| 02 مايو 2024 م

"أمل" الأولى على الجمهورية "مكفوفين": أمي استقبلت مكالمة شيخ الأزهر بـ "الزغاريد"

  • | الإثنين, 17 يوليه, 2017
"أمل" الأولى على الجمهورية "مكفوفين": أمي استقبلت مكالمة شيخ الأزهر بـ "الزغاريد"

لا شك أن للنجاح طعما ومذاقا خاصا، والأكثر من ذلك أن يكون هذا النجاح نابعا من عزيمة المجتهدين وإرادة أصحاب الهمم العالية من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما هو حال الطالبة أمل محمد أحمد عبدالغفار فودة الطالبة بمعهد الروضة بفاقوس شرقية، والحاصلة على المركز الأول «كفيف» على مستوى الجمهورية.

 تعيش أمل فى أسرة أزهرية، فوالدتها هانم سليمان إدارية بمعهد الروضة، وشقيقتها الكبرى أميرة طالبة بالفرقة الثانية بكلية العلوم جامعة الأزهر بالقاهرة، وشقيقها أحمد طالب بالصف الثانى الثانوى الأزهرى، وجميعهم من حفظة كتاب الله ومن المتفوقين، ورغم أن والدهم عامل الغزل والنسيج بمدينة فاقوس متعطل عن العمل ويعمل بـ«اليومية» إلا أنهم تحدوا الصعاب وضعف المستوى المادى ليسجلوا تفوقهم فى المراحل الأزهرية المختلفة.

«صوت الأزهر» التقت أمل وأسرتها للحديث عن كواليس عام من الدراسة اختتم بسماع خبر النجاح من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث تقول: «كنت نائمة واستيقظت على صوت أمى وهى تحمد الله وتكبر، ثم علا صوتها بالزغاريد، فقمت مسرعة لأتبين الخبر فقالت لى أمى: الشيخ على التليفون كلميه، قلت لها: الشيخ مين؟ قالت: شيخ الأزهر، ساعتها لم أصدق ما قالت، فأخذت الهاتف فإذا بالإمام الأكبر يقول لى: «مبروك ابنتنا الغالية، فقد حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وسوف تردين الدين لوالديك وسوف تكونين سببا لحجهما إلى بيت الله الحرام»، وساعتها لم أكن أصدق ما يقال وشكرته كثيرا على هذه البشرى العظيمة.

تقول أمل: إن الثقة فى الله والمحافظة على الصلاة والوِرد القرآنى واهتمام والدى وشقيقتى الكبرى كانت سببا فى هذا التفوق، لافتة إلى أنها لم تحصل على دروس خصوصية على الإطلاق، موجهة الشكر إلى اساتذة المعهد على توفير الجو المناسب لها أثناء الدراسة وعمل مجموعات للتقوية داخل المعهد، وهو ما جعلها لا تحتاج إلى الدروس الخصوصية.

 وأشادت الأولى على مستوى الجمهورية بنظام البوكليت الجديد، مؤكدة أنه رغم ما به من مميزات وعيوب، وربما تكون العيوب بسبب أنه يطبق لأول مرة، متوقعة أن يتم تلافيها فى الأعوام المقبلة، مطالبة بضرورة أن يتم الأخذ فى الاعتبار أن يكون هناك توازن بين عدد الأسئلة وبين الوقت الخاص بالامتحانات، ومن مميزاته أنه ملم بالمنهج ويحدد مستوى الطالب ويقضى على الغش تماما.

 وناشدت أمل الإمام الأكبر أن يواصل تنقية المناهج الدراسية وأن تتم إزالة الحشو الزائد الذى لم يعد له فائدة، متمنية أن يتم استبدال الكتب الخاصة بالمكفوفين بأن تكون على «سيديهات» مدمج عليها المناهج صوتيا حتى لا يكون الطالب فى حاجة إلى من يذاكر له، وأن تكون هناك معامل خاصة بالطلاب المكفوفين داخل الفصول، كما تتمنى أن يتم السماح للطالب بتسجيل المحاضرات، للرجوع إليها عند الحاجة.

 وحول طموحاتها خلال الفترة المقبلة، قالت: حتى الآن لم أفكر فى الكلية التى سألتحق بها لكن ستكون إحدى الكليات الشرعية، وهدفى أن أواصل الاجتهاد حتى أحصل على الماجستير والدكتوراه والتعيين فى الجامعة، وأن أتدرج فى المناصب وسأواصل حياتى كلها لنهل العلم وتعليمه للناس، مشيرة إلى أنها تهدى تفوقها إلى والدتها ووالدها وأخواتها الذين كان لهم الفضل الأول فى التفوق والنجاح، كما وجهت الشكر لفضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد وجميع قيادات الأزهر الشريف الذين بذلوا أقصى ما فى وسعهم للارتقاء بالمنظومة التعليمية فى الأزهر.

 ووضعت أمل روشتة لطلاب الثانوية الأزهرية من بعدها فى عدة رسائل قائلة: «عليكم ألا تبدأوا العام الدراسى مبكرا وألا تبدأوا بحماس زائد حتى لا تملوا فى نهاية العام، وأن تعتبروها سنة عادية حتى لا تشعروا بالخوف والرهبة طوال العام»، لافتة إلى أنها لم تضع لنفسها جدول مذاكرة إلا أن برنامجها اليومى كان يبدأ عقب صلاة الفجر حتى الساعة الثانية ظهرا ثم تنام قليلا وتبدأ المذاكرة عقب صلاة العصر، موضحة أن مواقيت الصلاة كانت هى المنظمة للمذاكرة، ولم تكن تذاكر ليلا، ورغم ذلك تنصح الطلاب أن يبدأوا مذاكرتهم ليلا حيث الهدوء والاطمئنان وساعات السحر ونقاء الذهن.

 السيدة هانم السيد سليمان كاتبة بمعهد الروضة الابتدائى بفاقوس، والدة الطالبة أمل، تروى كواليس تلقيها اتصال شيخ الأزهر، وتقول: «أحد زملائى بالمعهد طلب منى رقم هاتف ابنتى أمل أو والدها وسألته عن ذلك فقال لى: إن المنطقة الأزهرية تحتاج التواصل معكم وبعدها بدقائق اتصل بى شخص قال لى: مشيخة الأزهر انتظرى قليلا فضيلة الإمام الأكبر سيتحدث معك، وسرعان ما تحدث معى الإمام الأكبر وبشرنى بالخبر وبشرنى برحلة الحج لى ولوالدها، وساعتها لم أصدق ما يقول، ثم دعوت له دعوات كثيرة ورد على: شكرا يا بنتى شكرا يا بنتى».

 وتضيف أميرة شقيقة أمل والتى كانت تذاكر لها على مدار العام، أن أمل ذكية جدا فقد وهبها الله سبحانه وتعالى نعما كثيرا رغم أنه أخذ منها نعمة واحدة، لافتة إلى أنها كانت تذاكر لأمل الدرس مرة أو مرتين، وتقول: لم أشعر بالملل فى المذاكرة معها حيث كنت أسعد بالوقت الذى أقضيه معها حتى كلل الله جهدنا جميعا بتفوقها وحصولها على المركز الأول، متوجهة بالشكر للأزهر الشريف حامى حمى الإسلام الحنيف.

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg