمعات العربية والإسلامية تمتلك تراثاً عريقاً فى ممارسة العيش المشترك فى المجتمع الواحد، كما أشار إلى أن تبنى مفاهيم المواطنة والمساواة والحقوق يستلزم بالضرورة إدانة التصرفات التى تتعارض ومبدأ المواطنة من ممارسات لا تقرها شريعة الإسلام.