| 26 مايو 2024 م

شهادات حية لأطفال هربوا من جحيم "داعش": دروس فى إطلاق النار ووضع الحزام الناسف وقطع الرؤوس

  • | السبت, 24 يونيو, 2017
شهادات حية لأطفال هربوا من جحيم "داعش": دروس فى إطلاق النار ووضع الحزام الناسف وقطع الرؤوس

أثناء تقدم ميليشيات داعش فى العراق، قامت بأسر الآلاف من الأطفال، وتمكن البعض من الهروب، ونقل الأطفال شهادات من خلال معايشتهم لهذا التنظيم، وما واجهوه من أمور مروعة: حيث يروى أبناء العراق قائلين: لقد كان هذا الدرس مؤلماً للغاية، كان الصبية يتقاتلون بسبب الجوع القاتل على واحدة من الطماطم، فكان يقالُ لهم، يوجد مكان آخر ستأكل فيه ما يكفيك، ألا وهو «الجنة»، وللوصول إلى الجنة يجب أن تضحى بنفسك فى سبيل الله، وكان معظم الأطفال من الإيزيديين، وكان سبب خطفهم الأساسى هو استخدامهم بعد غسل الدماغ كــ «سلاح ودروع بشرية».

اهتم عدد من الصحف والمواقع الإخبارية بالتقارير الواردة فى هذا الشأن، فتروى جريدة دى فيلت الألمانية مثلاً أنه فى مخيمات اللاجئين شمال العراق يجلس الشباب والأطفال الذين تعرضوا لمثل هذا التدابير، يقول «أحمد كورو» البالغ من العمر 17 عاماً: إننى ما زلت خائفاً» وهو يجلس جنباً إلى جنب مع والدته وشقيقته وشقيقه يقول «أحمد» لا أستطيع النوم بشكل هادئ؛ لأنى أراهم فى أحلامى، يقصد مقاتلى ميليشيات داعش الإرهابيين، هذا وقبل ثلاث سنوات تقريباً اقتحم المتطرفون مدن وقرى الإيزيديين، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المؤيدين للأقليات الدينية، وتم اختطاف الآلاف من الفتيات وإساءة معاملتهم «كعبيد لممارسة الجنس»، ومع الدعم العسكرى من قبل الولايات المتحدة استطاع المقاتلون الأكراد تحرير المدينة الإيزيدية «سنجار» فى نوفمبر 2015 مرة أخرى، ولكن وفقاً لتقديرات «هيومن رايتس ووتش» فهناك 3500 من الإيزيديين يعيشون فى سوريا والعراق تحت سيطرة داعش.

حاولت عائلة «أحمد كورو» الهرب عندما داهمت داعش قريتهم، ولكن تم القبض على أحمد وشقيقه «أمين» البالغ من العمر 13 عاماً و4 من أبناء عمومته، جمعت داعش الأولاد على مسافة 50 كم من مدينة تلعفر.. شارك أحمد كواحد من 200 شاب فى معسكر تدريبى لمدة شهرين فى «تلعفر»، ليس هناك سوى تعليم لتفسير القرآن الكريم، كما كان يتعلم الأولاد أيضاً كيفية إطلاق النار بالبنادق والمسدسات، وكان الأولاد ملزمين أيضاً بمشاهدة أشرطة الفيديو التى يرون فيها كيف يوضع الحزام الناسف، أو كيف تُرمى القنبلة اليدوية، أو كيف تقطع رؤوس الرجال، ويذكر أحمد أيضاً: أنهم كانوا يقولون له دائماً: «أنت لم تعد إيزيديا، أنت واحدٌ منا الآن».

أما «أكرم خلف راشو» الذى كان يبلغ من العمر 7 سنوات عندما داهمت داعش قريته، فقد حاولت عائلته الفرار وفتح المتطرفون النار عليهم، مما أسفر عن إصابته بأعيرة نارية، وقال أنه كان يعالج لأول مرة فى ذلك الحين لدى ميليشيات داعش فى مدينة الموصل العراقية، وقال إنه لا يعرف ما حدث لوالديه، وفى وقت لاحق أخذه مقاتلو داعش إلى مدينة الرقة، التى تعتبر العاصمة الفعلية لميليشيات داعش فى سوريا، هذا ويصرح أكرم:

«كانوا يزعمون أنهم أصدقاؤنا، ولكن جميع الأطفال كانوا يهابون الموت»، يعيش أكرم مع عمه واثنين من أشقائه وبعض من أقاربه فى مخيم «كابرتو للاجئين».

ويكمل أكرم أيضاً: «قالوا لنا: عندما تكبر، سيُقصف بك فى الهواء إن شاء الله»، الأولاد الذين اختطفوا إلى مدينة الرقة يتعلمون كيفية الزحف على البطن من خلال اختراق الحواجز والقفز من فوق العقبات أو القفز من أعلى الأسطح، ولأن أكرم لم يكن قويا بما يكفى لحمل بندقية، فكان عليه أن يعمل خادماً.

بعد عامين من القبض على أكرم، تلقى عمه صورة له، فقام بعرض مبلغ 10.500 دولار مقابل تهريبه من الرقة - وهذا الأمر شائع بشكل متزايد فى مناطق ميليشيات داعش، وقام عمه باقتراض المال اللازم من الأقارب فى ألمانيا، وفى 26 نوفمبر 2016، كان أكرم جنباً إلى جنب مع من تبقى عائلته.

نجا أحمد بنفسه فى 4 مايو 2015، أى بعد تسعة شهور من اختطافه، وقال انه هرب مع شقيقه من المعسكر التدريبى فى «تلعفر»، وقد كانوا يختبئون حتى حلول الظلام فى أحد المساجد، ثم انضموا إلى مجموعة صغيرة من اللاجئين، وصرح أحمد: «لقد كنا عطشى للغاية لأننا فقدنا كثيراً من الماء من أجسامنا، وكدنا نموت من العطش»، وبعد تسعة أيام مشياً على الأقدام وصلوا إلى جبال سنجار، حيث تم إنقاذهم من قبل مقاتلى قوات البشمركة الكردية.

تذكر جريدة فيلت: «من المحتمل أن يطول وقت معالجة أحمد وأكرم بسبب أهوال أسرهم لدى داعش، لقد رأينا الكثير من الأطفال الذين يمارسون العنف»، وذلك حسب ما يقول «كارل جايد» المتخصص فى مجال الصدمات النفسية بعد الحروب، والذى يعمل فى منظمة «توتابونا» ومقرها الولايات المتحدة.

وغالبَا كان يجب على هذه الأسر إخفاء السكاكين أو ما شابه ذلك من الآلات الخطرة، لأنهم لا يعرفون كيف يمكن لهؤلاء الأطفال استخدامها.

ووفقاً لما صرح به عم أكرم، مازال يعانى أكرم من كوابيس وقلق وتوتر وتبول لا إرادى فى الفراش  تماماً مثل شقيقه البالغ من العمر 8 أعوام وشقيقته البالغة من العمر 5 أعوام، الذين أيضاً أُطلق سراحهم بعد دفع فدية.

وحدة الرصد الألمانية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg