| 15 مايو 2024 م

5 دول تتحد لمواجهة الإرهاب فى أفريقيا

  • | الجمعة, 7 يوليه, 2017
5 دول تتحد لمواجهة الإرهاب فى أفريقيا

فى ظلِّ ما يعانيه العالمُ من أحداثٍ تُدمى القلوبَ، ويقاسى ويلاتٍ مما تبثُّهُ الجماعاتُ المتطرفةُ من فزعٍ وإرهابٍ لقلوب باتت أسمى أمانيها أن تعيش فى سلامٍ وهدوءٍ، وفى خِضَمِّ ما تقترفهُ هذه الجماعات والتشرذمات من جرائِمَ تتنافى مع إنسانية الوجود، وفى إطار متابعته الدؤوبة لكلِّ ما يُهددُ أمنَ البلادِ والعباد من تطرفٍ وإرهابٍ، قام مرصد الأزهر بتسليط الضوء على المحاولات الجادة والحثيثة والنوايا الصادقة والعزم الأكيد على مجابهةِ كلَّ من ينوى بالعالمِ دماراً ويريدُ بأمنِهِ عَبَثاً. حيثُ قام المرصدُ بإصدارِ تقريرِهِ هذا ليضعَ أعينَ الناسِ على مجرياتِ الأمورِ بدولٍ يعتقدونَ أنها لا تُحرك ساكناً فى مجابهة الأيديولوجيات المنحرفة ومكافحة أعمال العنف وجرائمَ الإرهاب. فها هى دول الساحل الأفريقى (موريتانيا، مالى، بوركينا فاسو، النيجر وتشاد) تعمل فى إطارٍ مؤسسى لمكافحة الأعمال الإرهابية فى المنطقة ودعم مجالات التعاون الإقليمى بُغْيَةَ نشرِ سياسات التنمية والأمن.

ويؤكدُ المرصدُ أنَّ مقر الأمانة العامة لهذه المجموعة المكونة من خمس دول والذي  تحدد مكانُهُ الدّائِمُ بموريتانيا، قد استقبل أكثرَ من جِلْسَةٍ لها وشرعَ فعلياً فى اتخاذ بعض القرارات الهامة نذكرُ على رأسِها إنشاء قوة عسكرية مشتركة - فى نوفمبر من عام 2015م - لمكافحة الأعمال الإرهابية التى تشنها الجماعات القتالية فى شمال مالى والتى تهدد المنطقة بأسرها. فمنذ عام 2012م وهذه المساحة الشاسعة من الأرض الغنية بالموارد المعدنية والطاقة، يحتشد بها مئات المقاتلين الموالين لتنظيم داعش.

لكن تُرى هل ستقوى هذه الدول الخمس على انفاذِ ما عزمت عليه أم أنها ستكون بحاجةٍ إلى دعم خارجى، على مستوى القارةوعلى مستوى العالم كى تدخل هذه القوة فى إطارِ التنفيذ، نظراً لما تُعانيه هذه الدول من فقرٍ وعَوْزٍ.

وما دفعَ هذه الدول الخمس على اتخاذ هذا الموقف وإنشاءِ هذه القوة المشتركة هو تصاعد حِدَّةُ أعمالِ التطرف وجرائمَ الإرهاب. لذا فقد آنَ الأوانُوأصبحَ من الواجب تضافر الجهود لمواجهة التحديات. وربما لن تَضِنَّ هذه الدول الفقيرة المُعْدَمَة بجَهْدٍ سيكونُ بالفعلِ جَهيداً إذا تَمَّ إمدادُها  بالإمكانيات، بل إنَّها ستكون حتماً مقدمة الصفوف لمحاربة الإرهاب نظراً لما تُعانيه من تهديدٍ مباشر على حياتِها واستقرارِها. وجديرٌ بالذكرِ أنَّ فرنسا هى الدولة التى تتزعم مكافحة الإرهاب فى هذه المناطق وبالأخص فى شمال مالى حيثُ أنَّ هناكَ ما يَقْرُب من 12000 من قوات حفظ السلام بها. لذا فهى تدعم هذه المبادرة (إنشاء القوة المشتركة) بنسبة مائة بالمائة وذلك من خلال العملية «برخان» التى تقدم دعماً لمجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل وخاصة فى المجال الاستخباراتى. ونشيرُ هنا إلى أنَّ منطقة شمال مالى هذه هى المعقل الرئيس للجماعات الإرهابية والتى تتمدد أعمالُها الإجرامية فى هذه الآونة الأخيرة حتى تطال وسط مالى والدول المجاورة لها مثل بوركينا فاسو. لذا فإنَّ هذه الدول الخمس فى تشكيلِها لهذه القوة المشتركة تسعى من خلالِها إلى تشكيل جيش إقليمى قادر على محاربة الإرهاب بشكل فعال وبخاصة فى المنطقة التى ينعدم فيها الأمن بشكل عام كالمنطقة الحدودية التى تربط بين كل من مالى وبوركينافاسو والنيجر.

ومن الممكن أن يصل تعداد هذه القوة إلى 5000 فرد ترأسها كل دولة لمدة سنة قابلة للتجديد. الجديد فى الأمر هو أن هذه القوة تتشكل من فئتين. فئة حربية والأخرى شرطية والتى ستكون مهمتها مكافحة تجارة المخدرات وتهريب الأموال والاتجار بالبشر.ولكن قبل ظهور الجيش المشكل من مجموعة الدول الخمسلمجموعة الساحل الأفريقى الذى سيقوم بتنفيذ العمليات فى هذه المنطقة، فإن هذا الجيش سيكون فى حاجة للتأهيل والتدريب والدعم المالى. وفى هذا الجانب سيتم تدريب العديد من الضباط خلال الأشهر المقبلة من خلال العملية برخان. وفيما يتعلق بالدعم المالى فإن دول مجموعة الخمسة قد قدمت طلباً فى الاتحاد الأوروبى للحصول على 50 مليون يورو وقد صرَّحَتْ فيدريكا موجيرينى رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبى بتلبيةِ ذلك الطلب. ويرى المرصد أن فى هذه الخطوة إيماءة إلى أن العالم بدأ يستيقظ ويهب من سباته ليواجه فكراً ربما لو تُركَ له العنانُ لأورَدَهُ المهالِكَ.

وحدة رصد اللغات الأفريقية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg