| 18 يونيو 2025 م

الشيخ زايد ..عروبي أصيل أخذ بمقتضيات الحداثة والتطور البشري

  • | الأربعاء, 16 أغسطس, 2017
الشيخ زايد ..عروبي أصيل أخذ بمقتضيات الحداثة والتطور البشري

الشيخ زايد شخصية جمعت بين جوانحها صفات وتقاليد العربى الأصيل وحداثة المتطلع لمواكبة التطور التكنولوجى الرهيب للنهوض ببلاده، شهد له القاصى والدانى بصفاء نفسه وطيبة أخلاقه الكريمة، لم يبخل فى يوم من الأيام على كل من هو مسلم أو عربى من تقديم المشورة والنصيحة لهم، صاحب غيرة شديدة ما جعل بلاده خير بلاد الله وشعبه من أحسن الشعوب على وجه الأرض.

يقول الدكتور محمد زينهم رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، إن الشيخ زايد رجل سبق معاصريه بمراحل كبيرة، ومما قام به كنموذج فريد من خلال مرحلة عطائه الكثيرة المسجد الذى حمل اسمه «مسجد زايد» ليعد صرحاً إسلامياً وحضارياً بارزاً فى دولة الإمارات، ويعتبر هذا الصرح الضخم رابع أكبر مسجد فى العالم من حيث المساحة الكلية، ويعد المسجد أيقونة فنية فى فن العمارة الإسلامية، ورمزاً وطنياً تفتخر به دولة الإمارات. موضحاً أن الشيخ زايد طالب من المكلفين ببناء مسجده المحافظة والمواكبة بين الأصالة والمعاصرة لفن العمارة الإسلامية والتطور التكنولوجى بما يتناسب مع علوم العمارة،  سواء فى العصر القديم أو الحديث.

ويضيف زينهم: «المسجد يضم مكتبة ضخمة، تحوى أكثر من ثلاثة آلاف عنوان، موزعة على مختلف المجالات العلمية والثقافية، فى أكثر من اثنتى عشرة لغة حية، من ضمنها مجموعات من نفائس الكتب النادرة، وتوفر المكتبة الخدمات المكتبية النوعية والمساهمة فى إدارة الفعاليات والأنشطة الخاصة بأعمال الترجمة والنشر العلمى فى مجالات العلوم العربية والإسلامية، وهى متاحة للباحثين والمهتمين والمختصين، وتعتبر المكتبة من الناحية المعمارية عملاً فنياً مكملاً للمسجد، من تصميم معاصر وحديث يصطبغ بطابع فنون العمارة الإسلامية والعربية الأصيلة».

وفى ذات السياق، قال الدكتور علاء الدين ماضى أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية: «كانت أول زيارة لى لدولة الإمارات عام 2004، حيث ظننت لأول وهلة أننا أخطأنا وهبطنا فى دولة أوروبية، من حيث روعة المكان ونظافته والنظام الجميل الذى أبهر من يتعامل معهم»، مشيراً إلى أنه سمع ورأى ما قام به الشيخ زايد سواء لدولته أو لشعبه، وما قدمه للشعوب العربية، «ولأول مرة فى حياتى أجد شخصية يجتمع عليها القريب والغريب، وكل شعب الإمارات والعمالة الوافدة هناك»، وهذا يدل على أن شخصية الشيخ زايد شخصية صاحبة نفس زكية.

وطالب الشيخ أبوالعزائم، حكام الدول العربية التأسى بالشيخ زايد فيما فعله من خدمة بلاده وشعبه ووضعهم على جادة الطريق والوصول بهم إلى بر الأمان، وجعلهم فى أحسن حال مما كانوا عليه من قبل.

بدوره، قال الدكتور ممدوح رشوان أمين عام الاتحاد العربى للشباب والبيئة، إن الشيخ زايد آل نهيان شخص فريد من نوعه، رغم أنه كان حريصاً على النهوض بدولته والوقوف بها على أعتاب التقدم والتطور وملاحقة من سبقوه فى العالم إلا أنه لم يغفل عن دوره تجاه البيئة والمحافظة عليها، وفى الستينيات استضافت دولة الإمارات اتحاد رعاية حقوق الحيوان، وفى عام 1976 عقدت الإمارات وللمرة الأولى المؤتمر الدولى للصيد بالصقور واستبقائها، وتمخض المؤتمر عن إصدار قانون بحظر الصيد باستخدام المتفجرات، وفى عام 1983 فرض حظراً على الصيد بالأسلحة النارية فى الإمارات.

وأشار رشوان، إلى أن الإمارات حققت نجاحاً ملحوظاً على صعيد تكاثر «المها» العربية فى الأسر بعد إحضار عدد من الحيوانات المتبقية منها فى الحياة البرية وذلك بناء على تعليمات منه، وبات مستقبل هذا النوع من الكائنات مضموناً حالياً بعد أن كان قد وصل إلى حافة الانقراض، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة موطن لما يزيد على 3000 من حيوانات «المها» العربية كما أمر أيضاً بغرس ما يزيد على 140 مليون شجرة فى جميع أنحاء الدولة. وأضاف أن الشيخ زايد حصل على عدد من الجوائز مثل شهادة الباندا الذهبية عام 1997 من قبل الصندوق العالمى لصون الطبيعة، ووسام المحافظة على البيئة الباكستانى عام 1997 من قبل الرئيس الراحل فاروق ليغارى، وجائزة زايد داعية البيئة 1998 من قبل منظمة المدن العربية فى الدورة السادسة بالدوحة، كل ذلك دليل على أنه رجل سبق معاصريه من رؤساء الدول المحيطة به فى المحافظة على البيئة، وأن له بُعد نظر فى ذلك.

وأشار الدكتور إبراهيم بدوى عضو مجلس إدارة الاتحاد العربى للثقافة والإبداع، إلى أن اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لم يقتصر على بناء الدولة بالعمران والاقتصاد والجوانب المادية فقط، فقد أولى اهتماماً كبيراً لبناء الإنسان، والتفت إلى أهمية العلم والثقافة والمعرفة كمكونات رئيسية للدولة القوية، وللمجتمع الذى يمثل قاعدة قوية لنهوض وإعلاء الدولة، ما مهد الطريق فى ظل مواصلة القيادة الانفتاح على الثقافة العالمية وإقامة العديد من المشروعات الثقافية الضخمة لأن تصبح دولة الإمارات حالياً مركزاً ثقافياً على الساحة، وواحة للتسامح والتنوع الفكرى والثقافى.

وأضاف بدوى، أنه منذ توليه الحكم حرص على إطلاق المشروعات الثقافية وتشجيع الجمهور على التفاعل معها كإقامة «معرض الإسلام للكتاب» فى مبنى المجمع الثقافى، على نفقته الخاصة تشجيعاً للعلم وتأصيلاً للثقافة، ما يعتبر الدورة الأولى لمعرض أبوظبى للكتاب، بالإضافة إلى المكتبات ودور النشر المحلية، ولم يقتصر قيامه على المعرض بافتتاحه والاطلاع على معروضات الأجنحة فقط، بل أمر بشراء جميع ما تبقى من كتب المعرض، وتوزيعها على الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، لتكون تلك الكتب نواة لتكوين مكتبات فى هذه المؤسسات، وكذلك نواة لدار الكتب الوطنية فى الدولة، ونهج الشيخ زايد يعد الحافز لأن يصبح «معرض أبوظبى الدولى للكتاب» أحد أسرع معارض الكتب نمواً فى المنطقة فى الوقت الحالى. كما أولى الشيخ زايد اهتماماً خاصاً بالتراث، باعتباره مكوناً رئيسيا من مكونات الهوية الوطنية وكذلك الشخصية الإماراتية، فكان حريصاً على صون التراث وحفظ العادات والتقاليد والقيم المنبثقة منها، وإيصالها إلى الأجيال الجديدة، فأنشأ مؤسسات مختصة بهذه المهمة من بينها «نادى تراث الإمارات» فى سبتمبر 1993، و«قرى التراث» التى تمثل متاحف مفتوحة لتعريف روادها بالتراث الإماراتى وشكل الحياة فى الإمارات قديماً.

لطفي عطية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg