| 19 مايو 2024 م

نتساءل.. ليبيا مقبرة لـ "داعش" أم معقل جديد؟

  • | السبت, 24 يونيو, 2017
نتساءل.. ليبيا مقبرة لـ "داعش" أم معقل جديد؟

منذ الإطاحة بنظام القذافى وليبيا تعانى من اضطرابات وعدم استقرار، ما قوّى شوكة تنظيم داعش بها، وغدا الأمر أكثر تعقيداً فى ظل التناحر القَبَلى، والتفكك المجتمعى، والتدهور العسكرى الذى يجعل من ليبيا «ملتقى طرق» للمتسللين من الحدود المفتوحة على ست دول، فضلاً عن كونها ملعباً تتنافس على مرماه القوى العالمية. ولعل ما جعل ليبيا معقلاً جديداً لتنظيم داعش هو تميزها بموقع جيوستراتيجى مهم بالنسبة لمصر من ناحية، ولأوروبا من ناحية أخرى.

وتابع مرصد الأزهر باللغة الفرنسية فى تقريره لما يمكن أن يحمله خطر وجود داعش بليبيا من تهديدات للأمن المصرى بصفة خاصة، وللأمن الدولى بصفة عامة، حيث بدأت ليبيا تعلن مرة تلو الأخرى عن تشكيل حكومة وحدة وطنية آملةً أن تكون بداية نهاية الصراع الذى يجرى على أراضيها، وعلت وتيرة تعقيد الأمر وأصبح كارثياً بعدما وقع الشتات الليبى واضطر الجيش للتدخل بقيادة خليفة حفتر قائد الجيش الليبى، للم الشمل، ولكن الأمر خرج عن السيطرة وتحول الأمر إلى ما يشبه حرب عصابات.

ويشير المرصد إلى أن داعش اتخذت ليبيا معقلاً جديداً لها لغياب الدولة الذى يسمح لأى تنظيم بالاستقرار دون مواجهة حقيقية، والثراء النفطى الذى ربما سيعيد بناء احتياطيات التنظيم المالية، التى انخفضت بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، وبسبب تفجيرات آبار النفط فى العراق وسوريا، لذا فإن داعش تبنى استراتيجية عرقلة وصول أى سلطة حاكمة فى ليبيا إلى النفط، مما يمكن أن يحقق وفى وقت سريع انهيار هذه الدولة.

ويؤكد المرصد فى تقريره أن ليبيا باتت ورقة رابحة بالنسبة لتنظيم داعش الذى يتخذها أرضاً خصبة ستساعده على إنبات ثمرته، لذا فمخطئ من يعتقد أن الأسوأ هو ما نشهده الآن فى سوريا والعراق، بل ربما يكون المقبل فى ليبيا أسوأ، وربما لم نره من قبل، لأن محيط سوريا والعراق يستطيع إيقاف أى توسع أو توغل لهذا التنظيم، أما بالنسبة لليبيا فإن الأمر مختلف تماماً نظراً لما يمكن أن يعانيه جيرانها- باستثناء مصر- من تخوف دخول مناوشات مع هذا التنظيم.

تجدر الإشارة إلى أن نهوض الجماعات الإرهابية فى ليبيا يجعلهم أكثر قرباً من أوروبا، وبالتالى يشكلون تهديداً مباشراً أو غير مباشر على القارة العجوز، وربما سيؤدى أى تدخل عسكرى بعدد كبير من الشباب إلى التطرف، وما عانت منه مصر فى الآونة الأخيرة بمحافظة المنيا والتعدى أكثر من مرة على الأقباط بها يؤكد أن داعش تتخذ بالفعل من ليبيا حصناً حصيناً لها تسعى من خلاله إلى ضرب أمن مصر فى مقتل.

ويشدد المرصد على أنه لو لم تصبح الجبهة الليبية جبهة استراتيجية فى الحرب ضد تنظيم داعش فلن يتم استئصال شأفة هذا التنظيم، لذا فلابد للجيش هناك من بسط سيطرته على جميع مساحات الدولة المترامية الأطراف حتى يتمكن من تحجيم هذا السرطان الذى بدأ يسرى فى جسد الدولة الليبية، لافتاً إلى أن الاتفاق السياسى الليبى الذى يُعدُّ الخطوة الأولى على طريق بناء دولة ليبية ديمقراطية تقوم على مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون هو الضامن الوحيد للقضاء على أى تطرف أو إرهاب.

وحدة رصد اللغة الفرنسية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg