| 14 مايو 2024 م

خبراء: "القاعدة" لم تختف وستعاود مهاجمة أوروبا

  • | الثلاثاء, 1 أغسطس, 2017
خبراء: "القاعدة" لم تختف وستعاود مهاجمة أوروبا

صرح خبراء استراتيجيون فى معهد إلكانو بمدريد خلال تباحثهم حول تطور الإرهاب الجهادى والتغيرات التى حدثت منذ أحداث 11 مارس 2004 ومدى تأثير الإرهاب على الغرب، بأن «تنظيم القاعدة لم يختف، وأنه سيعود لمهاجمة الغرب».

ويرى هؤلاء الخبراء، أن داعش يختلف عن القاعدة فى أن الثانى يعتبر تنظيماً انتقائياً أكثر من داعش الذى يسعى للانتشار والتوسع الخارجى بما فى ذلك الانتشار الإلكترونى، والذى لا يجيده تنظيم القاعدة. لكن يرى الباحثون أنه لا يجب التقليل من خطر تنظيم القاعدة ولا النظر إليه باعتباره قد انتهى أمره.

وفى إطار التهديدات المتكررة للإرهاب قام المتهم رشيد العمرى، الذى اعتقلته الشرطة الإسبانية بمدريد بتهمة الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابى، بتوجيه العديد من التهديدات أثناء القبض عليه، حيث أشار إلى اعتداء إرهابى محتمل أسوأ من الذى حدث بمدينة مانشستر الإنجليزية، وأكد على أن الجميع مستهدفون بما فيهم الأطفال.

كانت الشرطة قد اشتبهت فى هذا الشخص منذ عدة أسابيع بعد أن قام بزيارة إلى مجموعة من المناطق الأثرية، ولم يتردد قاضى المحكمة الوطنية من سجن المتهم الذى يعتبر تهديداً خطيراً لإسبانيا. وسلطت الصحف الإسبانية الضوء على ما فعله التنظيم مؤخراً من حرقه إحدى قيادات التنظيم وهو شخص يدعى «أبو قتيبة» بعد تلميحه لمقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبوبكر البغدادى، فى خطبة الجمعة بإحدى غارات القوات الجوية الروسية. وجدير بالذكر أن إعدام «أبى قتيبة» جاء بعد اعتقاله فى مدينة «تلعفر» العراقية أحد معاقل التنظيم، ويرى التنظيم أن «أبو قتيبة» يستحق هذه العقوبة لأنه أثار الفتنة، ووفقاً لما ذكرته بوابة «عراق نيوز» الإخبارية أن التنظيم توعد كل من يردد ذلك بعقوبة قد تصل إلى 50 جلدة. ويستنكر مرصد الأزهر ما فعله تنظيم داعش الإرهابى من حرقه لإنسان حياً لأن الله لم يشرع عقوبة الحرق عقاباً على جريمة من الجرائم، وإذا كان الله قد نهانا عن حرق النمل وهو أصغر مخلوقات الله عز وجل فما بالنا بحرق الإنسان وهو الذى كرمه الله سبحانه وتعالى وأنزل فى شأنه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، حيث قال الله تعالى فى سورة الإسراء «ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً» الإسراء «70». ويؤكد ما فعله التنظيم الإرهابى أنه لا عهد له ولا ميثاق، وذلك لأنه قتل أحد رجاله بمجرد تلميحه بموت زعيم التنظيم، وهذا يثبت مدى زيفه وبراءة الإسلام منه وأنهم لم يعرفوا شيئاً عنه، فهل البغدادى هذا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد مات رسول الله وكل البشر سيموتون، وذلك لأن الموت حقيقة لا يمكن إنكارها، وفى إطار ذلك يقول الله تعالى «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» الزُّمر 30.

وسلط الخبر الضوء على القلق المتزايد فى صفوف قوات الأمن بعد إلقاء القبض على «رشيد العمرى» بالعاصمة الإسبانية مدريد، والتى أشارت إلى أن التطرف الجهادى الدولى يضع إسبانيا نصب عينه، وكذلك إلى الزيادة المطردة لنشاط المتطرفين فى البلاد.

وكشفت التحقيقات أن «العمرى» كان سعيداً للغاية بعد حادثة مانشستر التى أودت بحياة 22 شخصاً معظمهم من الأطفال، حيث كتب إلى صديق يعيش مثله فى مدريد على مواقع التواصل الاجتماعى «هنا سيحدث ما هو أسوأ» فى إشارة إلى إسبانيا. والمتهم كان على قائمة المشتبه بهم تحت المراقبة، وعند تفتيش شقته عثرت الشرطة على دعاية للتنظيم الإرهابى «داعش»، وأدوات تشير إلى الترتيب لمشروع قائم يرمى إلى هجوم إرهابى.

وفيما يختص بفتاوى التنظيم نشر فريق «الحسبة» التابع لتنظيم داعش على موقع التواصل الاجتماعى «تليجرام» صوراً للعديد من الآلات الموسيقية المُدمرة مثل العود والكمان، وذلك بهدف إعلان الآخرين بحظر استخدام هذه الآلات وغيرها من وسائل الترفية. جدير بالذكر أن الصورة التى نشرها فريق الحسبة تأتى ضمن الصور التى تنشرها مجموعة «خالد بن الوليد» المسلحة الموالية للتنظيم. يُذكر أن فريق «الحسبة» يمارس عمله من خلال مكتبه الواقع فى مدينة اليرموك السورية، وتعنى بالنسبة لداعش والتنظيمات الأخرى كجهاز شرطة أو استخبارات فى المناطق التى سيطر عليها التنظيم الإرهابى. أما عن خطورة التنظيم، ففى حوار أجرته جريدة Diario de Sevilla الإسبانية مع الباحث فى معهد إلكانو Haizam Amirah Fernández، أكد أن تنظيم داعش الإرهابى يشكل تهديداً حقيقياً على الغربيين والمسلمين الذين يشكلون غالبية ضحاياه وتصل نسبتهم لأكثر من 90%، والغالبية العظمى من المسلمين هم أكبر الحلفاء ضد الإرهاب المتطرف لأنهم لا يريدون أن يعيشوا تحت مظلة هذا التنظيم.

ويرى الباحث أن نشأة داعش جاءت بسبب الفشل الإدارى الهيكلى فى منطقة الشرق الأوسط، والقرارات الخاطئة التى اتخذتها النُخب السياسية المحلية، والقوى الأجنبية التى تدخلت فى العراق أو سوريا دون النظر إلى عواقب قراراتها. ويوضح مرصد الأزهر أن العناصر الإرهابية موجودة فى غالبية دول أوروبا، والدليل على ذلك ما تشهده أوروبا من سلسلة هجمات فى السنوات الأخيرة، بينها اعتداءات واسعة النطاق فى باريس، وبروكسل، وبرلين.

من جانبه، أعلن أنديرز ثورنبرج رئيس جهاز الأمن والاستخبارات فى السويد (Säpo) أن بلاده أصبحت مأوى لنحو 2000 متطرف، ليتضاعف العدد قرابة عشرة أضعاف فى أقل من عقد، حيث كان العدد 200 متطرف فى عام 2010. وأرجع ثورنبرغ الزيادة إلى حملات الترويج الإعلامية المتطورة لتنظيم داعش.

وفى السياق الإعلامى أوضح الجنرال ميجيل أنخيل بايستيورس مدير المعهد الإسبانى للدراسات الاستراتيجية، أن تنظيم داعش الإرهابى لديه ما يعرف بمجلس وسائط الإعلام ويتكون من 100 متخصص على مستوى عالٍ فى الدعاية والترويج للتنظيم، وذلك من خلال أشرطة الفيديو ومحطات الإذاعة ووكالات الأنباء والمجلات المكتوبة والمطبوعة، مثل مجلة دابق ورومية والتى تصدر باللغة الإنجليزية.

وأضاف بايستيورس، أن التنظيم الإرهابى يستقطب مقاتلين جدد من خلال هذه المنصات الدعائية، حيث يتم تعليمهم كيفية صناعة القنابل وشن هجمات إرهابية من خلال الشاحنات والأسلحة البيضاء، مؤكداً أن التنظيم الإرهابى نشر على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» ما يقرب من مليون تغريدة ما بين يناير 2014 إلى يونيو 2015. جدير بالذكر أن الحملات الترويجية والدعائية للتنظيم الإرهابى عادة ما تكون باللغتين العربية والإنجليزية، ولذلك فهو يحاول استقطاب مترجمين للغة الإسبانية بهدف جذب عناصر جديدة من الدول الناطقة بالإسبانية، وفى إطار ذلك أعلن فى صيف 2016 عن حاجته لمترجمين للغة الإسبانية.

وحدة رصد اللغة الإسبانية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg