| 14 مايو 2024 م

لماذا يستهدف الدواعش الحفلات الموسيقية والمدنيين؟!

  • | السبت, 17 يونيو, 2017
لماذا يستهدف الدواعش الحفلات الموسيقية والمدنيين؟!

من بين العديد من الأسئلة حول الهجوم الذى شنه داعش على مسرح مانشستر أرينا، يطغى سؤالان ينطويان على نظرة ثاقبة على الأيديولوجية وراء الهجوم، وهما: لماذا كانت حفلة موسيقية هدفاً، ولماذا كان الأبرياء من الأطفال والمراهقين الضحايا الرئيسيين؟

تشكل السهولة النسبية لتنفيذ الهجمات ضد الأهداف «الرخوة» جزءاً من الإجابة. وبغض النظر عن الاحتياطات الأمنية، فإن التجمعات العامة معرضة للخطر بطبيعة الحال، ولطالما دعا معتنقو الفكر الجهادى المرتبطون بتنظيمى القاعدة وداعش إلى تنفيذ هجمات على التجمعات العامة. وكأثر جانبى لمثل هذه العمليات، فإن تقييد الحريات الشخصية باسم الأمن يُعد شكلاً من أشكال النصر لهذه الجماعات.

وقد بررت داعش فى بعض الأحيان هجماتها ضد المدنيين لدورهم فى انتخاب السياسيين الذين يوجهون ضربات لما يسمى بـ«الخلافة»، ويصنفون هذه الوفيات كضرر جانبى، وهو الشىء الذى يستخدمه أيديولوجيون جهاديون آخرون فى تبرير العنف.

ومع ذلك، يمكن اختيار الأهداف لتنفيذ عملياتهم الإرهابية لأغراض تتمثل فيما تحدثه من صدى رمزى وأهمية أيديولوجية لها، فضلاً عن ضعف هذه الأهداف. وقد تم تنميط الهجمات على أنها موجهة ضد الانحطاط المتصور والممارسة غير الإسلامية فى الغرب. وقد وصفت داعش فى إعلانها الرسمى عن مسئوليتها عن الهجمات التى استهدفت مسرح الباتاكلان فى باريس فى نوفمبر 2015، حيث قتل 89 شخصاً، بوكر «البغاء والرذيلة».

بعد هجمات باريس، حذر مارك رولى، رئيس إدارة مكافحة الإرهاب لشرطة العاصمة، قائلاً «فى الأشهر الأخيرة اطلعنا على العديد من المخططات التى تستهدف نمط الحياة الغربى، تتراوح بين التركيز فى نطاق ضيق على الشرطة والجيش كرموز الدولة ونطاق أوسع بكثير».

هذا الاعتقاد مستمد من تفسير عنيف لمبدأ الولاء والبراء الذى تفسره داعش لخدمة أهدافها الأيديولوجية تفسيرا يتنافى مع صحيح الدين الذى يدعو للمعاملة بالإحسان والبر وحسن الصلة للمسالمين الآمنين الذين لا يهددون أمن المجتمعات المسلمة، وضمن هذا العداء تجاه كل الأشياء التى ينظر إليها على أنها معادية للدين، فإن الموسيقى تحظى بعداء خاص. ففى أرض الخلافة الداعشية المزعومة، يتم حظر الموسيقى، حيث إن الموسيقى الوحيدة المسموح بها هى الأناشيد غير المصحوبة بالموسيقى والتى ترافق الدعاية الخاصة بالتنظيم.

ويرى هؤلاء الذين يتبعون الفكر الداعشى أن الإعجاب بالمشاهير ينطوى على شرك بالله. وقد وصف داعش رواد الحفل فى إعلانه عن المسئولية بأنهم مشركون. يُذكر أن الاعتقاد ذاته أدى إلى تدمير الأضرحة والمقابر فى أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg