| 18 يونيو 2025 م

المخرج عبدالقادر الأطرش: "قضاة عظماء" إسقاط على واقعنا الحالي

  • | الأربعاء, 28 يونيو, 2017
المخرج عبدالقادر الأطرش: "قضاة عظماء" إسقاط على واقعنا الحالي

أكد عبدالقادر الأطرش مخرج مسلسل «قضاة عظماء» أن هذا العمل يعتبر التجربة الإخراجية الأولى درامياً له، بعد أن شارك فى العديد من الأعمال الدرامية الدينية والتاريخية كمدير تصوير مما أكسبه خبرة كبيرة فى تلك النوعية من الدراما، وأشار إلى أنه يقدم من خلال العمل توليفة عربية مشتركة تضم عددا كبيرا من الممثلين من بلدان عربية مختلفة، كما تحدث فى حواره لـ«صوت الأزهر» عن فكرة العمل وسبب اختيار القضاة بشكل خاص وهل يحمل العمل أية إسقاطات على واقعنا الحالى، ورأية فى الفرق بين واقع الدراما الدينية فى مصر وسوريا، ووجه فى النهاية رسالة لصناع الدراما الدينية.

_ من أين جاءت فكرة العمل؟

الفكرة بدأت من أحد الأصدقاء الذى كان مهتماً بالحديث عن أهم القضاة فى الإسلام، كان يريد أن يركز على هذا الموضوع خاصة أن الأعمال الدينية أصبحت نادرة الوجودة على الشاشة العربية، فقام بطرح الموضوع علىّ وأعجبت بالفكرة خاصة أننى أحب الأعمال التاريخية لما تزخر به من معلومات، بالإضافة إلى انتشار العديد من الحقائق المغلوطة والتشويه للكثير من الشخصيات مما يجعلنا بحاجة إلى تصحيحها وتقديمها بشكل صحيح للمشاهد.

_  لماذا التركيز على القضاة فى التاريخ الإسلامى؟

أولا لأنهم يمثلون العدل الذى نبحث عنه سواء كان فى الأسرة أو فى الشارع أو فى البلد لأن العدل فى النهاية هو أساس كل شىء، بالإضافة إلى أننا لا نتحدث عن القضاء بحد ذاته ولكننا نتناول وجهة نظر الدين فى مختلف مناحى الحياة، سواء على الصعيد الشخصى أو الصعيد العام.

_ شاركت فى كتابة العمل.. فهل يحمل أية إسقاطات على بعض الأحداث فى وضعنا الحالى فى العالم العربى؟

العمل كله إسقاط، لسبب بسيط أننى لن أقدم للمشاهد قصة عن وثائق وقعت منذ أكثر من 1000 عام، ولكن يجب تقديم قصص تجارى الواقع الحالى، سواء كان خطأ وقع فيه أجدادنا نشاهده لننتبه له ونتعلم منه، وفى النهاية أى فن يُترك للمشاهد تفسيره دون توجيه من صناعه.

_ بعد تجربتك الإخراجية الأولى.. ما رسالتك التى تريد إيصالها من أعمالك المقبلة؟

أبحث دائماً عن الفن النظيف، عن العمل الذى عندما تراه الأسرة يوصل إليهم رسالة إيجابية، لذلك رأيت أن الإخراج يعطينى حرية أوسع لتقديم أعمال أكون راضيا عنها بعكس ما كان يحدث فى عملى كمدير تصوير.

_ بعكس مصر توجود الدراما الدينية فى سوريا بشكل أكبر.. ما السبب وراء ذلك؟

يرجع ذلك إلى أنه فى سوريا يتم إنتاج تلك الأعمال بأقل التكاليف، وهو الشىء الذى تأقلمنا عليه وقمنا بتعويض فارق الإنتاج بالاجتهادات الشخصية فى الوقت الذى حرصنا على عدم تقديم أية تنازلات سواء على صعيد الصورة أو المضمون، كما أننا فى سوريا نحرص على عدة أشياء أولها الحرص على التصوير الخارجى من أماكن حية غير معتمدين على الديكورات المبنية، لأنه مهما أبدعت فى الاستوديو لن يقدر على عمل شىء أفضل من الطبيعى وهو ما يضفى واقعية أكثر، وهو ما اتجهت لعمله فى الجزء الثانى من «قضاة عظماء»، وثالثاً - بصراحة أكثر- يأتى «التصنع» بمعنى أن الممثلين المصريين عندما يقدمون الدراما التاريخية يلبسون قناعاً ويتحدثون بتفخيم بعكس ما تحتاجه الشخصية لأنه كلما كانت الشخصية مبسطة كانت أسهل فى الوصول للمشاهد، ورابعاً يأتى النص الأساسى لأنه إذا ما كان عندك نص قوى لغته سهلة مقبولة ومفهومة للمشاهد، وأيضاً يناقش قضايا تمس وجدانه فإن هذا يساعد على نجاح العمل.

_ إذن هذا ما يحتاجه الإنتاج الدرامى الدينى فى مصر للمنافسة والعودة مرة أخرى لسابق عهده؟

أكيد، ولكن مع الترتيب حيث يأتى النص فى المرتبة الأولى ويليه البيئة أو التصوير الحى ثانياً، وثالثاً الأداء البسيط، بمعنى يجب توافر نص حى وجاذب للمشاهد وبيئة يتم قولبة القصة بها تصلح لتقديم متعة بصرية للمشاهد وفى الأخير ممثل قادر على بناء جسر سليم بينه وبين المشاهد ويشعره بأنه أمام الشخصية نفسها وليس ممثلا يجسد دوره.

_ وهل سيتم عمل جزء ثالث من المسلسل؟

هناك اتجاه لعمل جزء ثالث ولكننى أريد أن أبدأ فى تنفيذه فى وقت مبكر حتى يكون هناك وقت أكبر لخروج العمل بشكل جيد يخدم العمل فنياً ونتجنب الوقوع فى أخطاء الجزأين السابقين، ولكن بجانب ذلك أريد تنفيذ عدد من الأعمال الأخرى ليشمل فئة أوسع وليكن تحت مسمى عظماء غيروا وجه التاريخ، بالإضافة إلى أعمال أخرى ولكنى أحبذ أن أخطو كل خطوة فى وقتها.

_ رسالة توجهها لصناع الدراما الدينية..

الرسالة التى سأوجهها ستكون بصفتى مشاهدا وهى «أى برعم بحاجة إلى السقى والدعم والحماية، فالعمل الدينى عندما يتم التعامل معه على أنه أدنى الأعمال ويُباع بأرخص الأسعار فبالتالى أنا حكمت عليه بالفشل، وهو ما يعتبر ظلما له، بعكس أعمال تقدم أفكاراً سلبية بعيدة عن ثقافتنا العربية ولكنها تحقق أرقاماً مهولة، لذا أرجو من شركات الإنتاج تسويق الأعمال الدينية بشكل لائق، كما أتمنى أن تعرض محطات العرض أكثر من مرة، والإعلام يتحدث عنه حتى يقبل عليه الجمهور، والجمهور بدوره يروج له على وسائل التواصل الاجتماعى مما يجعل شركات الإعلانات تقبل عليه»، باختصار الأعمال الدينية بحاجة إلى رعاية واهتمام حتى نحافظ على استمراريتها.

طباعة
الأبواب: الرئيسية, أخبار
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg