فى الوقت الذى ارتفعت فيه أصوات القلة المحاربة لكل إنجاز يخطوه الأزهر الشريف، والتقليل من دوره الوطنى المحلى والعالمى والانتقاص من مناهجه التعليمية، جاء حفل تكريم مجلس النواب المصرى لطلاب الشهادات الأزهرية، ردا على هؤلاء بأن الشعب المصرى هو من يكرم طلاب الأزهر المتفوقين، ليقفوا جنبا إلى جنب مع زملائهم من طلاب التربية والتعليم من أجل النهوض بمجتمعاتهم ورفعة أوطانهم.

وجاءت تصريحات رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال فى كلمته خلال الاحتفال الذى عقد أمس الثلاثاء بمركز الأزهر للمؤتمرات لتكريم أوائل الشهادات الأزهرية، والتى أكد خلالها أن الأزهر الشريف هو قلعة العلم الحصين وبحر العلم الذى لا ينضب أبدا، وأن أبناء الأزهر لهم مكانة كبيرة فى قلب ووجدان الشعب المصرى بأكمله ولا يختلفون عن طلاب الثانوية العامة في شىء، وتشديده على أن قلعة الوسطية كان لها السبق دائما فى حمل مشاعل التنوير والعلم ونشر الإسلام الوسطى المعتدل فى ربوع الأرض بفضل أبنائه المخلصين، ليرد على من ينتقص من أهمية المناهج الأزهرية التى تخرج الأجيال الذين يتسمون بالتسامح والاعتدال والوسطية فى نشر صحيح الدين.

ويرى محللون أن الثانوية الأزهرية قد ظلمت كثيرا بسبب تجاهل الإعلام المتعمد فى تغطية أعمال الامتحانات، ومن بعدها النتيجة التى لم تحظ بالاهتمام والشو الإعلامى الكبير مثل ما يحدث كل عام فى الثانوية العامة، ليأتى هذا التكريم من قبل قيادات الدولة والمسئولين وعلى رأسهم مؤسستا الأزهر الشريف ومجلس النوب تعبيرا عمليا وتقديرا لما بذله الطلاب من جهد للوصول إلى أهدافهم وطموحاتهم التى يؤصلها لهم الأزهر الشريف، مؤكدين أن ما قام به مجلس النواب وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى رحاب الأزهر الشريف وليس فى مجلس النواب كما حدث مع طلاب الثانوية العامة لخير رد لاعتبار طلاب الأزهر المتفوقين.

ويؤكد مراقبون وخبراء فى مجال التعليم، أن الأزهر الشريف منح طلابه الأوائل وأسرهم جوائز عينية ومادية ونفسية يفوق ما فعلته الدولة بأسرها تجاه طلاب الثانوية العامة، مشيدين بالقرارات التى أقرها شيخ الأزهر خلال الحفل والتى تمثلت فى رحلتى حج لوالدى الأول من كل شعبة وإعفاء الطلاب الأوائل من كل شعبة من المصاريف الدراسية بالمرحلة الجامعية وهدايا خاصة للمكفوفين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وهذا دليل على إعطاء الأزهر هؤلاء الطلاب المتفوقين حقهم ليشعروا بالفخر بانتسابهم للأزهر الشريف.

وشدد خبراء علم النفس والاجتماع، أن حفل تكريم الطلاب الذى أقيم تحت رعاية وحضور فضيلة الإمام الأكبر ورئيس مجلس النواب الممثل لجميع طوائف الشعب ووكيل مجلس النواب وأعضاء البرلمان وقيادات الأزهر، سيكون له دور إيجابى كبير فى السنوات المقبلة على الطلاب سيشجعهم على بذل المزيد حتى يتم وتكريمهم والاحتفاء بهم وسيحسن من حالتهم النفسية وعدم الشعور بالتفرقة أو الدونية بينهم وبين زملائهم من الثانوية العامة.

حسن مصطفى - أحمد نبيوة