| 19 مايو 2024 م

نكشف.. الفلبين عاصمة "داعش" في آسيا الوسطى

  • | السبت, 24 يونيو, 2017
نكشف.. الفلبين عاصمة "داعش" في آسيا الوسطى

بعد ما ضرب تنظيم داعش عدداً من الأهداف فى آسيا الوسطى خلال العام 2016، اتجه التنظيم الإرهابى أخيراً إلى مدينة ماراوى بجزيرة مينداناو الواقعة جنوب الفلبين بعد هجوم مفاجئ لخلايا تابعة له داخل المدينة، أسفرت عن مقتل نحو 61 إرهابياً، وأكثر من 19 مدنياً، و11 من قوات الشرطة، وفرار نحو 50 ألفاً، ووقوع نحو 2000 آخرين فى قبضة داعش، بحسب ما ورد فى بعض وكالات الأنباء، وقد أعلن داعش فى وقت سابق مسئوليته عن عدة هجمات فى مختلف أرجاء جنوب شرق آسيا خلال العامين الماضيين، لكن المعركة فى مدينة ماراوى كانت أول مواجهة طويلة مع قوات الأمن.

وتعد جزيرة مينداناو قاعدة خصبة للمتشددين من جنوب شرق آسيا ومن خارجها لشيوع الفقر وغياب القانون وحدود الجزيرة غير المؤمّنة.

وبدأت الاشتباكات فى ماراوى بعد محاولة أمنية فاشلة للقبض على «إسنيلون هابيلون» أو «عبدالله الفلبينى» أحد زعماء جماعة «أبو سياف» التى اكتسبت سمعة سيئة بسبب أعمال قرصنة وخطف وذبح ضد أهداف غربية، والمعروف أن جماعة «أبو سياف» أسست فى التسعينيات تنظيماً إرهابياً بدعم مالى من تنظيم القاعدة داخل مناطق المسلمين جنوب الفلبين، وهى مجموعة متطرفة انشقت عام 1991 عن جبهة تحرير مورو، التى قادت حرباً ضد القوات الحكومية لعدة عقود للحصول على حكم ذاتى فى هذه المنطقة، وتمثل القوام الرئيسى للمتمردين فى أرخبيل مندناو جنوب الفلبين، وقد بايعت هذه الجماعة تنظيم داعش الإرهابى فى 2015، كما تبنت مسئولية هجوم إرهابى فى سبتمبر 2016 بمدينة «دافاو» مسقط رأس الرئيس الفلبينى، والذى أسفر عن مقتل 14 شخصاً.

ويشير مرصد الأزهر إلى أنه من الجماعات الإرهابية الأخرى الناشطة فى الفلبين هناك جماعة «مواتى»، التى تضم عناصر أعضاء جبهة الحرية الإسلامية «مورو» وعددا من الإرهابيين الأجانب، ويلفت المرصد إلى أن الإخوان «عبدالله وعمر مايوت» أسسا هذه الجماعة الإرهابية فى 2013، وقيل إن عمر مايوت قُتل فى اشتباكات مع الجيش الفلبينى، وأعلن مصدر فى المخابرات الفلبينية نزوح ما يقرب من 40 مقاتلاً أجنبياً إلى الفلبين كانوا ضمن 500 مقاتل اجتاحوا مدينة ماراوى فى جزيرة مينداناو، بينهم إندونيسيون وماليزيون وباكستانى واحد على الأقل وسعودى وشيشانى ويمنى وهندى ومغربى وشخص واحد يحمل جواز سفر تركى.

ويرى روحان جوناراتنا الخبير الأمنى بكلية إس راجاراتنا للدراسات الدولية فى سنغافورة، أن تنظيم داعش يتقلص فى العراق وسوريا ويتناثر فى مناطق من آسيا والشرق الأوسط. وهناك «جماعة أنصار الخلافة الفلبينية» الإرهابية التى نشأت فى أغسطس 2014، عندما أصدرت شريط فيديو يتعهد بالولاء لتنظيم داعش، بيد أن القوات المسلحة الفلبينية تصنف الجماعة بأنها عصابات تشارك فى أنشطة سرقة الماشية، ويقع المقر الرئيس للجماعة فى مقاطعتى كوتاباتو الجنوبية وسارانجانى، وكان يقودها فى البداية «أبو شريفة»، وتعتبر جماعة أنصار الخلافة أقرب صلة لمقاتلى داعش فى سوريا من بين الجماعات الإرهابية المحلية فى الفلبين.

وفى عملية قامت بها وكالة تنسيق الاستخبارات الوطنية والشرطة الوطنية الفلبينية فى 5 يناير 2017 فى كيامبا سارانجانى قُتل محمد جعفر ماجويد، الذى حدده مسئولون أمنيون فلبينيون كرئيس لجماعة أنصار الخلافة الفلبينية، وقيل إنه تلقى تدريباً من قبل «ذو الكفل عبدهير» فى صناعة القنابل، وبعد بضعة أسابيع قبض رجال الشرطة فى بولومولوك جنوب كوتاباتو، على الزعيم الجديد للمجموعة عبدالله نيلونج، وفى نوفمبر 2015 قُتل ثمانية من أعضاء أنصار الخلافة فى معارك استمرت أربع ساعات ضد الوحدات العسكرية الفلبينية فى سلطان قدرات، وتم التعرف على أحد المسلحين القتلى على أنه «عبدالفتاح» وهو مواطن إندونيسى، بعد ذلك بوقت قصير أصدرت المجموعة شريط فيديو يظهر تدريب المجندين فى موقع غابة لم يكشف عنه، وبحسب مسئولين أمنيين فقد تعاونت أنصار الخلافة مع جماعة «ماوت» فى تنفيذ تفجير مدينة دافاو عام 2016، ويقال إن الجماعة عملت مع جماعة «أبو سياف» فى تنفيذ الخطة الفاشلة لاختطاف السياح فى منطقة فيساياس، التى بلغت ذروتها فى اشتباك بوهول عام 2017.

ويعتقد الخبراء أن ارتفاع معدل الهجمات يعكس تداعى موقع داعش فى سوريا والعراق، ومدى تأثير التنظيم على الجماعات المتطرفة فى منطقة آسيا الوسطى، ويعنى فى الوقت نفسه إمكانية عودة عناصر داعش إلى دولهم، علاوة على ذلك تعتبر أفغانستان ودول الجوار فى آسيا الوسطى أرضاً خصبة لنمو داعش، لكن لماذا تتخوف روسيا من انتشار الإرهاب فى آسيا الوسطى وروسيا تحديداً؟ وهل هناك أهداف لموسكو فوق إقليمية أم أن هذا الخوف واقعى؟ يجيب محمد حسین دهقانیان محلل الشئون الدولية بمؤسسة أبرار معاصر طهران: «إن موقف روسيا من آسيا الوسطى موقف عسكرى أمنى، وجولة بوتين الأخيرة فى المنطقة لاسيما طاجيكستان وقرغيزيا وتأكيده على أهمية القواعد العسكرية الروسية فى البلدين (قاعدة 201 فى طاجيكستان وكانت فى قرغيزيا) خير دليل على ذلك، ولم يتطرق بوتين خلال الزيارة إلى أهداف اقتصادية وإنما استحال الوجود الأمنى والعسكرى فى آسيا الوسطى إلى ميزة بالنسبة إلى الجانب الروسى، ويعتبر انضمام عدد كبير من الروس ودول آسيا الوسطى إلى داعش وخطر عودتهم إلى بلدانهم مرة أخرى، وإعلان الجماعات المتطرفة فى آسيا الوسطى والقوقاز الولاء لداعش، وتشكيل نواة داعشية صغيرة، والمخاوف من تمدد داعش مباشرة من أفغانستان من أهم مصادر تهديد داعش للنظام الروسى».

وأعلن الرئيس الفلبينى روديجو دوتيرتى، الأحكام العرفية فى البلاد، بهدف القضاء على ما وصفه بأنه غزو لتنظيم داعـش، ودعا الجيش للتأهب لاستعادة السيطرة على المدينة، ومن جانبه أكد متحدث باسم الجيش استمرار المعارك بين القوات الفلبينية وبين عناصر داعش خلال الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أنه تمت استعادة السيطرة على معظم أجزاء المدينة بعد أسبوع من المعارك بين الجانبين.

ويوضح المرصد أنه من هنا نخرج برؤية واضحة تتلخص فى أن انحسار تنظيم داعش على الأرض فى سوريا والعراق قابلته يقظة واضحة فى بعض الخلايا النائمة التى زرعها داعش فى أكثر من دولة، هذا بعد أن عاد بعض أفراد التنظيم إلى بلدانهم ليس من أجل استقطاب عدد أكبر من الشباب إلى السفر لمناطق النزاع ولكن أيضاً للقيام بزرع خلايا إرهابية داعشية فى هذه الدول يكون من مهامها ضرب الاستقرار والقيام بعمليات إرهابية مستغلين جميع السبل التى تؤدى إلى هذا الهدف.

وحدة رصد اللغة الفارسية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg