| 16 مايو 2024 م

الشباب التركي.. من هنا يبدأ "داعش" التجنيد!

  • | الأحد, 13 أغسطس, 2017
الشباب التركي.. من هنا يبدأ "داعش" التجنيد!

يقول فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى نصيحة وجهها لشباب العالم الإسلامى: إن الحملات التى يطلقها تنظيم داعش الإرهابى لضم الشباب المسلم إلى صفوفه ضالة ومضللة غرضها زعزعة أمن الأوطان الإسلامية، والنيل من استقرارها، وزلزلة أركانها، واستهداف شبابها الذين يمثلون عماد هذه الأمة.

ونحن فى تقريرنا هذا سنركز على الهدف الأخير الذى عبر عنه فضيلة الإمام فى نصيحته وهو استهداف تنظيم داعش للشباب المسلم، الذى يقوم التنظيم باغرائه بالانضمام إلى صفوفه، ويستخدم كل الوسائل فى سبيل الوصول إلى هذا الهدف، ويطبق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة فى تجنيده للشباب، فهو يستخدم فى تجنيدهم أسوأ الوسائل وأحطها وأوضعها، والتى تنم عن انحدار أخلاقى لا يقره عُرف، ولا يرضى عنه دين.

يحكى أحد الآباء الذين انضم أحد ابنائه إلى هذا التنظيم، أن مجموعة أفراد من التنظيم قامت بتقسيم نفسها إلى مجموعتين، اندست الأولى بين الشباب المستهدف الجالس على المقاهى والذى منهم ابنه، يتعرفون عليهم ويعقدون معهم أواصر الصداقة ويتعاطون معهم المخدرات، ويشربون الخمر، ثم يأتى فرد من هذه المجموعة التابعة للتنظيم بعد فترة ويقول لأصدقائه لقد تعرفت على شخص ملتزم دينياً قال لى إن ما نفعله حرام، ولقد اتفقت معه أننا سنقابله اليوم فى المسجد. ثم تقوم المجموعة كلها الشباب والدواعش ويذهبون إلى المسجد لمقابلة الشاب الذى تحدث عنه صديقهم، وهو شاب داعشى. وفى المسجد يأتى دور المجموعة الثانية التى تتولى أمر توعيتهم، وتقول لهم إن المخدرات حرام فاتركوها وانضموا إلينا، ورويداً رويداً يقنعونهم بالانضمام إلى التنظيم والسفر إلى سوريا أو العراق.

ووفقاً لبعض التقارير الصحفية فإن شباب مدينة استنبول يأتون على رأس الشباب الذين يستهدفهم هذا التنظيم فى تركيا، وخصوصاً الذين تتراوح أعمارهم بين 18، 25 عاماً، ويسكنون فى الأحياء المحافظة مثل حى «الفاتح»، و«حى جونجورن»، ويفضل التنظيم الشباب من الأسر ذات الدخول المنخفضة، والذين لديهم مشكلات مع عوائلهم. وقد أجرى موقع (T24) حواراً مع بعض الآباء الذين انضم ابناؤهم إلى التنظيم، ورفضوا ذكر اسمائهم والتقاط صورٍ لهم. وقال أحدهم والقاطن فى مدينة استنبول إن ابنه يبلغ من العمر 21 عاماً، تغيرت أخلاقه وأصبح يعصيه بعد وفاة والدته، وإنه لم يكن ملتزماً دينياً، بل كان على العكس يلتقى بعض الشباب ويتعاطى معهم المخدرات، وفجأة التزم الشاب، ثم بعد ذلك هجر الصلاة فى المسجد، وأخذ يكفر كل من حوله. وفى النهاية ترك المنزل دون إخبار أحد. فقام الأب بالسؤال على ابنه، فأخبره أصدقاء الولد بأنه انضم إلى التنظيم الإرهابى مع خمسة عشر شخصاً آخرين، فتوسل الأب إلى ابنه كى يترك التنظيم الإرهابى ويعود إلى بيته، لكن الولد رفض طلب أبيه وقال إنه سيواصل الجهاد على حد قوله.

أب آخر يسكن فى مدينة استنبول قال إن ابنه سافر إلى سوريا وانضم إلى داعش وعمره 19 عاماً، وإنهم من أسرة فقيرة، لذلك كان الولد مضطرا هو وأخوته إلى العمل، وكان لدى الشاب مجموعة من الأصدقاء. وفجأة التزم الولد بالصلاة، وأطلق لحيته، وعندما سأله الأب عن سر هذا التغيير أجابه قائلاً «أريد أن أعيش حياة محمدية». ثم اكتشف الأب أن ابنه لم يكن يصلى فى المسجد، بل كان يصلى فى زاوية فى إحدى العمارات. واختفى الولد فجأة ولم يعد يأتى إلى المنزل. وعلم الأب بعد ذلك أن ابنه سافر إلى سوريا وانضم إلى داعش. لكن الولد غير فكره هناك، وهرب منهم، وعاد إلى بيته لكنه لا يزال متأثرا نفسياً بما رآه هناك.

والحكايات كثيرة فى هذا الأمر.. وإضافة إلى هذه الحيل الماكرة الخبيثة يستخدم التنظيم أيضاً أحدث الوسائل فى إقناع الشباب التركى بالانضمام إليه. ويركز فى ذلك على وسائل التواصل الاجتماعى، واستخدام مواقع الأنترنت فى الترويج لأفكاره ودعايته المشبوهة، مستخدماً فى ذلك كل الأنماط المرئية والمقروءة والمسموعة. وله إصدارات باللغة التركية منها ثلاث مجلات، إضافة إلى عدد كبير من الكتيبات الصغيرة الذى يروج فيها لدعايته، وكان آخر إصداراته التركية كتيبا يحمل عنوان «الجهاد»، وكُتيبا آخر يحمل فى عنوانه الكلمة ذاتها، ومحتواهما تحفيز للشباب على الانضمام إليهم وتهديد لهم بدخول النار والابتلاء من الله إذا ظلوا بعيدين عنهم. وهم دائماً يستخدمون فى منشوراتهم للشباب الترغيب والترهيب فى آن واحد، الحياة السعيدة فى الدنيا والجنة فى الآخرة إذا انضموا للتنظيم، والكفر فى الدنيا والنار فى الآخرة إذا لم ينضموا إليه. وهذه المجلات والكتب والكتيبات أيضاً مليئة بالمعلومات المغلوطة التى تكفر الحكومات، وتُفسق العلماء، وتحرم العملية الديمقراطية من انتخابات واستفتاءات وتدعو إلى قتل كل من يشارك فيها، وتدعو الشباب إلى الهجرة إلى ما يُسمى بأرض الخلافة التى تُصان فيها الحرمات ويُطبق فيها شرع الله على حد قولهم.

وقد أثبت العاملون والباحثون فى مجال الجماعات المتطرفة أن 75% من الشباب الذين يذهبون إلى سوريا والعراق ينضمون إلى تنظيم داعش مقابل 25% ينضمون إلى الجماعات الإرهابية الأخرى. والسبب الرئيسى فى ذلك وفقاً لهؤلاء الباحثين هو قوة الآلة الإعلامية لتنظيم داعش مقارنة بالتنظيمات الأخرى، ولقد استطاعوا من خلال خطابهم الإعلامى الموجه فى المقام الأول للشباب من تحفيز الشباب واستقطابهم مخاطبين كل فئة شبابية بما تحب، فأغروا الشباب الطموح المحب للزعامة والقيادة واقنعوهم كذباً بأنهم بعد الانضمام إليهم سيشاركون فى كتابة تاريخ جديد للعالم، وتغيير خريطته، فانخدعت طائفة من الشباب وذهبت إليهم من أجل تحقيق هذا الهدف. كما خاطبوا الشباب المتدين بأنهم (داعش) يعيشون دين الإسلام فى دولتهم المزعومة، ويطبقون الحدود ولديهم خليفة، وانخدعت بالفعل طائفة من الشباب وانضمت إليهم من أجل هذا الهدف. ثم قام التنظيم الإرهابى بصهر جميع هؤلاء فى بوتقة واحدة، وتغذيتهم بالأفكار المتطرفة الدموية.

ولقد حذر المرصد شباب العالم الإسلامى كله وليس الشباب التركى فقط من أساليب هذا التنظيم. وناشد الشباب عدم الانخداع بالدعوات التى يطلقها هؤلاء الجهال المتطرفون الذين لا يعرفون عن تعاليم دينهم شيئاً. ويهيب المرصد بالمجتمعات كلها بأن تنتبه جيداً لأى تغير فى سلوك أبنائها دون الحجر على حريتهم. حفظ الله الجميع من كل سوء.

وحدة رصد اللغة التركية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg