لم يكن الأزهر بعيدا عما تعيشه المرأة المصرية من أفراح وأطراح خلال الفترة الماضية، بل ظل الأزهر طوال تاريخه مساندا للمرأة فى كافة المجالات ولم يبخل عليها بتوليها العديد من المناصب العليا بقطاعاته المختلفة، ورحب بتوليها وزيرة ومحافظا وقاضية ولم يقلل من دورها فى النهوض بالمجمع، وقد ظهر جليا هذا فى كافة خطابات ولقاءات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، سواء الخارجية أو التليفزيونية طوال شهر رمضان المنصرم والتى ركز خلالها على إبراز حقوق المرأة، وبيان حقها الشرعى فى الميراث والزواج وجميع نواحى الحياة التى تخص حقوق المرأة.
ومؤخرا أطلق الأزهر الشريف متمثلا فى مرصده العالمى حملة بعنوان «أنت ملكة» تحت شعار «هن» شارك من خلالها فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» والذى عقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح وتنظمه وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، للتأكيد على هذا الدور، والتقت «صوت الأزهر» بممثلة الأزهر فى هذا المؤتمر وعدد من القائمين على إعداد الحملة لتكشف كواليس الحملة ومشاركة الأزهر فى هذا المؤتمر خلال هذه السطور.
وقالت الدكتورة ريهام عبدالله مشرف وحة الرصد باللغة الاوردية بمرصد الأزهر، وممثل الأزهر فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، بحملة «أنت ملكة»، إن كواليس مشاركة الأزهر فى المؤتمر ترجع إلى تقديم مؤسسة الرئاسة رسالة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مطلع مارس الماضى، عن طريق الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة تطلب من خلالها تقريراً مفصلاً عما سيقدمه الأزهر للمرأة هذا العام خاصة عقب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عام 2017 عام المرأة المصرية، والتى جاء على أثره تنظيم وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، وبناء عليه وجه فضيلة الإمام الأكبر مرصد الأزهر بعمل تصور يليق بالأزهر الشريف عن خطته للمشاركة فى المؤتمر وما الذى سيقدمه للمرأة هذا العام فى إطار رسالة الأزهر الشريف.
ولفتت الدكتورة ريهام عبدالله المشرفة على حملة «انت ملكة» تحت شعار «هن» التى يتبناها مرصد الأزهر، إلى أن الاختيار وقع على الوحدة بكونها هى الوحيدة من العنصر النسائى فى المرصد وتضم معها 14 فتاة من الباحثات بكليات جامعة الأزهر والعاملات فى المرصد، وتم عمل خطة محكمة لهذا الغرض وجاءت الخطة على شقين الأول الشق الميدانى وهو عمل مؤتمرات وندوات ومحاضرات نسائية تجوب المؤسسات والهيئات التى تضم عدداً كبيراً من السيدات لعمل حملات توعوية تؤكد على أهمية دور المرأة فى المجتمع والنهوض به، وشق ثان وهو إلكترونى التى تتمثل فى حملة «انت ملكة»، تحت شعار «هن».
وأوضحت ريهام أنها عندما شاركت فى جلسات مؤتمر وزارة الهجرة التقت بسيدات ونماذج فريدة فى المجتمع من بينهمن الـ31 سيدة اللاتى تم الحديث عنهن فى المؤتمر وغيرهن وتحدثت معهن عن الحملة، وقد أبدى الكثير منهن إعجابه بما يقوم به الأزهر تجاه السيدات المصريات ودورها فى النهوض بالمجتمع سواء فى الداخل أو فى الخارج، مؤكدة أن الحملة كان مقرر لها أسبوعا فقط لكن المرصد رأى أن الحملة لا يكفيها هذا الأسبوع بل ستستمر طوال العام.
وأشارت إلى أن الحملة الإلكترونية سوف تتناول النماذج المشرفة من العنصر النسائى المصرى الذى أثرى الحياة المجتمعية فى الداخل والخارج، لافتة إلى أن الحملة ستتناول أيضاً السير الذاتية لنماذج أزهرية نسائية مضيئة رغم أن هذا الأمر لم يكن مطروحا الآن لكن الفترة المقبلة ستشهد ذلك خاصة وأن الأزهر يضم بين قطاعاته نماذج فريدة فى كافة القطاعات، كما أن الحملة سوف توسع نشاطها طوال العام لتطال قطاعات عريضة فى المجتمع.
من جهتها، قالت الدكتور فاطمة عبدالحميد باحثة بوحدة اللغة الاوردية ومن القائمين على اعداد الحملة بمرصد الأزهر، أن إن حملة «انت ملكة» والتى تحمل شعار «هن»، هى رابع الحملات النسائية التى يطلقها مرصد الأزهر الشريف، والتى تزامنت مع مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، التى انعقد على مدار أسبوع كامل تحت رعاية رئيس الجمهورية، وهى تأتى فى إطار الدور التوعوى التى يقوم به مرصد الأزهر، لافتة إلى أن المرصد يهدف من خلال هذه الحملة إلى ثلاثة أمور وهى - الأول: التأكيد على دور المرأة فى النهوض وقيادة المجتمع، والثانى: التأكيد على أن العنف ضد المرأة المنتشر فى العالم هو أحد أنواع التطرف الذى تمارسة التنظيمات والجماعات المتطرفة والتى يعكف مرصد الأزهر على مجابهتها ومحاربتها بشتى الصور، والثالث: التأكيد على أن المرأة شريكة الرجل فى النهوض بالمجتمع وتوعية ابنائه من براثن التطرف والإرهاب.
وأوضحت أن الحملة تسير فى أربعة محاور رئيسة هى: رِفقاً بالقوارير، إنجازاتُها تُلهِمُنى، لو كنّا فى زمن النُّبوّة، عاداتٌ وتقاليدُ أم دينٌ؟، موضحة أن المحور الأول؛ تُناقِش الحملةُ الرفقَ بالنساء، وحمايتهن، وعدم إهانتهن؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أكرَمَهُنَّ إلّا كريمٌ، وما أهانَهُنَّ إلّا لئيمٌ»، والثاني؛ تتناول الحملةُ بعضَ إنجازات النساء المختلفة، مثل: فاطمة الفهرية، التى أسّستْ أوّلَ جامعةٍ فى العالَم، وهى جامعة «القرويين»، فى مدينة «فاس» المغربية، والثالث؛ أخلاقَ النبى الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- تُجاهَ النساء، وكيف كان يعاملهن، وكيف كان فى خدمتهن، وسنداً لهن، والرابع يتناول بعضَ العادات والتقاليد التى دخلت أذهانَ كثيرٍ من المسلمين، باعتبارها جزءاً من الدين، مع مصادمتها الأدلةَ الشرعية الصحيحة.
ولفتت إلى أن هذه الحملة ستقوم بنشر هذه المحاور فى صورة رسائل مصورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك - تويتر» التابعة لمرصد الأزهر، كما سيتم نشر العديد من النماذج المشرفة من الأزهريات وغيرهن من الذى أثروا الحياة المجتمعية بشتى المجالات، لافتة إلى أن هذه الحملة تأتى فى إطار اهتما فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر بالمرأة، والتى ظهر جليا خلال حديثه اليومى عبر الفضائيات وصحيفة «صوت الأزهر» طوال أيام شهر رمضان على إبراز حقوق المرأة، وبيان حقها الشرعى فى الميراث والزواج وجميع نواحى الحياة التى تخص حقوق المرأة.
أحمد نبيوة