أظهرت دراسة حديثة لمركز أبحاث Pew، تضمّنت استبيان رأى أفاد بأن «أغلبية البالغين الحاصلين على درجات علمية هم الأقل تديناً مقارنة بغيرهم من الحاصلين على درجات علمية أقل».
ويرى مرصد الأزهر، أن العلاقة بين التدين والمستوى العلمى ليست بسيطة وتحتاج إلى تفصيل، فالعلاقة تلك قد تُبنى على عدة محاور، وقد تناول البحث محاور الإيمان بالله، ومدى التزام الأفراد محل الدراسة بالصلاة، وإلى أى مدى يمثل الدين أهمية بالنسبة لهم، علاوة على ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى أن نسبة من المسيحيين البالغين الأمريكيين والتى تمثل 71% من السكان قلّما يذهبون إلى الكنيسة مقارنة بغيرهم الأقل فى المستوى التعليمى، وذلك بأخذ عينة عشوائية وحصر إجاباتهم على عدد من الأسئلة.
ويشير المرصد إلى أنه بنظرة فاحصة إلى المجتمع الأمريكى فإن الإجابة على تساؤل: «هل التعليم مرتبط بمستوى أقل من التدين؟» ستكون نعم، حيث إن أقل من نصف عينة الدراسة نحو 46% من الحاصلين على درجات علمية مرتفعة كانت إجاباتهم «لا»، وذلك على نحو مغاير للنمط الآخر الذى مثل نسبة 58% من الحاصلين على درجات علمية أقل من الذين جاءت إجاباتهم بنعم، ما يبين أن الدين يحتل أولوية رئيسية لدى الفئة الأقل فى السلم التعليمى، وقد توصل البحث إلى هذه النتائج من خلال إجابات عينة الدراسة على أسئلة تتعلق بالاعتقاد الدينى وكيفية تأدية الصلاة، وكانت إجابات الفئة الأرقى فى السلم التعليمى «أنهم لا يؤمنون بالإله إيماناً عن يقين، ولا يوجد فى خططهم اليومية أداء بعض الصلوات»، والأمر نفسه ينطبق على الأسئلة المتعلقة بالاعتقاد الدينى، فقد أجاب نحو 11% من الحاصلين على درجات علمية عالية بأنهم «ليس لديهم أى مانع من أن يعبروا عن معتقدهم الإلحادى»، مقابل 4% من نظرائهم ذوى الدرجة العلمية الأقل، وبيّن الاستطلاع أن ما يقرب من ثلث الأمريكيين 36% من الحاصلين على درجات علمية مرتفعة كانوا يحضرون الدروس الدينية بصفة دورية أسبوعياً، مقابل 37% من ذوى الدرجات العلمية الأدنى.
وتشير الدراسة إلى أن نحو 70% من المسيحيين ذوى الدرجات العلمية العالية لديهم التزام دينى فيما يتعلق بالمحاور الأربعة قيد البحث، وهى: الحضور فى بيت العبادة، مدى الالتزام بالصلاة، الإيمان بالله، وأولوية الدين فى حياتهم اليومية. بينما 73% من المسيحيين ذوى الدرجات العلمية العالية يواظبون على القيام بتلك المحاور فى مقابل 71% من المسيحيين الحاصلين على درجات علمية أقل يؤدونها.
واستخدمت الدراسة، لتسهيل عرض النتائج، التحليل البيانى الذى قسم الأمريكيين البالغين إلى ثلاثة أقسام، الأول من لديهم شهادة جامعية، والثانى من يحملون شهادات بعض المعاهد، والثالث هم من لم يحصلوا سوى على الشهادة الثانوية. وخلصت الدراسة إلى أن ثلثى من حصلوا على أقل مستوى تعليمى هم الأعلى فى الالتزام الدينى، وبناءً على تلك النتائج التى خلصت إليها الدراسة تم تعميم النتائج.
وقد تطرقت الدراسة إلى العلاقة بين الالتزام الدينى لأصحاب الديانات المتنوعة ورقى المستوى التعليمى، حيث يتضح من خلال الدراسة أن نصف عدد المسلمين فى أمريكا يذهبون إلى المساجد على الأقل مرة واحدة أسبوعياً، بينما يؤدى ما يقرب من ثلثى المسلمين كل الصلوات الخمس يومياً أو معظمها، ويتساوى فى ذلك الحاصلون على مؤهلات علمية عالية والأقل فى المستوى التعليمى، فى حين أن 95% من المسلمين الذين أُجريت عليهم الدراسة قالوا إنهم مؤمنون بالله.
وحدة رصد اللغة الإنجليزية